الإسلامية الجنوبية تستعرض أبرز ثوابتها عقب تصريحات منصور عباس: "فليذهب الائتلاف الإسرائيلي للجحيم"

الخميس 23 ديسمبر 2021 04:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
الإسلامية الجنوبية تستعرض أبرز ثوابتها عقب تصريحات منصور عباس: "فليذهب الائتلاف الإسرائيلي للجحيم"



القدس المحتلة /سما/

استعرض الرئيس السابق للحركة الإسلامية الجنوبية إبراهيم صرصور عبر حسابه في فيسبوك، بعضًا من ثوابت الحركة الإسلامية، متحدثًا عن القدس، وعن النكبة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وعن رؤية الحركة بشقها الجنوبي وخطوطها الحمراء خاصة بعد دخول قائمتها “الموحدة” للائتلاف الحكومي الإسرائيلي.

وقال صرصور إن “إسرائيل” قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني، وأنقاض وطنه فلسطين، وتسببت في النكبة الفلسطينية حيث هجرت أكثر من نصف الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه.

وتابع أنه وبناء على هذا الحديث فإن “إسرائيل” تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية حسب القرارات الدولية لتصحيح هذا الغبن التاريخي، والتعاون مع الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي من أجل تحقيق الاستقلال الفلسطيني، وكنس الاحتلال الإسرائيلي وعودة اللاجئين في أسرع وقت وقبل فوات الاوان.

وأوضح أن المجتمع العربي الفلسطيني “مواطني دولة اسرائيل”، هو مجتمع أصلاني غير مهاجر، وهو جزء من الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية والمجتمع الإنساني، مضيفًا أن الشعب، “ظل منزرعًا في وطنه رغم النكبة، مؤمن بحقه في الأرض وعليها، ويكافح بكل الطرق السلمية من أجل أن يعيش حرًا كريما يتمتع بحقوقه الكاملة في وطنه دون منة من أحد”.

وأضاف أنه بهذا الاعتبار، فإن الشعب هو صاحب هذا الوطن، وحقه فيه وعليه ثابتًا وراسخًا دينيًا وتاريخيًا وحضاريًا وإلى الأبد.

وحول الحقوق، كتب صرصور إن الحقوق  المدنية والسياسية، الجماعية والفردية كمجتمع عربي فلسطيني في “إسرائيل”، مستمدة من هذا الأصل الأصيل، مشيرًا إلى أنه لا يوجد تنازل عن أي من الثوابت الدينية والوطنية خلال الخوض في معركة التمييز العنصري والقهر القومي الإسرائيلي.

وأردف، “نحن جزء لا يتجزأ من مجتمعنا العربي ونضاله لنيل حقوقه السياسية والمدنية، ونقف جنبًا إلى جنب وفي الصفوف الأولى مع قيادات هذا المجتمع ومؤسساته الوطنية، لنيل هذه الحقوق مهما كلفه ذلك من ثمن”.

وأضاف أن الحركة تؤمن بالتعددية السياسية والفكرية، وتؤمن بالحق الأصيل في اختلاف الرؤى والتكتيكات، وترفض الحَجْرَ على العقول، كما ترفض نعرات التخوين من أي جهة أو طرف مضيفًا أنه لهذا السبب تُصر الحركة على أن يدير المجتمع العربي الفلسطيني بكل مكوناته خلافاته واختلافاته بشكل يليق به كمجتمع يحترم نفسه، وكجزء من شعب يتوق إلى الحرية والاستقلال والكرامة. 

وأشار إلى أن الحركة الاسلامية والموحدة تقف في وجه أية جهة مهما كانت حكومية أو شعبية أو حزبية، إن هي انتهكت حقًا أو كرامة، وإن اعتدت ظلمًا وعدوانًا على أحد من كوادرها أو أبناء شعبها، مضيفًا أن الحركة تدعو دائمًا الى حل الأزمات بالحوار بعيدًا عن أي شكل من أشكال العنف.

وأوضح أن عنوان نضال الحركة الإسلامية هو رسوخ الثوابت ومرونة الوسائل، مضيفًا أنه لذلك تتواجد القائمة الموحدة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي وليس لأن تواجدها هدفًا أو غاية وإنما هو وسيلة لتحقيق نقلة في حل أزمات مستعصية في جميع المجالات المدنية والسياسية للمجتمع الفلسطيني في أراضي الـ48، ولمنع المزيد من الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وأضاف أنه إن لم تتحق هذه الغاية فلتذهب الحكومة إلى الجحيم، وأن كفاح الحركة مستمر بالوسائل السلمية.

وأردف أن الحركة الإسلامية والقائمة الموحدة تخوضان تجربة الدخول للائتلاف الحكومي الإسرائيلي لأول مرة في تاريخ الأحزاب السياسية في أراضي الـ48، ويعرفان تمامًا ما تنطوي عليه التجربة من مخاطر ومحاذير.

