اندلعت قبل 65 عاما حرب سريعة وغريبة في شبه جزيرة سيناء. هاجمت خلالها بريطانيا وإسرائيل وفرنسا مصر لاستعادة السيطرة على قناة السويس.
وعلى الرغم من الهزيمة السريعة للجيش المصري، توقف العدوان بعد ثلاثة أيام وتركت القوات الجسور التي تم الاستيلاء عليه، حيث تغيرت أوراق اللعبة بعدما تدخل الاتحاد السوفيتي، كما انضمت الولايات المتحدة في أزمة السويس، وتحول الأمر إلى تحالف بين موسكو وواشنطن في حالة نادرة ومدهشة.
مناورة السويس
كان الهدف من الهجوم على مصر هو السيطرة على قناة السويس، حيث تعد القناة مشروع مربح للغاية وطريق بحري استراتيجي. بنيت القناة في الأصل عام 1869، وكانت القناة فرنسية مصرية وفي عام 1875 اشترت إنجلترا الحصة المصرية وسيطرت على القناة لمدة 81 عامًا قبل تأميمها.
وفي 26 يوليو 1956 استذكر الزعيم الشاب عبد الناصر في خطاب ناري، 120 ألف مصري ماتوا أثناء بناء القناة وأعلنها كنزا وطنيا وتم دفع الأسهم للمالكين السابقين، لكن لم يعجب الأمر البريطانيون ولا الفرنسيون.
ويعد قرار عبد الناصر كان بمثابة ضربة قوية لمصالح الدول الغربية التي استخدمت القناة بشكل فعال لنقل البضائع من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق. تم نقل النفط ومنتجات النفط بتدفق قوي بشكل خاص، البضائع التي بدونها لا تستطيع القوى الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، أن تعيش يوما واحدا، وفقا لما كتبه الرئيس السابق لجهاز المخابرات السوفيتي فلاديمير كريوتشكوف في كتاب "الشخصية والقوة".
عملية الفارس
بدأت بريطانيا وفرنسا مفاوضات سرية انضمت إليها فيما بعد إسرائيل، والتي منعتها مصر من الملاحة في القناة. وانتهت المحادثات بلقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية البريطاني ووزير الدفاع الفرنسي في سيفرس، حيث تم وضع خطة عمل.
وكان من المفترض أن تهاجم إسرائيل مصر، وبعد ذلك تحتل إنجلترا وفرنسا بحجة تقسيم الأطراف المتحاربة منطقة قناة السويس. والتي أطلق عليها اسم عملية "الفارس".
وعلى الرغم من أن الاتفاقية كانت سرية، إلا أن بن غوريون أصر على تدوينها على الورق وتوقيعها بالتوقيعات.
ودأت حرب القناة البحرية في جوا في ليلة 28 أكتوبر أسقط مقاتل إسرائيلي طائرة مصرية وخلال الأيام القليلة التالية، أحرقت طائرات تابعة لبريطانيا وفرنسا القوات الجوية المصرية في المطارات، واحتلت الدبابات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء.
وفي 5 نوفمبر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بورسعيد، وسيطرت على المدينة وجزء من قناة السويس.
حجة ميغاتون
كان المتآمرون في سيرف يأملون ألا يتدخل الاتحاد السوفييتي المنهمك بالأزمة في المجر. لكن نيكيتا خروتشوف لم يستطع أن يراقب بهدوء المستعمرين المخضرمين الذين مزقوا دولة ديمقراطية شابة (ومشتري واعد للأسلحة السوفيتية). هددت موسكو لندن وباريس بضربات نووية حرارية.
ووفقا لوكالة "تاس" الروسية وتم إرسال تم توضيح عدد الميغاطن من الشحنات النووية التي يجب أن توضع على إنجلترا حتى لا يوجد أحد، وكم عدد في فرنسا وفقا لمصمم الصواريخ هربرت إفريموف.
وفي 6 نوفمبر تم التوصل إلى هدنة، وبحلول ديسمبر سحبت إنجلترا وفرنسا قواتهما، وتراجعت إسرائيل في مارس تحت تهديد العقوبات الأمريكية. "RT"