نصر الله: إسرائيل تعيش القلق الوجودي للمرة الأولى.. وخوف من اقتحام مستعمرات الجليل

الخميس 11 نوفمبر 2021 05:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
نصر الله: إسرائيل تعيش القلق الوجودي للمرة الأولى.. وخوف من اقتحام مستعمرات الجليل



بيروت /سما/

قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم الخميس، إنّ  "الشهداء هم ثروة روحية ومعنوية وعاطفية وثقافية وفكرية هائلة بالنسبة إلينا".

وفي كلمة له خلال مهرجان "يوم الشهيد" أكد  نصر الله أنّ "عائلات الشهداء نعظمها كما الشهداء على صبرها وثباتها واعتزازها وفخرها وصدقها وإخلاصها".

ولفت نصر الله إلى أنّ "إنجازات الشهداء ملموسة بالنسبة إلينا على عكس الضوضاء الإعلامي المستمر منذ سنوات ضدنا"، موضحاً أنه من أهمها "تحرير الأرض وتحرير الأسرى والحماية والردع".

وأكد أنه "من إنجازات الشهداء مواجهة المشروع الأميركي التكفيري في المنطقة الذي انتصرنا عليه"، مشيراً إلى أنه "هناك اعتراف عربي بانتصار سوريا وبهزيمة المشروع الذي أُنفقت فيه مئات الميارات العربية".

وأكمل  نصر الله حديثه عن إنجازات الشهداء، موضحاً أن منها هو "منع الحرب الأهلية التي لا يزال يجري التخطيط لها"، إلى جانب "منع الإطباق الأميركي الكامل على لبنان". 

 نصر الله: الإسرائيليون يدركون قوة المقاومة وصدقها

وشدد الأمين العام لحزب الله على أنّ "عنوان إسرائيل اليوم هو القلق بعدما تحدثت في "زمن الربيع العربي" عن بيئة مناسبة لها"، لافتاً إلى أنّ "المناورات الاسرائيلية المتكررة في شمال فلسطين المحتلة تعكس القلق الإسرائيلي من لبنان". 

وأضاف نصر الله أنّ "المناورات الاسرائيلية تعكس الخوف من اقتحام لبنان للمستعمرات في الجليل"، مؤكداً أنها تعكس أيضاً فرضية المخاوف من "أن المقاومة ستدخل إلى الجليل". 

وأردف أنّ "الإسرائيليين يدركون قوة المقاومة وصدقها وعلو شأنها وأهمية عقولها الاستراتيجية"، مشيراً إلى أنه "إذا دخلت المقاومة إلى شمال فلسطين والجليل فستكون لذلك تداعيات كبيرة جداً على كيان الاحتلال".

وتابع نصر الله: "الإسرائيليون يعيشون هاجس الخوف من تنامي قوة محور المقاومة ولا سيما بعد معركة سيف القدس"، مشدداً على أن هناك من يتحدث في لبنان عن "ضعف" محور المقاومة رغم تأكيد المعطيات عكس ذلك.

وأكد نصر الله أن "إسرائيل تعيش القلق الوجودي للمرة الأولى وتحاول التنفس من خلال مسار التطبيع"، معتبراً أن "كل الدول التي تطبع معها إسرائيل لن تستطيع حمايتها وهي تعلم ذلك".

واعتبر نصر الله أنّ "العنف الإسرائيلي المتزايد على الأسرى والفلسطينيين ليس علامة قوة بل هو علامة قلق وذعر". 

 نصر الله: لبنان يستطيع مواجهة الضغوط الأميركية 

وقال نصر الله إنّه "لم نستطع حتى الآن تحرير لبنان من النفوذ والهيمنة الأميركيين"، مضيفاً أنّ "لبنان لم يخرج بعد من النفوذ الأميركي لكن ليست هناك هيمنة مطلقة".

وأكد أنّه "منعنا الهيمنة الأميركية على لبنان الذي بات يستطيع الوقوف على رجليه بفعل إرادته"، متسائلاً: "السيادة تتعلق بحبة تراب وبكوب ماء فكيف الحال بمنطقة نفطية هائلة فهل يمكن التسامح بها؟".

ولفت  نصر الله إلى أنّ لبنان "يتعرض لضغوط منذ سنوات وهي تضاعفت خلال إدارة ترامب"، مؤكداً أنّ "لبنان يستطيع مواجهة الضغوط الأميركية بسبب إنجازات شهدائنا". 

وأوضح أنه "نتطلع إلى قيام قوة مركزية يتساوى فيها مواطنوها وذات سيادة حقيقية"، مشيراً إلى أنه "يجب رفض الإملاءات الخارجية، والدولة التي تقبل هذه الإملاءات هي تكذب فيما يتعلق بالسيادة". 

 نصر الله: ردة فعل السعودية على تصريحات الوزير قرداحي مبالغ فيها جداً

وفي ما يخص الأزمة اللبنانية – السعودية الأخيرة، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ السعودية "هي التي افتعلت الأزمة الاخيرة مع لبنان ولسنا معنيين بالتصعيد". 

وأوضح نصر الله أنه "من واجبنا كمظلومين في الحملة السعودية على لبنان أن نعرض الوقائع لأسباب هذه الأزمة"، مضيفاً أنه "من بين فرضيات الأزمة عدم معرفة السعودية مسبقاً بتصريحات وزير الإعلام اللبناني". 

وشدد على أنّ "ردة فعل السعودية على تصريحات الوزير قرداحي مبالغ فيها جداً جداً جداً"، مشيراً إلى أن "هناك مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون عرب وصفوا الحرب على اليمن بعبارات أقسى من تصريح قرداحي".

