خبر : المواطن الغزي ورحلة البحث عن الانفراج / بقلم ..ماجدة البلبيسي

الخميس 10 سبتمبر 2009 03:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
المواطن الغزي ورحلة البحث عن الانفراج  / بقلم ..ماجدة البلبيسي



كم أنت مثقل بالهموم أيها المواطن الغزي  الصامد الصابر والقابض على الجمر ، تعددت  أوجه همومك فمن متابعتك للحوار ونتائجه وانتظارك للمصالحة التي قد تجلب معها بوادر الانفراج في جميع الأمور الحياتية التي أصبحت تشكل لك عبئا ثقيلا لا يقوى جسدك النحيل الذي أعياه الحصار والدمار عن احتمالها ، فالأوجاع والأمراض أصابت جسدك من النخاع إلى النخاع ، كل شي أصبح أمامك مفقود وعليك أن تجيد رحلات البحث والصبر عن مبتغاك ومبتغى أسرتك وأبنائك الذين لا يفقهون لغة الحصار التي تأصلت داخل جوارحنا .حديث الحصار الذي بات لغة يومية غير مرغوب  سماعها بالمطلق من شدة ما حملته هذه الكلمة من مآسي للمواطن الغزي ، ففك الحصار مرتبط بالحوار ونجاحه ، ودخول المواد الأساسية للبناء  مرتبط بهذه الكلمة التي غزت قاموس حياتنا اليومي ، سكان الخيام يبدو أنهم  سيحيون الذكرى السنوية للحرب دون اعمار وسيبقون داخل الخيام ، لا شيء يبعث على التفاؤل ، فكل يوم تزداد الأمور سوءا وينحصر بريق الأمل الذي يعزي به المواطن الفلسطيني نفسه خاصة مع تأجيل جولة الحوار إلى ما بعد عيد الفطر،  وتبدد حلم  المواطن الغزي الذي كان  يأمل في أن تتحقق المصالحة في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، الشهر التي تتكبل وتشل فيه حركة الشياطين ، علها تكون فرصة جيدة للمتحاورين كي يتفقوا في هذا الشهر تحديدا بعد تكبل شياطينهم ولكن يبدو أن شهر رمضان لم يشهد نهاية لجولات الحوار وسيكون شوال الأكثر حسما إن صدقت النوايا  سيما مع قرب انتهاء الفترة الشرعية للمجلس التشريعي والدعوات المتلاحقة المطالبة بضرورة إجراء انتخابات وعدم التعدي وتجاوز بنود القانون الأساس .كل ذلك والمواطن الغزي استقبل شهر رمضان بحزمة من الأوجاع والهموم بدايتها عدم صرف الرواتب مع بداية الشهر الكريم ، ومرورا بآلاف الأسر المحتاجة التي لم تجد قوت يومها ، في ظل الغلاء الفاحش الذي طال كل احتياجات المواطن الأساسية وفي مقدمتها الخضار التي أصبحت أسعارها تنافس أسعار الفاكهة ، وانتهاء بأزمة القرطاسية والزي المدرسي وقائمة المفقودات والمحرمات تطول ، .الفقر المدقع وانعدام فرص العمل وسقوط ضحايا الموت الصامت داخل الأنفاق زاد من أوجاع وهموم المواطن الذي اضطر أن يدفع أبنائه للعمل داخل أنفاق الموت بمبلغ زهيد قد يكلفه حياته ، وحينما تساءلت لأم تدفع أبنائها للعمل داخل الأنفاق أجابتني ما هو البديل في ظل وجود أسرة مكونة من 11 فرد وزوج مريض ؟ أعطيني حلا غير هذا الحل ، نعم أموت في اليوم ألف مرة وأنا أنتظر أبنائي من رحلة الموت ولكن كيف ستعيش باقي الأسرة .هذا تساؤل من ضمن آلاف التساؤلات التي تطلقها الأسر المكلومة التي فقدت سبل العيش كيف بها أن تواصل حياتها .والأنكى من ذلك أن كل هذه الهموم والتي ذكرت جزءا يسيرا منها  فقط لم تحرك ضمير قادة الفصائل من كلا الطرفين حماس وفتح كي يبادرا في لملمة جراح المواطن الغزي وادمالها بدلا من نبشها كلما اقتربت من الشفاء ، لقد أصبح المواطن يشعر باليتم الحقيقي في ظل غياب قيادة حكيمة ورحيمة تشعر بهموم المواطن وتحاول أن تداوي جراحه بدلا من تعميقها .الخلافات ما زالت موجودة والفجوة في المواقف لم تنته بعد ونفي وتأكيد في إمكانية إنجاح حوار المرحلة الأخيرة كلمات أصبحت مبتذلة بالنسبة للمواطن سئم تكرار سماعها ، لم يعد هناك صبرا لديه  كي ينتظر أكثر في ظل تفاقم معاناته اليومية ، يريد حلا عمليا ينهى جميع تفاصيل جراحاته اليومية ، ويشعر بأنه إنسان له قيمة وكرامة داخل وطنه وله حقوق يجب أن تسعى القيادة لتوفير الحد الأدنى منها  وإلا فلتذهب كل قياداتنا للجحيم .