قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الثلاثاء، إن أوضاع الأسرى في سجون الجنوب التي تقع في صحراء النقب قاسية للغاية، في ظل تردي الأحوال الجوية نتيجة المنخفضات حيث يشتكون من تجمد أطرافهم من شدة البرد لعدم توفر وسائل تدفئة أو ملابس وأغطية شتوية كافية.
وبين المركز في بيان له أن سجون الجنوب وهي (النقب، ونفحه، وريمون وبئر السبع) تضم حوالي نصف عدد الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى أنهم يعانون منذ أيام من ظروف قاسية وصعبة نتيجة المنخفضات الجوية وما صاحبها من برد شديد ومطر متواصل ووصلت درجات الحرارة في بعض الأوقات إلى ما دون الصفر، الأمر الذي أدى إلى شعور الأسرى بتجمد أطرافهم في ظل عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة.
وقال مدير المركز رياض الأشقر إن أكثر السجون معاناة هو سجن النقب حيث اضطر الأسرى التزام غرفهم وخيامهم طول فترة المنخفض ولم يستطيعوا الخروج إلى الساحات الخارجية في الأقسام المفتوحة أو الفورة في الأقسام المغلقة، كما أنهم لم يستطيعوا استخدام المياه في فترات الصباح من شدة البرودة، حيث تجمدت المياه في الصنابير نتيجة تدني درجات الحرارة لما دون الصفر.
وبين الأشقر أن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال تزداد صعوبة في ظل استمرار إدارة السجون في منع إدخال الأغطية والملابس الشتوية الثقيلة التي تقيهم من البرد وانعدام وسائل التدفئة في السجن وتقليص كمية الماء الساخن الذى يصل للأسرى، حيث حرم الاحتلال الأسرى من الزيارة منذ مارس/ آذار 2020 بحجة جائحة كورونا، علمًا أن الزيارة تعد شريان الحياة بالنسبة لهم في توفير الملابس والأغطية التي لا تتوفر حتى في كنتين السجن.
ولفت الأشقر إلى أن هذه الظروف القاسية أدت إلى تراجع أوضاع الأسرى الصحية وإصابة عدد كبير منهم بأمراض مختلفة أبرزها الإنفلونزا والكحة وارتفاع درجات الحرارة ويعالجون أنفسهم ببعض الأعشاب المتوفرة في السجن كالميرمية والبابونج وغيرها، في ظل حرمانهم من المتابعة الصحية والعلاج من إدارة السجون.
واتهم الأشقر الاحتلال بالتلاعب بنفسيات الأسرى في ظل تشابه أعراض فيروس كورونا والإنفلونزا الأمر الذي اختلط على الأسرى وأصبحوا لا يميزون بين أعراض الشتاء وأعراض الفيروس، مضيفًا أن الاحتلال يماطل في إجراء مسحات سريعة للأسرى للتأكد إن كانوا مصابين بكورونا أم لا وهذا يجعل العدوى تنتشر بشكل كبير في صفوفهم.
وأشار إلى أن 25 أسيرًا في قسم (25) بسجن النقب الصحراوي أصيبوا بالفيروس الأسبوع الماضي مما خلق حالة من التوتر والقلق لدى الأسرى.
وبين الأشقر أن أكثر الأقسام تأثرًا ومعاناة تلك التي لا تزال قائمة على الخيام في سجن النقب، حيث تتسرب إليها الأمطار وتؤدي لإتلاف ملابسهم وأغطيتهم وأماكن النوم ولا تقي الأسرى البرد والصقيع، وفي بعض الأحيان تشتد سرعة الرياح وتؤدي إلى اقتلاع الخيام أو تمزيقها، وتماطل الإدارة في استبدالها.
وجدد مركز فلسطين مطالبته لكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية والصليب الأحمر بزيارة سجون الاحتلال التي تقع في صحراء النقب وخاصة سجن “كتسيعوت النقب” والاطلاع على أوضاع الأسرى وتوفير احتياجاتهم العاجلة من الأغطية، والملابس، وتحسين ظروف اعتقالهم قبل أن تتفاقم بشكل أكبر مما يعرضهم للخطر الحقيقي.