الاحتلال يستعد لتصعيد في الضفة..مسؤول إسرائيلي: أحداث الشيخ جراح قد تؤدي إلى مواجهة جديدة مع غزة

الثلاثاء 15 فبراير 2022 09:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
الاحتلال يستعد لتصعيد في الضفة..مسؤول إسرائيلي: أحداث الشيخ جراح قد تؤدي إلى مواجهة جديدة مع غزة



القدس المحتلة/سما/

قال مسؤول إسرائيلي رفيع، اليوم الثلاثاء، إن "التوترات" في حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، قد تؤدي إلى جولة جديدة من "التصعيد" في قطاع غزة المحاصر، مشيرا إلى "خشية" لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، من هذا السيناريو.

هذا وأوردت هيئة البث الإسرائيلية، وثيقة عممها قائد فرقة الضفة الغربية العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، على ضباطه، حذّر فيها من تصعيد أمني في الضفة خلال شهر رمضان الذي يصادف مطلع نيسان/ أبريل المقبل، مشيرا إلى أن "المواد القابلة للاشتعال موجودة في كل مكان، ما ينقص هو عود الثقاب الذي سيؤجج الأوضاع".

وجاء في الوثيقة أن "تاريخ الأول من نيسان/ أبريل هو التاريخ المحدد لإتمام استعدادات جميع وحدات وقوات التابعة الفرقة"، وأضاف "الأكسجين والمواد القابلة للاشتعال منتشرة في الميدان، وما ينقص هو فقط عود الثقاب"، مشيرا إلى أن "تزامن رمضان مع الأعياد اليهودية (الفصح) سيوفر الكثير من ‘أعواد الثقاب‘".

وقال المسؤول الإسرائيلي، في إحاطة قدمها للصحافيين من البحرين، حيث اختتم بينيت زيارة له وصفها بـ"الناجحة والمثمرة"، التقى خلالها عددا من المسؤولين البحرينيين، إن جولة تصعيد مع فصائل المقاومة في غزة قد تؤدي إلى مقتل مواطنين إسرائيليين، مشددا على أن بينيت "يسعى إلى منع ذلك".

جاء ذلك فيما دعت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، مساء اليوم، إلى تصعيد المقاومة والحراك الشعبي في الضفة الغربية؛ للتصدي لـ"جرائم الاحتلال"، وذلك في بيانين منفصلين، تعقيبًا على استشهاد الشاب نهاد أمين البرغوثي (20 عاما) برصاص الاحتلال، في مواجهات اندلعت عند مدخل قرية النبي صالح، في الضفة المحتلة.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "في بعض الحالات، يكون الدخول في جولة قتال حتميًا؛ ولكن هذا لا يجب أن يحدث نتيجة الاستفزازات السياسية"، في إشارة إلى الضجة التي يثيرها عضو الكنيست العنصري، الكاهاني إيتمار بن غفير، وما يرافقها من اعتداءات للمستوطنين في الشيخ جرّاح.

وتابع "عندما أرى (النائبين) أحمد طيبي وعوفير كاسيف و(المتطرف) بن غفير في الشيخ جرّاح، أرف جيدا ما الذي يجمع هؤلاء هناك؛ تأجيج الأوضاع"، وأشار المسؤول السياسي أن بينيت "يعتقد أنه يجب أن يفعل كل شيء لمنع التصعيد".

وأضاف "يمكن أن تنتهي الأمور بشكل سيئ. القدس مكان حساس للغاية"، وتابع "نحن بحاجة إلى الدفاع عن أمن سكان الحي (في إشارة غلى المستوطنين) وعدم الاستسلام - لكن علينا أيضًا تجنب الاستفزازات التي تقودنا إلى أماكن سيئة".

وحول الزيارة المرتقبة للرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إلى تركيا، وقال المسؤول الإسرائيلي أن "إسرائيل لم تضع شروطا على أنقرة مقابل زيارة الرئيس هرتسوغ"، وقال "نحن نتعامل بعناية بشأن تركيا"، وأوضح أنه "خلال عمليات التقارب الحذرة للغاية فإن هناك بالتأكيد بوادر حسن نية".

