التحركات متواصلة بين الشخصيات المستقلة فى قطاع غزة والضفة الغربية وهناك إصرار كبير على النجاح فى بلورة أفكار مشتركة تخص وضع آليات محددة للمساهمة الفاعلة للخروج من الحالة الفلسطينية الراهنة والتي أصبحت عبئا ثقيلا على مجتمعنا الفلسطيني , وخاصة حالة الانقسام التي قصمت ظهر شعبنا وأساءت كثيرا لصورة قضيتنا , وهناك إجماع على أنه هناك مسئولية جماعية يجب ان يتحملها الجميع للمساهمة في علاج هذا الواقع الشاذ داخل مجتمعنا الفلسطيني , ويجب أن لا يبقى علاج هذه القضية أسير طرفي الأزمة فقط بل لابد من التحرك الجدي والفعال وأن الشخصيات الفلسطينية في هذا الجانب ليسوا محايدين بل هم أصحاب القضية والأقدر على المساهمة فى وضع تصورات وأفكار تساهم فى الخروج من مأزق الانقسام الجغرافي والسياسي الحالي . ومن هنا برز دور الشخصيات المستقلة واضحا وجليا خلال جولات الحوار الرسمية التي عقدت في القاهرة وأيضا خلال اللقاءات المتواصلة بين كافة الأطراف بشكل ثنائي على أرض الوطن , وكان واضحا ترحيب الجميع بهذا الدور الذي تلعبه الشخصيات المستقلة إلى جانب جهود فصائل العمل الوطني والإسلامي , وكذلك كان واضحا ترحيب الدول العربية وخاصة جامعة الدول العربية بدور الشخصيات المستقلة خلال استقبال الأمين العام لجامعة الدول العربية لتلك الشخصيات وتشجيعها للاستمرار بممارسة هذا الدور الفاعل والهام . إن هذا الترحيب من كافة الأطراف و أيضا من الشرائح المختلفة لشعبنا من رجال الأعمال والأكاديميين والمثقفين وطلاب وغيرهم يؤكد مدى الحاجة لإحداث نوع من التغيير داخل المجتمع الفلسطيني وهو يدلل على حيوية شعبنا وقدرته الفاعلة على الاستفادة من تجاربه السابقة , وإدراكه للحاجة لبروز شخصيات قيادية جديدة لديها القدرة على قيادة شعبنا خلال المرحلة القادمة بعيدا عن السلبيات التى لحقت بمجتمعنا خلال المرحلة السابقة . ولكن تحقيق هذا المطلب الشعبي الكبير يحتاج من الشخصيات المستقلة صاحبة الفكر الحر المستقل والذين قدموا أنفسهم لشعبنا كونهم الأقدر على وضع الحلول وصياغة المخارج القادرة على حل كافة المشاكل التى يعاني منها شعبنا الى بذل كل الجهود وتركيز العمل بشكل جماعي ووضع الخطط والرؤى الكفيلة بتعزيز دورهم داخل المجتمع الفلسطيني والتي من خلالها يمكن كسب ثقة الشارع الفلسطيني الذي أصبح يعاني بشكل واضح من الوضع القائم , وإعادة روح الأمل فى حياة كريمة بدلا من روح التشاؤم والإحباط الظاهرة على وجوه الناس . ومن هنا لابد من التفكير الشجاع والتقدم بكل ثقة لتنظيم صفوف المستقلين عبر تيار جامع لهم ناطق باسمهم ويحمل فكرا جديدا بعيدا عن التعصب الحزبي الضيق منطلقا الى فكر رحب واسع يجد كل مواطن نفسه بداخله , فكر وثقافة تحمل فى ثناياها الجميع للمساهمة فى خلق حالة تنجح فى إخراجنا من هذا الواقع المؤلم الذي يحياه ويعاني منه شعبنا , إن ميلاد هذا التيار أصبح وبكل وضوح مطلبا شعبيا ووطنيا غير قابل للتأجيل أو التسويف بل لابد من الإسراع فى التقدم وحمل رايته , ولابد من البحث عن قادة يمكن أن يساهموا فى إعادة صياغة الحياة الفكرية والثقافية الفلسطينية كرد فعل طبيعي للفكر الحزبي الضيق والتعصب الفصائلي الأعمى . ولاشك أن بوادر انطلاق هذا التيار قد اقتربت والأفكار بدأت تنضج وتقترب من بعضها , والاجتماعات واللقاءات والندوات بدأت تؤتي ثمارها ونحن اليوم أقرب ما نكون لميلاد ذلك التيار الوطني الكبير كرافعة أساسية لشعبنا خلال المرحلة القادمة , ويجب على كافة المثقفين والكتاب وأصحاب الرأي أن يساهموا ويدفعوا باتجاه ميلاد هذا التيار بكل جرأة ووضوح , ولنكن موحدين لتحقيق هذا الحلم الكبير لأن المرحلة القريبة القادمة تتطلب لملمة الصف الفلسطيني , ولابد أن نضع أمام شعبنا كافة الخيارات والبدائل ونترك له حق الاختيار دون أن نتركه أمام خيارات ضيقة ومحددة قد لا يقبل بها فى المرحلة القادمة , والتجديد هي من سمات الشعوب الحية والفاعلة , وشعبنا يتطلع الى التجديد والى الأفضل . رئيس مركز آدم لحوار الحضارات www.imadfalouji.ps