قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن "إسرائيل" لا تتعلم من فشلها، فهي لن تستطيع هزيمة إيران، ما يحتم عليها الوصول إلى حالة توازن مع طهران تأخذ في الحسبان صورة التركيبة الإيرانية.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها عوفر شيلح، وهو العضو السابق في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، والباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أنه "لا ينبغي أن يكون هناك أي شك في أن الاتفاق النووي هو أفضل من الوضع الذي أدى إليه خروج دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) من طرف واحد، بتشجيع ودفع من إسرائيل".
وأضافت: "منذئذ خصبت إيران كميات كبيرة من اليورانيوم، وطورت طرقا دفاعية سمحت لها بأن تحتمل العقوبات الاقتصادية، وتمتعت بشرعية دولية متزايدة من جانب الدول التي لم تكن شريكة في سياسة ترامب – نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال السابق)، وتجاهلت استخدام القوة الإسرائيلية والاغتيالات لمسؤولين إيرانيين".
ونوهت الصحيفة إلى أن "الطريق إلى النووي مفتوحة أمام إيران، في مدى زمني أقصر من أي وقت مضى، أما الاتفاق فسيعيد الوضع المادي لما كان عليه في 2015.. والأهم من هذا أنه سيسمح للإيرانيين بتأجيل إضافي لنقطة القرار حول النووي والتي يمتنعون عنها منذ سنين".
ولفتت إلى أن "أقوال بينيت والسياسة التي اتخذتها حكومته، تدل على أن إسرائيل لا تتعلم شيئا من إخفاقاتها في الأقوال والأفعال، والحكومة الحالية هي استمرار لسابقتها، ففي مفهوم الهزيمة لإيران، الذي لم ولن ينجح في استخدام القوة، يتبجح رئيس الحكومة بينيت بالتخطيط لهجوم إسرائيلي على منشآت النووي، وهذا ليس له أساس حقيقي في واقع القدرات والمنفعة".
ورأت "يديعوت"، أنه "ينبغي ربط الأمور أيضا بالتقدم في مشروع الدقة لدى حزب الله، وبانعدام الجدوى للمعركة ضد التموضع الإيراني في سوريا، والمرة تلو الأخرى تظهر إسرائيل كإحدى الدول الأخيرة التي لا تزال تؤمن باستخدام القوة لغرض استخدام القوة، وعلينا أن نسأل، ما هي الغاية والفكرة التي باسمها نهاجم؟".
وبينت الصحيفة، أن "استخدام القوة في هذا الزمن، هو المخرج الأخير، وليس بديل السياسة"، مؤكدة أن "إسرائيل لن تهزم إيران، بل إنها ملزمة بأن تصل معها إلى توازن يأخذ بالحسبان صورة إيران المركبة، وهكذا فقط يمكن لإيران ألا تقرر الوصول إلى القنبلة، لأن التاريخ يفيد، بأن من يقرر التحول إلى النووي سيفعل هذا، وإسرائيل لن تحسم الأمر بالقوة".
ونبهت إلى أن "إسرائيل ملزمة بأن تطور سياسة ذكية تفحص الواقع بعيون حقيقية، ترى قبل كل شيء المنفعة السياسية، تتجاهل السياسة الداخلية وتتوقف عن تنمية الوهم بأن الحل لكل مشكلة هو طائرة حربية".
ونقلت "يديعوت" عن المؤرخ والجنرال الروسي كارل فون كلاوزفيتز، قوله المعروف: "الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى"، مضيفة أن "القليل من الدول في العالم لا تزال تعمل وكأن الحرب هي بديل السياسة، وللأسف".