وقال إن إسرائيل ترصد نشاطا تركيا متزايدا "في مواجهة الإرهاب الموجهة نحو إسرائيل في أراضيها".

وفي ما يتعلق بالتوتر على الحدود الروسية - الأوكرانية، قال المسؤول إن بينيت يتابع التطورات عن كثب، مشددا على أن الصورة لا تزال صبابية وأنه "من غير الواضح إلى أين تسير الأمور"، مشددا على أن المواجهة بين الغرب وروسيا في أوكرانيا لن تحد من "العمل الإسرائيلي في سورية"، مشيرا إلى أن الهجمات الإسرائيلية على مواقع في سورية "لن تتأثر على الإطلاق وستتواصل بشكل كامل".

وعن إمكانية وجود "صلة" بين التطورات في أوكرانيا والمفاوضات بين إيران والقوى الدولية في فيينا، قال المسؤول إن هذا الأمر "ليس واضحا" تماما، وقال "نحن في مرحلة متقدمة للغاية في المحادثات مع إيران لكننا لا نستسلم أو نتراجع"، مضيفا "نحن نبذل جهودًا كبيرة بالطرق التي أعتقد أنها الأكثر فاعلية في تحقيق أهدافنا. لكننا لا نعرف ما إذا كان سيكون هناك اتفاق نووي أم لا".

إسرائيل تمارس التضليل لإخفاء التطهير العرقي بـ"الشيخ جراح"

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صدر عنها اليوم، إن "دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس الخداع والتضليل، لإخفاء جريمة التطهير العرقي التي ترتكبها بحي الشيخ جراح" في القدس.

وأشارت الوزارة أن "هناك سباقا محموما بين القيادات اليمينية في إسرائيل على إطلاق التصريحات العنصرية الفاشية والتحريضية الهادفة لإرضاء القاعدة الشعبية المتطرفة العنيفة التي ينتمون لها".

وأضافت أن "ميدان هذا السباق معاناة ومآسي عشرات العائلات الفلسطينية التي تواجه يوميا خطر الطرد والتهجير من منازلها وأرضها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة".

وذكرت أن "المطلوب عدم الانشغال فقط بالضجة التي يثيرها المتطرف العنصري بن غفير، وأمثاله وما يقومون به من حركات بهلوانية الغاية منها إشغال حيز من تغطية واهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية لأغراض حزبية وانتخابية وأيدولوجية ظلامية".

وتابعت أن "المطلوب هو التركيز على ما يتم تنفيذه بوتيرة متسارعة من سياسة استعمارية موضوعة تنشغل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في تنفيذها وتطبيقها، الغاية منها رسم ملامح القدس الشرقية المحتلة ومستقبلها من طرف واحد وبقوة الاحتلال بما يتوافق ومصالح إسرائيل الاستعمارية".

دعوات لتصعيد المقاومة في الضفة

هذا، ودعت حركة حماس "للمضي على طريق الشهداء، وتصعيد المقاومة بأشكالها كافة، وتثبيت البوصلة للتصدي لجرائم المحتل ومستوطنيه، وعدم السماح لهم بالتغول على الدم والحياة والأرض والممتلكات الفلسطينية".

من جانبها، حمّلت حركة "الجهاد الإسلامي"، سلطات الاحتلال الإسرائيلية، "المسؤولية الكاملة عن استهداف الشعب الفلسطيني، وتصعيدها الخطير لوتيرة اعتداءاتها في الضفة والقدس المحتلتين".

ودعت "الجهاد" في بيان، المجتمع الدولي "لتحمل مسؤولياته، والتحرك حيال ما تقوم به قوات الاحتلال من إرهاب بحق شعبنا وانتهاكات وقتل وهدم ومصادرة للأرض وتهويد للمقدسات".

كما دعت الشعب الفلسطيني "للعمل على تصعيد الحراك الشعبي، وتصعيد المواجهات، والتصدي لقوات الاحتلال على كل نقاط التماس المختلفة ردًا على هذه الجريمة النكراء (استشهاد البرغوثي)".