وتابع أن الحركة والقائمة الموحدة وضعت خطوطًا حمراء لن تظل في الائتلاف الحكومي لدقيقة واحدة إن وقع منها أحد هذه المحاذير، مشيرًا إلى أن الموحدة لن تبقى في الحكومة إن تم إعلان الحرب على قطاع غزة أو الضفة الغربية.

وأضاف أن الموحدة لن تظل في الحكومة الإسرائيلية إن تم تقسيم المسجد الأقصى مكانيًا وزمانيًا، على نحو ما كان في المسجد الإبراهيمي أو ما يقترب منه، لافتًا إلى أن اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارات تتعارض مع الثوابت الوطنية والدينية للحركة كضم الأراضي الفلسطيني لـ “إسرائيل” أو فرض السيادة عليها هو أحد المحاذير أيضًا.

وأضاف أن الحركة الإسلامية واعية تمامًا إلى أنها لن تسمح بوضع يكون فيه الاتفاق الائتلافي غطاء لتنفيذ ذات السياسات العنصرية والتمييزية القديمة، كما كان اتفاق أوسلو غطاء لضياع القضية الفلسطينية.

وأكد على أن  الاحتلال الاسرائيلي رأس كل خطيئة، وهو إلى زوال عاجلًا أو آجلًا، مشيرًأ إلى أن “إسرائيل” تمارس الاحتلال غير المشروع على فلسطين: الضفة الغربية والقدس والشرقية، وتفرض الحصار الظالم على قطاع غزة.

وتابع أن هذا الاحتلال باطل، وما نشأ عنه فهو باطل، مؤكدًا على أن حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وكنس الاحتلال من كل الأراضي المحتلة عام 1967، حق مشروع ومكفول حسب كل الشرائع والقرارات الدولية.

وأضاف أن المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين لا حق لليهود ولو في ذرة فيه، ولذا فلا يحق لهم الصلاة في رحابه أو فرض أية وصاية عليه، مشيرًا إلى أن حائط البراق جزء من المسجد الاقصى المبارك بموجب قرارات دولية، وهو محتل أيضا كمدينة القدس كلها.

ولفت إلى أن مدينة القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، واعتبار “إسرائيل” لها عاصمة، ومشاريع التهويد التي تنفذها حكومات الاحتلال المتعاقبة فيها، باطل ومرفوض حسب كل الشرائع وبموجب القانون والقرارات الدولية.

وأشار إلى أن لـ الشعب الفلسطيني حق في الاستقلال وكنس الاحتلال عن كامل التراب الوطني الفلسطيني المحتل عام 1967، وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها قصرًا داخل “إسرائيل”، قائلًا إن هذا حق لا يسقط بالتقادم، وهو قادم رغم أنف الاحتلال.

وأكد على أن “إسرائيل” ستبقى فاقدة للشرعية ما لم تقم دولة فلسطين المستقلة حسب القرار الأممي (181)، وعاصمتها القدس، وتتحمل مسؤولية استمرار انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وأضاف أن اتفاق أوسلو ثبت أنه مجرد مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني وقضيته، وغطاء تستغله “إسرائيل” من أجل تشديد قبضة احتلالها على فلسطين بهدف القضاء على أي فرصة لحل الدولتين، مضيفًا أن على السلطة الفلسطينية التحرر من هذا الاتفاق بعدما تخلت عنه اسرائيل.

وتابع أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي المقدس وليس التنسيق الأمني مع الاحتلال، وعليه على السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني تنفيذ كل الاتفاقات التي تم توقيعها تحقيقًا للوحدة الوطنية، والتوقف عن المراوغة والالتفاف على شرعيات صندوق الانتخاب.

وأنهى إبراهيم صرصور حديثه حول العالم العربي، حيث قال أن المجتمع العربي ما زال فريسة لمؤامرة سايكس – بيكو التي قسمت المقسم وفتت المفتت، وحولت الأمة الواحدة ذات المرجعية الواحدة والرسالة الخالدة، إلى فتات متناثر فقدت على إثرها أية قدرة على تحديد مصيرها.

 وأكد أنه لا حل لأزمة الامة العربية إلا بالديموقراطية الحقيقية، والوحدة الاندماجية، ودفن سياكس – بيكو وإلى الأبد، وتحقيق الاستقلال الثاني والكرامة الوطنية، واستعادة الإرادة الحرة والقرار المستقل.

ويأتي هذا التوضيح لثوابت الحركة الإسلامية الجنوبية، بعد أيام من تصريحات رئيس القائمة الموحدة منصور عباس أن “دولة إسرائيل وُلدت يهودية وستبقى كذلك”.