اعتبر مركز فلسطين لدراسات الاسرى اهتمام المجتمع الدولي بقضية المرأة ما هي الا شعارات زائفه وتتلاشى عندما يتعلق الامر بالاحتلال الصهيوني، حيث يتغاضى ذلك العالم الظالم ويغلق عينيه عن معاناة عشرات الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يتعرضن لكل أشكال الانتهاك والتعذيب.
وقال مركز فلسطين انه في الوقت الذي يحتفل العالم بالثامن من آذار من كل عام بيوم المرأة العالمي الذي خصص لتكريم المرأة وحمايتها، وصون حقوقها وإنصافها من الظلم والاضطهاد، تقبع 32 امرأة فلسطينية في سجون الاحتلال بظروف إنسانية قاهرة، ويحرمن من كافة حقوقهن الدنيا ويتعرضن لإجراءات قمعية متعددة، بما فيها العزل الانفرادي والحرمان من العلاج والتعليم دون تدخل حقيقي من تلك المؤسسات التي تعنى بقضايا المرأة.
رياض الأشقر مدير المركز أوضح أن الاسيرات يفتقرن الى كل مقومات الحياة ويحرمن من حقوقهن التي نصت عليها كافة الاتفاقيات الدولية والتي تغمض المؤسسات الإنسانية عينيها عنها في يوم المرأة ، ولا تأتى على ذكرها ولو بتصريح اعلامى، مما يشكل حالة من الخنوع والتماهي مع سياسة الاحتلال الإجرامية ومساندة الجلاد ضد الضحية .
واضاف الاشقر ان الاسيرات يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من كافة حقوقهن، ويعانون من ظروف صعبة وقاسية، ويشتكون من عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها إدارة السجن في ممرات السجن وساحة الفورة، كذلك وضع الحمامات خارج الغرف ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج الى الفورة.
واضاف الاشقر أن الأسيرات يعانين من التنقل بسيارة البوسطة حيث يتعمد الاحتلال إذلالهن بعمليات التنقل وذلك عبر عرضهن على المحاكم في فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل التعسفي لهن، حيث يتم إخراج الأسيرات من السجن الساعة الرابعة فجرا، وتعود مساء من نفس اليوم، الأمر الذي يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق، وطوال فترة السفر يتم تقييدهن بالسلاسل الحديدية بالأيدي والأرجل وينقلن مع معتقلين جنائيين يوجهن لهن الشتائم والتهديد في كثير من الاحيان.
وتساءل الأشقر عن موقف المؤسسات الدولية التي تدعي حرصها على حقوق المرأة من الاعتداء الهمجي التي تعرضت له الاسيرات قبل 3 شهور في سجن الدامون حيث تم ضربهن وسحلهن على الأرض وعزل عدد منهم وفرض عدة عقوبات تمثلت في اغلاق الأقسام وتحويلها على عزل كبير، ومنع الكنتين عنهن، ووقف الزيارات، وغيرها.
وأكد الأشقر أن الاحتلال يستهدف المرأة الفلسطيني كما الرجل بالاعتقال والتعذيب والأحكام التعسفية العالية، حيث وصلت حالات الاعتقال بين النساء منذ عام 1967، وحتى اليوم ما يزيد عن 16 ألف حالة اعتقال، وان السجون لم تخلو منذ ذلك الوقت من وجود اسيرات في الاعتقال حتى لو بأعداد قليلة.
مشيراً الى ان الاسيرات يتفقدن في فصل الشتاء الى الملابس والأغطية الشتوية، كذلك يحرمهن الاحتلال من الكثير من أغراض للكنتين، يقدم لهن طعام غير كاف وغير صحي، ويتعرضن لسياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية بين الأسيرات او الجريحات اللواتي اصبن بالرصاص حين الاعتقال، كما تشتكى الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية بينهن.
ونوه الاشقر الى ان الاحتلال عاد منذ 3 اعوام الى حجز الاسيرات في "معبار الشارون" السيئ الذكر، ويتعرضن هناك لأقسى أنواع التعذيب والاهانة ووصل الامر الى استخدام وسائل التعذيب العسكري، قبل أن ينقلن إلى سجن "الدامون كما جرى مع الاسيرة ميس ابوغوش وغيرها.
وتطرق الاشقر للأحكام القاسية التي ترفض على الاسيرات، حيث توجد 8 أسيرات يقضين احكاماً بالسجن لمدة تزيد عن 10 سنوات، اضافة الى 5 أسيرات صدرت بحقهن أحكام من 4 الى 10 سنوات، بينما هناك أسيرة تخضع للاعتقال الإداري المتجدد دون تهمه وهي الاسير شروق البدن وهن اسيرة محررة اعيد اعتقالها مرة أخرى، إضافة الى وجود الطفلة نفوذ حماد ولا يتجاوز عمرها 15 عام.
وطالب مركز فلسطين في يوم المرأة العالمي كافة المؤسسات التي تتغنى بحقوق المرأة، ، الوقوف بشكل محايد تجاه معاناة الاسيرات المتفاقمة والتدخل الحقيقي من اجل انصافهن ، ووقف الجرائم التى يتعرضن لها من قبل الاحتلال والسعي الفاعل لإطلاق سراحهن.