إن الصحافة تعبر عن قضايا الرأي العام بالقلم حاملة معها هموم شعب من الشعوب لكي توصل الحقيقة إلى من يحب الحقيقة ويعشقها، إن القلم يا سادة.. عبارة عن سلاح بسيط وذي فاعلية كبيرة في التأثير على المستوى السياسي؛ ولكن حينما يجد أن النصوص التي يكتبها الصحفيون والمحللون السياسيون لا يسمعها الساسة والمسؤولون فحتما سوف تتغير الأداة في التعبير عن تلك القضايا وبشتى الطرق لتناسب الظروف التي تقهره، لكن ما الفرق حينما تتغير أداة الصحفي من استعمال القلم إلى استعمال الحذاء؟إن الفرق واضح في الأداتين، ففي الأداة الأولى تذوب النصوص المكتوبة بالقلم وتنسى على مر السنين، ولكن في الأداة الثانية ستكتب في التاريخ ولا تنسى إلى الأبد وستظل محفورة في الذاكرة عبر كل الأجيال، وأكبر مثال على ذلك حذاء الرئيس الروسي خروتشوف والذي قام بضربه على منصة المؤتمرات ليسمعه الجميع... فهل من أحد نسي هذا الموقف؟ إن المتواجدين في هذا المؤتمر لم يلتفتوا إلى الكلمات والنصوص التي كتبها خروتشوف ولكنهم فهموا لغة الحذاء العفوية والتي جعلت من النصوص ذات قيمة يسمعها الجميع؛ ولا ننسى الشعب الصومالي في أواخر الثمانينات حينما كان يشاهد طائرات الهيلوكبتر الأمريكية محلقة فوق الصومال كان على الفور يخلع أحذيته ويرفعها للأعلى باتجاه الطائرات كتعبير عن رفض الأمريكي على أرضه.إن لغة ضرب الأحذية يا سيادة الرئيس أوباما لم يقم بها أحد مما تتدعون أنهم إرهابيون ولكنها انطلقت من صحفي عانى وما زال يعاني مما يشاهده كل يوم من مجازر وانتهاكات للشرف يقوم بها جنودكم الديمقراطيون والحريصون على الديمقراطية... فهل اقتنعتم الآن بأن الشعب العراقي كله يكرهكم؟ حتى أن الصحفي رمى قلمه واستبدله بلغة أخرى لكي تفهموا أنه لا أهلا ولا سهلا بكم في أرض الرافدين...إن ما قام به الزيدي يمثل الوجه الحقيقي للشعب العراقي الذي ادعيتم أنه استقبلكم بالورود، فأين الورود يا سيادة الرئيس أوباما والتي نثرها مؤيدوكم من تلك الأحذية؟...إن الحكم الذي صدر بحق الزيدي يمثل وسام عز وشرف يعلقه كل عربي على صدر العروبة والانتماء مكللا بحرية الزيدي... الشعب العربي الآن يحمل في يده اليمنى وردة جورية وفي اليد الأخرى حذاء، والأيام القادمة ستثبت نواياك تجاه المنطقة العربية، فإن كانت طيبة فلك اليد اليمنى، وإلا فاليسرى.. تخصص دراسات اقليميةالخضر – بيت لحم – فلسطينWONPALESTINE@YAHOO.COM