هآرتس : هذا هو "الدرس القاطع" من الحرب في أوكرانيا

الجمعة 11 مارس 2022 08:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس : هذا هو "الدرس القاطع" من الحرب في أوكرانيا



القدس المحتلة/سما/

رأت صحيفة عبرية، أن اعتماد الاحتلال الإسرائيلي على مراكمة القوة العسكرية لن يساهم في حمايته ولا في الحفاظ على موقعه الدولي.

وأضافت صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب جدعون ليفي، أن اليمين الإسرائيلي في حرب أوكرانيا يرى "درسا قاطعا": أن "إسرائيل قوية. وهو كالدرس الذي يلقن لبعثات أوشفيتس، وهو القوة والقوة والمزيد من القوة، العسكرية بالطبع. "إسرائيل" يمكنها الاعتماد على نفسها فقط".


 

وذكرت أن "هذا الدرس يعفي إسرائيل من الالتزام الأخلاقي أو التضامن الدولي، ويمكن مواصلة الاحتلال والاستخفاف بالعالم، فقط اعطوا إسرائيل المزيد من القنابل وهي ستتدبر أمرها، وهذا من مجمل ادعاءات إسرائيل، هو الادعاء الأكثر إثارة للغضب ولا يوجد أساس له".

وقالت: "إسرائيل بدون دعم الغرب لا شيء، وبدون الموقع الدولي الذي نجحت في خلقه لنفسها، بحق أو بدون حق، لمحيت منذ زمن، فليست القنابل هي التي تحمينا، بل المكانة التي تشبه مكانة الدولة العظمى التي بنتها لنفسها، هي التي تلقي الرعب على نصف العالم بابتزاز التعاطف أكثر بكثير من قدرتها العسكرية" على حد وصفها.

وأضافت الصحيفة: "لهذا السبب، فإن درس إسرائيل من أوكرانيا يجب أن يكون معاكسا، فلا تكفي القوة العسكرية، ولا يمكن أن تنجو لوحدك، هناك حاجة إلى مكانة دولية قوية، وهذه لا يتم تحقيقها بتطوير الطائرات بدون طيار التي تلقي القنابل".


 ورأت أنه "من المحزن رؤية كيف أن كل شيء يعيد الإسرائيليين إلى التمسك بإيمانهم الأسطوري بالقوة، فبدون الجيش كنا سنكون في البحر، وهذه حقيقة مضللة"، موضحة أنه "رغم الحاجة لقوة عسكرية، لكن من غير المجتمع الدولي ستضيع إسرائيل".

ونبهت بأن "القوة العسكرية الإسرائيلية ترتكز على المساعدات الأمريكية، ويوم بدون أمريكا لن تعود إسرائيل، ليس فقط في الأمم المتحدة، بل أيضا في ساحة الحرب؛ فمقاطعة برغي واحد (أمريكي) سيعطل آلة الحرب، واسألوا سلاح الجو عن ذلك".

واعتبرت أن "أساس قوة إسرائيل، جاء من المكانة الخاصة التي كسبتها لنفسها، وجعل العالم يخافها، وهو مشلول وصامت إزاء سلوكها منفلت العقال ووقاحتها"، مضيفة: "هذا ليس بسبب ديمونة (المفاعل النووي)، بل بسبب الكارثة ومشاعر الذنب لدى العالم، التي تعرف إسرائيل كيف تطورها وتستغلها من أجل مصالحها، ودعم المؤسسة اليهودية هي التي تعطي إسرائيل مكانتها التي لا تصدق، إضافة إلى أن الباب المفتوح على مصراعيه في واشنطن، أكثر مما هو لأي دولة أخرى في العالم، يعطي إسرائيل القوة الدولية".

وأشارت "هآرتس"، إلى أن "ألمانيا عندما تريد الإذن لبيع الغواصات والولايات المتحدة لبيع الطائرات فهذا ليس بسبب قوتها العسكرية، وفلاديمير بوتين يقوم بفتح الباب لرؤساء حكومات إسرائيل ليس بسبب دورية رئاسة الأركان، بل بسبب مكانتها الخاصة التي يجب تطويرها".

وأكدت أنه "في حال استمرت إسرائيل في الاعتماد على قوتها العسكرية فقط وعلى مشاعر الذنب وابتزاز التعاطف فإن مكانتها ستتلاشى، واحتمالية الحفاظ على هذه المكانة هي بالتحديد بالتعاون مع المجتمع الدولي وليس بإدارة الظهر له، وسيأتي يوم سيمل فيه العالم من وقاحة إسرائيل..، وهذا اليوم يقترب".


 

وبينت الصحيفة، أن "الحرب في أوكرانيا كان يمكن أن تكون فرصة للبدء بتفكير مختلف في إسرائيل، وأن يتم الإدراك بأنه عبر هذه الهستيريا لا يمكن البقاء بدون دعم العالم، ولا يمكن كسب دعمه برفض جميع قراراته والوقوف جانبا إزاء كوارثه".