ولفت  نصر الله إلى أن "هناك دول شتمت رسول الله وقام رؤساء تلك الدول بحماية الشاتمين ولم تفعل السعودية شيئاً لهم"، وتساءل: "السعودية قدمت نفسها صديقة لجزء كبير من الشعب اللبناني.. فهل يتعاطى كذلك الصديق؟". 

وأكمل أنّ "سوريا التي نقول عنها عنها صديقة لبنان لم تقدم على خطوة ضد بلدنا رغم شتمها خلال 16 عاماً"، موضحاً أنها "لم تقف عائقاً دون وصول الغاز والكهرباء إلى لبنان رغم الحملات والشتائم والاعتداءات". 

وأكد أنّ "إيران كذلك واصلت استعدادها لتقديم المساعدة ولم تمنّن أحداً رغم الحملات والشتائم"، وتابع متوجهاً بالكلام إلى "أصدقاء السعودية" في لبنان: "هل هكذا يتصرف صديق مع بلد لمجرد مشكلة مع وزير؟".

كما لفت نصر الله إلى أنه "رفضنا إقالة وزير الإعلام اللبناني أو استقالته"، مضيفاً: "هل الاستقالة أو الإقالة تعكس دولة ذات سيادة أو ذات كرامة؟ أو هل تحل المسألة مع السعودية؟". 

وتساءل  نصر الله: "المطالب والشروط السعودية لا تنتهي في لبنان وهل المصلحة الوطنية هي في الخضوع والاذلال؟"، مشيراً إلى أنه "من احتمالات الأزمة هو أنّ السعودية تبحث عن حجة لافتعال أزمة مع لبنان". 

وتابع أنه "نحن نعرف الدور السعودي في حرب تموز والتحريض السعودي من أجل مواصلة تلك الحرب"، مؤكداً أنّ "السعودية تريد من حلفائها في لبنان أن يخوضوا حرباً أهلية مع حزب الله خدمة لإسرائيل وأميركا". 

وأوضح نصر الله أنّ السعودية "لم تعطِ لبنان أي مساعدة منذ سنوات لأنها تريد حرباً أهلية"، مضيفاً أن "هناك صنفان في لبنان أحدهما لا يريد حرباً أهلية وآخر لا يقدر على خوض هكذا حرب". 

وقال أنّ "وزير الخارجية السعودي نفسه اعترف بأنّ مشكلته مع لبنان هي مع حزب الله"، مشيراً إلى أنّ السعودية "اعترفت كذلك أنّ مشكلتها مع لبنان هي اليمن".

 نصر الله: مقولة إننا حزب مهيمن هي أكبر كذبة حالية في لبنان

وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ "أي لبناني يدرك أنّ المزاعم السعودية حول هيمنة حزب الله على لبنان هي غير صحيحة أبداً"، لافتاً إلى أنّ "المزاعم السعودية هذه سخيفة والأسخف منها هو فكرة الاحتلال الإيراني للبنان". 

وأردف أنه "لا ننكر بأننا جهة مؤثرة وبأننا أكبر حزب على المستوى السياسي والهيكلية ولكن لا نهيمن"، مشدداً على أنه "هناك قوى أقل من قوتنا بكثير ولها تأثير كبير على الدولة ولا سيما في القضاء". 

وتساءل نصر الله: "هل نحن حزب يهيمن على لبنان في وقت هو غير قادر على التأثير على تنحية قاض عن ملف معين؟"، مضيفاً: "هل نحن حزب مهيمن في وقت لبّينا مطلب عدم إيصال سفن المازوت إلى الشواطئ اللبنانية؟".

وتابع: "هل نحن حزب مهيمن ولم يستمع إلينا أحد بإعادة التنسيق والعلاقات مع سوريا ومع الشرق؟"، مؤكداً أنّ "مقولة إننا حزب مهيمن هي أكبر كذبة حالية في لبنان والمنطقة وهي تافهة وسخيفة وحجة واهية". 

وأضاف: "حجة السعودية بأننا حزب مهيمن على لبنان هي كذب محض وافتراء كامل".

ودعا  نصر الله "إلى التهدئة بشأن الأحكام القضائية حول المشاكل الأخيرة في لبنان"، مشيراً إلى أنه "نحن منفتحون على الحوار". 

وأكد أنه "نواصل متابعة التحقيقات بمجرزة الطيونة التي ارتكبها حزب القوات اللبنانية عن سبق إصرار وترصد"، لافتاً إلى أنه "لا صحة أبداً لوجود مقايضة بين قضية انفجار مرفأ بيروت ومجزرة الطيونة". 

نصر الله: المسألة السعودية هي في اليمن وتحديداً في مأرب 

وقال  نصر الله إنه "قبلنا بالعقوبات السعودية بحقنا منذ سنوات بسبب موقفنا من الحرب على اليمن"، مشيراً إلى أنّ "المسألة السعودية هي في اليمن وتحديداً في مأرب ونتائج الحرب التي فشلت بشكل كامل".

وشدد  نصر الله على أنّ "الأميركيين أنفسهم أكدوا أنّ سقوط مأرب هي هزيمة مدوية للسعودية التي تدرك ذلك"، مضيفاً أنّ "المفاوضات السعودية والإيرانية لم تتطرق إلى لبنان من أي زاوية كانت". 

وأضاف أنّ "السعودية طلبت من الإيرانيين التوسط في اليمن لكنهم قالوا إنّ المسألة تتعلق باليمنيين"، مؤكداً أنّ "الانتصارات في اليمن صنعها قادة يمنيون وعقول يمنية ومعجزات يمنية ونصر إلهي لليمن".