صعّدت إسرائيل رسائلها لإيران والولايات المتحدة والدول الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي مع اقتراب استئناف المحادثات النووية في فيينا، يوم الإثنين المقبل، بالتهديد بهجوم عسكري في إيران والتلويح باستعداداتها لشن هجوم كهذا.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، اليوم الجمعة، إلى أن الجيش الإسرائيلي يسرع استعداداته لهجوم محتمل في إيران، من خلال التركيز على جهوزية سلاح الجو. وأضاف أن الاستعدادات تشمل تدريبات على سيناريوهات مختلفة، وقسم منها يجري خارج إسرائيل.
ووفقا للتقديرات في الجيش الإسرائيلي، فإن الوصول إلى قدرة عسكرية مثبتة لهجوم كهذا يستغرق أكثر من سنة. "وحتى لو استكملت الاستعدادات، فإنه ليس واضحا حجم الضرر الذي ستلحقه إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية في إيران. فقبل عقد تقريبا، وُضعت على الطاولة إمكانية كهذه، لكن في إسرائيل تحدثوا بمصطلحات تتعلق بعرقلة البرنامج النووي واستهدافه بشكل كبير، وليس بمصطلحات القضاء عليه"، وفقا لليف رام.
وأضاف أنه في موازاة الاستعدادات "لخيار عسكري موثوق"، يسرعون في الجيش الإسرائيلي ويطورون القدرات الموجودة لديه من أجل شن عمليات عسكرية ضد إيران. "وفي إطار هذه الاستعدادات، وسّع الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بنك الأهداف في إيران".
وفيما تواصل إسرائيل هجماتها ضد اهداف إيرانية، خاصة في سورية، أفاد ليف رام بأن "التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي هي أن ثمة احتمالا منخفضا نسبيا لإمكانية تطور تصعيد خطير مقابل إيران في الاشهر القريبة".
من جانبه، تطرق المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين خلال مؤتمر سياسي – أمني في جامعة رايخمان في مدينة هرتسيليا، الأسبوع الحالي، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، ووزير الأمن، بيني غانتس، الذين شددوا على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
ورأى هرئيل أنه بالرغم من هذه التصريحات، إلا أن "احتمال ترجمة هذا الحق إلى هجوم جوي إسرائيلي ضد المنشآت النووية لا يبدو مرتفعا. وبينيت يتذرع بالواقع الذي أورثه له سلفه، بنيامين نتنياهو، بادعاء أنه أهمل عمليا الحفاظ على الخيار العسكري. لكن السبب الاساسي لهذا التقدير يتعلق بالتخوف من إساءة العلاقات مع الولايات المتحدة" وكان هذا السبب الذي منع نتنياهو، في بداية العقد الفائت، من شن هجوم في إيران.
ويتعلق جزء من التخوفات الإسرائيل باحتمال انتهاء جولة المفاوضات في فيينا من دون تقدم، وأن تطرح الولايات المتحدة خطة لاتفاق مرحلي، توقف إيران بموجبها تخصيب اليورانيوم مقابل رفع قسم من العقوبات عنها، من دون إعادة البرنامج النووي إلى وضعه قبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، عام 2018.
وأفاد هرئيل بأن مسؤولين إسرائيليين شاركوا في المؤتمرين الأمنيين الإقليميين في أبو ظبي والبحرين، لاحظوا تغييرا في لهجة الإماراتيين والبحرينيين. "ففي مؤتمرات مشابهة في عهد ترامب بروح قتالية تجاه إيران. وهذه السنة بات التوجه أكثر اعتدالا واستبدلت بتصريحات متصالحة. فأصدقائنا في الخليج يلاحظون أيضا أن تغير الأوقات".
واعتبر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أوشفيز، في مقابل لـ"هآرتس"، اليوم، أنه يحظر العودة إلى الاتفاق النووي. ولست متأكدا من أنه سيبقى أمرا واقعيا بعد شهرين". وأضاف أن "فشل المفاوضين مع إيران قد ينتهي هذه المرة بسيناريو مختلف تماما، وسيكون الإيرانيون داخل وصف دولة عتبة نووية. وهذا وضع مختلف جدا عن المرات السابقة... إذا لم ينجحوا هذه المرة في وقف التقدم التكنولوجي للبرنامج النووي الإيراني".
وتابع أوشفيز أن "الإيرانيين سيصلون إلى فيينا من أجل الحصول على كل يمكن وما يريدون في العالم الاقتصادي، أي تسهيلات في العقوبات بأدنى ثمن".
وبحسبه، فإن بريطانيا وفرنسا والمانيا، وكذلك الولايات المتحدة، ينظرون بشكل مطابق لنظرة إسرائيل إلى دلالات المواد الاستخباراتية في هذا الموضوع، بينما نظرة روسيا والصين "مختلفة قليلا". وأضاف أنه "لا أعتقد أنه توجد فروق كبيرة في فهم صورة الوضع التكنولوجية" للبرنامج النووي". وتابع أوشفيز أنه في حال التوصل إلى اتفاق نووي، فإنه "يمنح شرعية للبرنامج النووي الإيراني".