خبر : خسرنـا المعركـة ولـم نخسر الحـرب ... بقلم : رمزي شاهين

الجمعة 25 سبتمبر 2009 12:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
خسرنـا المعركـة ولـم نخسر الحـرب ... بقلم : رمزي شاهين



إن المتابع لتطورات الأحداث وخاصة الحدث الأخير المتمثل في إنتخابات إختيار المدير العام لمنظمة اليونسكو يتأكد بأن الشعارات التي تحملها الولايات المتحدة وحلفاؤها هي مجرد أكاذيب وألاعيب يتم تمريرها على الشعوب والأنظمة العربية ، وخاصة بعد الإنخداع الأخير بخطابات الرئيس الأمريكي أوباما الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه لا يختلف عن سابقيه من الرؤساء سوى باللون فقط . إن حجم المؤامرة التي أُحيكت ضد الوزير العربي المصري فاروق حسني قد فاق كُل التوقعات ، وخاصة عندما تكون المؤامرة من تخطيط الولايات المتحدة وإسرائيل ، هذه المؤامرة التي أدت لخسارة الوزير حسني هذا المنصب تؤكد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل وكُل قوى الشر لا تريد الخير للعرب وللشعوب العربية  وكذلك لا تريد أن يصبح العرب أصحاب قرار بعد أن شاهدت لأول مرة الإجماع العربي خلال هذه الإنتخابات وشاهدت أيضاً التفرق الأوروبي الذي أنتج هذه النتيجة التي بالتأكيد وقف خلفها اللوبي الصهيوني . وبرغم هذه الخسارة التي نعتبرها جولة من جولات الحرب مع أعداء العروبة ومعركة من معارك الصمود في وجه المؤامرات ضد شعوبنا العربية والتي نتشرف بأن تكون مصر هي من يخوض هذه المعارك لكونها مصدر الدعم والوجود العربي في كافة المواقع المتقدمة عربياً ودولياً ، إلا أننا نقول بأن الحرب مازالت مستمرة ، والمقصود هنا ليست الحرب المسلحة بل حرب الكرامة العربية والوجود العربي في المحافل الدولية التي لن تكون حكراً على الولايات المتحدة أو أوروبا ، وبالتأكيد فإن هذا يسرى على كُل المنظمات الدولية بما فيعها مجلس الأمن الدولي . لقد كانت المحاولة بحد ذاتها تحدياً واضحاً لسياسة الولايات المتحدة ومن يقف إلى جانبها ، هذه السياسة المبنية على الإحتكار وعلى معاداة العرب والشعوب التي أنجبت العلماء والمثقفين والقيادات التي تستطيع أن تعطي الكثير لأجل الإنسانية دون تمييز في الدين أو العرق أو اللون ، بخلاف بعض الدول التي تعتبر أن الشعوب العربية خُلقت لكي تكون في مؤخرة الشعوب متناسية أن هذه الشعوب وُجدت لأجل الدفاع عن حقها في الوجود وفي كافة مناحي الحياة . بالتأكيد أن الخسارة كانت فاجعة كبرى لنا جميعاً .. لكنها ليست نهاية الطريق نحو الوجود العربي وخاصة الوجود المصري الذي عايشناه في الكثير من المواقع الهامة من أجل خدمة القضايا العربية وخدمة الإنسانية والبشرية في كافة بقاع الأرض ، وهنا لابد لنا إلا التذكير بأهمية الوحدة العربية التي تشكل رافعة وأهمية كبرى للوجود العربي وللكرامة العربية التي يحاول البعض النيل منها ، ورسالتنا لمصر العظيمة أن هذه المعركة هي ضريبة وقوفك الدائم إلى جانب الحق ، ومواقفك العظيمة للحفاظ على وحدة العرب ووحدة القرار العربي المستقل بعيداً عن الإنحياز الأعمى ، وكذلك نؤكد للوزير فاروق حسني بأن الخسارة ليست لك بل لهم لأنهم خسروا إنسان سوف يزيد لليونسكو الشرف بأن يضع بصماته الكريمة على أعمالها دون أن يتحيز لعنصرية أو فاشية أو نظام .&&&&&&&&&&     صحفي وكاتب فلسطينيrm_sh76@hotmail.com