خبر : هل من اتفاق قادم؟!! ... سميح شبيب

الجمعة 11 سبتمبر 2009 02:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل من اتفاق قادم؟!! ... سميح شبيب



عبر قنوات ضيقة ومحددة، أرسلت جمهورية مصر العربية نقاط تصورها لإنهاء الخلاف الفلسطيني-الفلسطيني، والوصول الى صيغة اتفاق، تتيح قيام حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وبالتالي اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها المحدد، هنالك تكهنات إعلامية وتسريبات حول تلك النقاط، لكن ما هو متوافر لا يمكن الركون إليه، أوالاستناد اليه مبدئياً، فإن النقاط المصرية قابلة للنقاش والاخذ والرد، خلال فترة ما قبل عيد الفطر القادم، من لدن الرئاسة الفلسطينية، ورئاسة المكتب السياسي لحماس.ما جرى من لقاءات مصرية مع الرئيس محمود عباس في القاهرة قبل أيام، وعلى نحوٍ متزامن مع لقاءات مصرية رسمية مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في نطاق الإعداد الجاد لصياغة هذه النقاط، قبل عرضها على الطرفين، امتازت تلك اللقاءات بالصراحة والشفافية والجدية في آن، لكن جهوداً مصرية وعربية بشأن عقد اجتماع ثنائي يضم الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، لم يكتب لها النجاح، ذلك أن ظروف عقده، لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية، ما جعل من جدواه أمراً غير وارد.هنالك خطوط حمراء لدى السلطة ورئيسها، بشأن الاتفاق أبرزها ضرورة الاقرار بما سبق وأن وقعت عليه م.ت.ف من اتفاقات سابقة، على الأقل إقرار من الحكومة الفلسطينية القادمة وفقاً للاتفاق، إن وقع.وعلى أن يكون برنامج الحكومة قادراً على فك الحصار، وإعادة إعمار غزة، وإلا فإن اتفاقاً داخلياً يفرض الحصار، سيكون وبالاً على الفلسطينيين.يفرّق الرئيس بين برامج الاحزاب والقوى، وبين برنامج الحكومة، فحركة حماس حرّة فيما ترسم من سياسات، وما ينصه دستورها من مبادئ، لكن الحكومة ستكون مقيدة، بقيود الاتفاقات الموقعة، وقادرة على التعاطي الاقليمي والدولي على حد سواء.أما فيما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي 25/1/2010 فهو استحقاق جدي، لا يمكن تجاوزه، وهنالك إمكانات للاتفاق على صيغ إجراء تلك الانتخابات فيما يتعلق بالنسب ما بين النسبية والدوائر، وأشكال المراقبة التي تكفل النزاهة والشفافية.تدرك حماس مخاطر إبقاء الحالة على حالها من انشقاق، جيوسياسي، وعدم الشروع بإعمار غزة، وتنامي التيارات الاصولية في غزة، خاصة بعد أن تحولت حماس، الى قوة مانعة لاطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات الاسرائيلية، وتسيير الدوريات الانتحارية تجاه المدن والبلدات الاسرائيلية، والاشتباك المباشر مع الدوريات الاسرائيلية في محيط قطاع غزة.كما وباتت تدرك، استحالة حسم الامور في الضفة لحساب حماس، أو إعلان إمارة اسلامية خاصة بها في قطاع غزة.حركة حماس في مأزق صعب وخطير، يطال وجودها ومستقبلها في آن، لكن هذا المأزق، على صعوباته، لا يجبر حماس على تغيير برنامجها واتجاهاتها، لكنه قادر على دفعها تجاه تشكيل حكومة لها برنامجها القادر على فك الحصار.هنالك مخاوف جمة لدى حماس، بشأن اجراء الانتخابات في موعدها، وهنالك مقولة باتت متداولة في أروقة حماس تقول، إننا دخلنا من بوابة الانتخابات ويبدو أن الجهود الآن ترمي لإخراجنا من البوابة ذاتها التي دخلنا منها!!لا تزال هناك نقاط صعبة امام حماس، للقبول بحل وسط، يكفل لها البقاء، ويكفل لحكومة الوحدة الوطنية القيام، وبما يكفل فك الحصار، وإعادة إعمار غزة، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها المحدد.