يديعوت - بقلم: يوسي يهوشع "رغم النوايا الطيبة للمنشغلين بالمهمة، يصعب الافتراض بأن رجال الخدمة الدائمة (بخلاف الجنود النظاميين) الذين يخدمون في هذه الوحدات، سينقلون أماكن سكنهم إلى النقب أو سيوافقون على السفر ساعتين في كل اتجاه يومياً. ومن الجهة الأخرى، تعرض عليهم الشركات المدنية رواتب طائلة وشروطاً مدللة وخيالية. وهذه الأمور لا تقال من الموقع المذكور آنفاً فقط، بل ظهرت استطلاعات داخلية أجريت في وحدة الاستخبارات. لم يكن هناك لبس في الأجوبة: لن ننزل إلى “ليكيت”. أما القلة الذين قالوا إنهم يرغبون في مواصلة العمل في جهاز الأمن، فقد بينوا أنهم سيفكرون بالانتقال إلى منظومة السايبر في الموساد، ولكنهم لن يوافقوا بأي حال على الخروج برحلة يومية في القطار إلى بئر السبع، ومن هناك -في القطار الخفيف الذي لم يقم بعد- إلى “ليكيت”.
هذه مواقف عرضها كل قادة الوحدة في السنوات الأخيرة على قادة شعبة الاستخبارات “أمان” وعلى رؤساء الأركان الأخيرين. رئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي كان رئيس شعبة الاستخبارات، أيد الانتقال ثم غيّر رأيه في الموضوع عدة مرات، ولكنه اضطر للسير على الخط مع موقف وزير الدفاع بني غانتس، الذي يؤيد الانتقال جنوباً.
إن الانتقال إلى الجنوب هو جزء من الحديث، سواء في أوساط ضباط الاستخبارات الشبان، أم في أوساط المسؤولين، فيما أنه واضح بما يكفي للجميع بأن الخطوة لن تتحقق في نهاية المطاف. في هذا السياق، روى أحد قادة 8200 السابقين ويدير اليوم شركة اشترت شركة سايبر في تل أبيب، أنه طلب نقل العاملين الذين خدموا كلهم تحت قيادته في الماضي إلى المقر في “هرتسيليا بيتوح”. وأجابه العاملون: أيها القائد، لن نخرج من تل أبيب. إذا لم يكن مناسباً لك فسنترك. أولئك العاملون بقوا في تل أبيب، وهذا المدير يقول اليوم إنه مع كل الاحترام للرؤية، فليس لها إمكانية تحقق في الواقع الاجتماعي – الاقتصادي الحالي.
وبمقابله، يؤمن رئيس شعبة الاستخبارات الوافد، اللواء أهرون حليوة، بالانتقال جنوباً. برأيه، يعدّ وضع البنى التحتية في منشآت المركز سيئ، لدرجة أن الضباط يهربون أكثر من الخدمة في النقب. من ينضمون إلى رأيه ويضغطون لاستكمال الخطوة هم رؤساء السلطات المحلية في الجنوب، الذين يترقبون علاوة القوة النوعية. بينما قائد وحدة 8200 حديث العهد، العميد “ي” قال في يوم الثاني في المنصب: “سنذهب إلى النقب بحب”، وأخذ على عاتقه المهمة، فيما هو واعد للتحديات. من ناحيته، هذه فرصة لرفع مستوى البنى التحتية للوحدة، بما في ذلك الأكثر أساسية، مثل غرف السكن، ولخلق تناغم مع وحدات أخرى في شعبة الاستخبارات التي ستنتقل إلى القاعدة الجديدة الكبرى. ولكنه أيضاً يعرف بأن التحدي الأساس سيكون حيال مراكز المعلومات في الوحدة، ورجال السايبر والذكاء الاصطناعي. يدور الحديث عن بضع مئات من الأشخاص، ربما ألف، هم لباب القصة. ولفهم القصة، كل ما نحتاج عمله هو النظر إلى يافطات الإعلانات التي نصبت خارج الوحدة: شركات التكنولوجيا العليا تعرض عليكم عملاً في شروط أحلام، وصيادو القوى البشرية، ولا سيما أولئك الذين خدموا في الوحدة، يحاولون إغراء رفاقهم لاجتياز الطريق إلى “هرتسيليا بيتوح” أو إلى قلب تل أبيب.
في السطر الأخيرة، يصف مسؤولون سابقون في شعبة الاستخبارات الانتقال إلى النقب كـ “تجربة خطيرة على وحدة 8200”. قد ينجح هذا، ولكن إذا لم ينجح فإنه أمر سيلحق ضرراً غير مسبوق بمجال تعد إسرائيل دولة ذات تفوق واضح على كل خصومها- المنظومة التكنولوجية، وهو رهان يجب ألا يؤخذ به.