رحت اراجع كتب التاريخ التي بين يدي طيلة هذا الشهر الكريم علي أجد أسباب هذا العداء المطلق للشعب الفلسطيني فلم أجد له ذنبا إلا كفاحه من اجل تحرير بلده ومساواته ببقية شعوب الأرض، روديسيا تحررت من الاستعمار الأبيض دون أن يعاني شعبها الإفريقي من قهر الإبعاد والملاحقة عبر عواصم الأرض وكذلك فعل شعب جنوب أفريقيا الذي نال حريته واستقلاله عن طريق الكفاح المسلح ولم يلاق ما يلاقيه الشعب الفلسطيني من ملاحقة وتشريد واعتقالات وقطع سبل الرزق عنه في كل مكان.في العالم العربي يتعرض الفلسطيني لأبشع صنوف الإذلال والحرمان والملاحقة لا لسبب إلا لكونه فلسطينيا، الجماهيرية الليبية جمعتهم من كل المدن الليبية وقذفت بهم في صحراء العلمين ليكونوا فريسة للزواحف السامة وبلا ماء أو غذاء علما بأنهم فاعلون منتجون في المجتمع الليبي ــ معلمون وفي كل مراحل التعليم، مهندسون مزارعون عمال بناء وصيانة، في العراق المحتل قامت حكومات الاحتلال المختلفة بملاحقة الفلسطيني ذكورا وإناثا وقتلهم أو تشريدهم، وكان ملاذهم الوحيد الصحراء العراقية السورية، والعراقية الأردنية على الحدود وهم يعيشون في أسوأ والعن ظروف يعيشها الإنسان، ولم يسجل التاريخ سابقة لمثل هذه الحالات اللاانسانية . في مصر حدث ولا حرج، يروي السيد رود كييف البريطاني الجنسية والذي دخل قطاع غزة في القافلة الاوروبية الإنسانية بقيادة النائب البريطاني جورج غالاوي لمساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر، وتأخر في السفر من غزة في معية القافلة، لتقوده الأقدار ليكون في معية الفلسطينيين المسافرين من غزة إلى العالم العربي، وشاهد بأم عينيه محنة هذا الشعب مدعما أقواله بصور فوتوغرافية عن واقع الحال يقول الشاهد البريطاني: يكدس الناس في زنزانات مغلقة تزيد أعدادهم عن المائة رجالا ونساء وأطفالا بعضهم عمره لا يزيد عن عام واحد، ليس هناك خصوصية حتى للاستجابة لنداء الطبيعة وخاصة بالنسبة للنساء، يقول: ان الفلسطيني يقضي في هذه الزنزانات أياما طويلة وأحيانا أشهرا بلا تنظيف لهذه الزنزانات، فلا شمس تدخلها ولا تهوية صحية لتجدد الهواء المختلط بروائح مقززة للنفس ،ودورات مياه تنعدم فيها الشروط الصحية والناس تقف في طوابير رجالا ونساء لقضاء الحاجة، وليست هناك طعام متوفر إلا بأغلى الأسعار، ويا ويلك من رجال الأمن لو احتججت أو رفعت صوتك لأي سبب كان. ليس هذا فقط ولكن تخيل أيها العربي الشهم أن يذهب طالب فلسطيني ليقدم امتحانه الشفوي أمام لجنة الامتحانات في احدى الجامعات المصرية لنيل شهادة الدكتوراه ويداه مقيدتان بالحديد دون جريمة ارتكبها أو تهمة موجهة له إلا انه طالب فلسطيني . موضوع آخر، منعت قوات الأمن المصرية الناشطة النرويجية من أصل فلسطيني السيدة منال تمراز وأطفالها من مغادرة مطار القاهرة متجهة إلى بلادها النرويج بدعوى أنها شاركت في أعمال تضامنية سلمية مع الشعب الفلسطيني خارج مصر، وهذا السبب يتعلق بالأمن القومي المصري. وما يضير الأمن المصري مشاركة أي إنسان لإعلان تضامنه مع الشعب الفلسطيني، كما أن السلطات المصرية منعت دخول مدون أمريكي إلى مصر عقابا على مشاركته في أنشطة داعمة للشعب الفلسطيني.في الخليج العربي معاناة الفلسطيني من نوع أخر تحدثت عنها في هذه الزاوية من الأسبوع الماضي، إلا انه في الآونة الأخيرة أقدمت دولة خليجية على إنهاء عقود عمل الكثير من الفلسطينيين وأمرتهم بمغادرة البلاد بأسرهم تحت ذرائع ومختلفة.والحق أن هذه الإجراءات ليست من أخلاق القيادات السياسية العاقلة في هذه الدولة الخليجية أو تلك وإنما وقعوا تحت تأثيرات ومعلومات لا تمت للواقع بصلة، مصدر تلك المعلومات اجزم’بأنها صادرة عن أشخاص يجوبون شوارع رام الله وهي معلومات كيدية حاقدة لا تخدم مصلحة تلك الدولة الخليجية امنيا ولا سياسيا، وإنما توقع العداوة والبغضاء بين الفلسطينيين ومجتمعنا الخليجي النقي من براثن الحقد ومغامرات الثار. ولي أمل كبير أن تعيد تلك الدولة النظر في قراراتها ذات الصلة، والعودة للحق احمد مكانا ومقاما. سلطة رام الله معتقلاتها مزدحمة بالمعتقلين المعادين لاحتلال بلادهم، وملاحقات’أمنية لتسهيل مهمة الأمن الاسرائيلي للقبض على مطلوبين فلسطينيين لأنهم يرفضون الاحتلال، السلطة المعنية مشغولة بتقاسم المناصب والأموال ولا شيء غير ذلك. أما إسرائيل فسجونها تضم 11 ألف فلسطيني، مليون ونصف المليون محاصرون كرهائن في غزة مصريا إسرائيليا، لم تكتف إسرائيل باحتلال الأرض وسجن الشعب وسلب الوطن كله وإنما راحوا يعتقلون الشباب يقتلونهم ثم يسلبون اعضاءهم كما ذكرت الصحف السويدية وجيش السلطة هو حامي جنود الاحتلال من ثورة الشعب.آخر القول: متى تنتهي مأساة الفلسطينيين ومتى تدب في قادتنا الحمية والغيرة على شرف هذه الأمة؟