قال الخبير العسكري الاسرائيلي رون بن يشاي في تقريره بصحيفة "يديعوت أحرونوت" : أن "لقاء عبد الله مع عباس يثبت أن الأردن يعرف كيف يتعامل مع السياسات المعقدة للهويات الشرق أوسطية، ولذلك كان لدى العاهل الأردني أكثر من سبب وجيه لدعوة عباس إلى محادثة شخصية، وحظيت بتغطية إعلامية جيدة".
وأضاف أن "لقاء عبد الله-عباس يأتي استكمالا للاجتماع الذي تم الترتيب له مسبقًا مع مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت، لإظهار دعم الأردن للحكومة الجديدة في إسرائيل، لكن لقاء عبد الله مع عباس فريد من نوعه، لأن الأخير زعيم حزب عربي وإسلامي بحت، ويشكل ركيزة مؤثرة في الائتلاف الذي تقوم عليه الحكومة الإسرائيلية، ولذلك فإن لقاءً مفتوحا بين عبد الله وعباس يساهم في تقوية الروابط بين عمان وتل أبيب".
يتزامن لقاء عبد الله مع عباس مع جملة من التطورات، لعل أهمها طلب الأردن للمساعدة الاقتصادية من واشنطن وإسرائيل، بجانب التأكيد الأردني على دوره كوصي على الأماكن المقدسة في القدس نيابة عن العالم الإسلامي، ولذلك فإن اتصال الأردن عبر ملكه بشخصية سياسية إسرائيلية وإسلامية وعربية يعتقد أن لها تأثير كبير على الحكومة الإسرائيلية، وسياساتهاـ بما يعزز بشكل كبير المصلحة الإسلامية والمكانة الإقليمية للملك عبد الله.
تعتبر الأوساط الإسرائيلية أن ملك الأردن حقق هذين الهدفين من خلال لقائه مع عباس، خاصة لترميم الأوضاع الداخلية التي تشهدها المملكة في الآونة الأخيرة، لاسيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يثقل كاهل الأردنيين، و"الكتف الباردة" من السعودية التي شعرت بها الأردن مؤخرا، وعدم الاستجابة لاحتياجاتها، فضلا عما قيل لها من دور في بعض التطورات الداخلية الأخيرة.
تبدي المحافل السياسية الإسرائيلية أن لقاء الملك عبد الله مع منصور عباس قد يكون مفيدًا للأخير أيضاً، فالقائمة العربية حزب إسلامي معتدل، له العديد من ناخبيه وممثليه المؤثرين في الكنيست من البدو من النقب، الذين تربطهم روابط دم مع القبائل البدوية في جميع أنحاء الأردن، ولعل تكريم الملك الأردني لممثل البدو يعتبر إشارة إيجابية لهم من العرش والسياسة الخارجية الأردنية.
الخلاصة الإسرائيلية من لقاء عباس مع عبد الله الثاني أن الأخير لا ينسى ولا يتخلى عن المسجد الأقصى، والتطلعات الوطنية للفلسطينيين والمواطنين العرب في الداخل الفلسطيني المحتل.
عربي 21