وزير خارجية اسرائيل السابق: هجومٌ على إيران سيتطوّر لحربٍ شامِلةٍ ومُدمرّةٍ بتدّخلٍ أمريكيٍّ

السبت 15 يناير 2022 12:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
وزير خارجية اسرائيل السابق: هجومٌ على إيران سيتطوّر لحربٍ شامِلةٍ ومُدمرّةٍ بتدّخلٍ أمريكيٍّ



القدس المحتلة / سما /

رأى البروفيسور شلومو بن عامي، وزير الخارجيّة الإسرائيليّة الأسبق، رأى أنّ إسرائيل لا تمتلِك حلاً عسكريًا للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، مُحذِّرًا في الوقت عينه من أنّ قيام الكيان بمهاجمة إيران سيقود إلى حربٍ شامِلةٍ في المنطقة، تتورّط فيها الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، ومُشيرًا إلى أنّ نقطة الضعف الإسرائيليّة تكمن في أنّ عمق الكيان ضعيف جدًا، وأنّ صواريخ إيران وحزب الله قادِرة على ضرب أيّ مكانٍ داخل الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.


بن عامي أوضح في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ عقيدة رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، مناحيم بيغن استُخدمت بنجاح كبير لدى تدمير المفاعل العراقي في سنة 1981، والسوري في سنة 2007، فقد كانت عمليات جراحية ضد منشآت موجودة في دول امتنعت من الاعتراف علنًا بأنّ لديها برامج نووية.


“بناءً على ذلك”، تابع البروفيسور بن عامي، “المخاطرة بأنّ مهاجمة هذه المنشآت ستؤدي إلى حرب شاملة كانت ضئيلة، وتقريبًا غير موجودة. في المقابل، الإيرانيون لا يستطيعون عدم الرد بهجوم مباشر ضد أهداف إسرائيلية، ومن خلال استخدام وكيلها في لبنان حزب الله”.


وزير الخارجيّة الإسرائيليّة الأسبق شدّدّ على أنّه “مع ذلك، فإنّ أيّ هجومٍ إسرائيليٍّ سيضع إيران أمام معضلة صعبة. ومثل إسرائيل التي تشكل الجبهة الداخلية نقطة ضعفها الكبيرة، تفضل إيران القيام بردّ مدروس على شنّ حربٍ شاملةٍ. لكن الحروب عمومًا تتعقد، وقد تتدهور المواجهات إلى حرب ساحقة تضطر فيها أيضًا الولايات المتحدة إلى التحرك إذا تعرضت قواتها في المنطقة للهجوم، وكل ذلك يمكن أنْ يضر بقيمة عليا في نظر الزعامة الإيرانية، بغض النظر عن راديكاليتها: المحافظة على النظام وضمان إنجازاته في المنطقة”، طبقًا لمزاعمه.


بالإضافة إلى ذلك رأى أنّ “المعضلة التي سيُواجهها حزب الله ستكون أصعب، فإيران لم تُموِّل الحزب على الحدود الشمالية مع إسرائيل بأموال طائلة، فقط كي يحارب لإعادة مزارع شبعا إلى لبنان، بلْ فعلت ذلك من أجل اللحظة التي سيكون عليها فتح جبهة إضافية في مواجهة إسرائيل”.


وتابع:”لكن هنا، تحديدًا، تكمن نقطة ضعف الإمبراطورية الإيرانية: فهي تعتمد على ميليشيات محلية وعندما تنشب حرب شاملة، سيكون عليها الوقوف مع المصلحة الوطنية وليس مع مصلحة إيران. في العراق، على سبيل المثال، الزعيم الشيعي الأكثر قوة مقتدى الصدر، وقف في الأعوام الأخيرة على رأس المعارضين للسيطرة الإيرانية على بلده. أيضًا حزب الله هو تنظيم محلي لبناني، وهو يتخوف منذ الحرب الثانية على لبنان من الدمار جرّاء حرب شاملة مع إسرائيل. مع ذلك، وقوف حزب الله موقف المتفرج إذا اندلعت مواجهة إسرائيلية –إيرانية مباشرة هو ترف لا يستطيع الحزب أنْ يسمح لنفسه به”.


مُضافًا إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضح البروفيسور بن عامي أنّ “الإستراتيجيّة المفضلة لإيران هي الامتناع من خوض حرب حسم والاستمرار في تطوير قوات محلية، من اليمن، وصولاً إلى لبنان، من خلال التقدم إلى عتبة القدرة على إنتاج قنبلة من دون تخطّيها”.


وتابع  “ليس لكلّ مشكلةٍ حل عسكري، وليس لدى إسرائيل مثل هذا الحل للبرنامج النووي الإيراني. هجوم إسرائيلي على إيران يمكن فقط أنْ يعطي حافزًا للطموحات النووية الإيرانية، وممنوع أنْ تسيطر على النقاش مسألة الاستعدادات الإسرائيلية لمثل هذا الهجوم. وما لا يقل أهمية هو انتهاج إستراتيجيّة إقليمية تعمل على تحريك وتوسيع “اتفاقات أبراهام” من أجل التوصل إلى تسويات أمنية إقليمية تسعى لكبح السباق النووي في المنطقة”.


وخلُص إلى القول "إنّ السباق النووي يتطلّب لعبةً مختلفةً تمامًا عن تلك التي تعودنا عليها في مرحلة كانت فيها عقيدة بيغن هي العقيدة الوحيدة”، على حدّ قوله.