المملكة هي مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين وهي كذلك قوة عظمى في الطاقة وزعيمة فعلية للعالمين العربي والإسلامي ولذلك فإنها ستتقيد بأعلى معايير العدل والقانون , وسترفض أي تقارب مع إسرائيل حتى تنهي الأخيرة احتلالها غير القانوني للضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا في لبنان. كلمات رائعة , وحقاً أنت رائع أيها الأمير : تركي الفيصل , زينت بهذه الكلمات صحيفة نيويورك تايمز , لتبعث فينا روح الأمل , وتثبت لنا من جديد أن الخير ما زال موجود .كلمات جاءت في الوقت المناسب , حيث أعربت العديد من المصادر أن دولاً عربية عدة أبدت موافقتها على التطبيع مع إسرائيل مقابل تجميد الاستيطان , الأمر الذي لم تحلم به إسرائيل منذ اغتصابها الأرض المباركة , وكان التركيز والاهتمام فلسطينياً وعربياً فقط على تجميد الاستيطان , وأي عرض هذا أيها العرب ؟ ألم تكن وما زالت إسرائيل تغتصب أرضنا , ولا تعترف بحقوق شعبنا ؟ فلم كان التطبيع مرفوضاً بالأمس ومقبولاً اليوم دون مقابل ؟ بوركت أيها الأمير , ففي الوقت الذي خطط فيه نتنياهو للفت الأنظار وتركيز اهتمامها على قضية الاستيطان , ونسيان أو تجاهل القضايا الأخرى , جئت أنت وأفسدت ما يخططون , بل وأعدت الأمور إلى نصابها الصحيح , كلمات يتحصن خلفها الفلسطينيون , من يفاوض , ومن يعارض , وهي رسالة لبني يهود أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم , وأن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين , ولن تحلموا بالتطبيع من دولة إسلامية عربية عريقة , نبت فيها الإسلام وفيها الحرمين , هذا لن يكون . كلمات أصالة , وعروبة خلاقة , ذكرت فيها قادة الأمة أن القضية ليست في بؤر استيطانية بل القضية أكبر من ذلك بكثير , هناك احتلال ما زال قائماً وما الاستيطان إلا عامل من عوامل هذا الاحتلال الغاشم , القضية : قدس وعودة , أسرى ولجوء ودولة .ذكرت قادة الأمة بلبنان وسوريا , هناك الجولان , ومزارع شبعا , هي أراضٍ عربية محتلة , وما التطبيع إلا اعتراف واضح بشرعية الاحتلال وأفعاله وتصرفاته . وليت القادة العرب تحذو حذوك أيها الأمير فتعلن على الملأ ما أعلنته , ويقف العرب عند موقف موحد عنوانه : لا تطبيع إلا بزوال الاحتلال . إن التطبيع في هذا الوقت , مكافأة عظيمة لنهج اليمين المتطرف في دولة الكيان, مكافأة لهذا التطرف , ولتصريحات نتنياهو ليبرمان , التي اشترط من خلالها اعتراف السلطة بيهودية الدولة , وتجاهل قضية العودة .أخيراً من لا يشكر الناس لا يشكر الله , باسمي , وباسم كل فلسطيني, بل عربي , باسم كل مسلم حر غيور , أبرق لكم أيها الأمير بتحياتي المحملة برائحة مسك الشهداء , على هذا الموقف العربي الأصيل , ونتمنى من المولى أن تمر هذه البرقية عبر الدول العربية علها تكون فاتحة خير , ويعلن الموقف العربي الموحد تحت شعار لا للتطبيع مع وجود الاحتلال .كاتب من غزة