مع استمرار إضراب 7 أسرى فلسطينيّين عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري، وتدهور حالتهم الصحّية، وتعنّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في التجاوب مع مطالبهم، هدّدت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بتفجير الأوضاع مجدّداً في حال لم يتمّ إنهاء معاناة هؤلاء الأسرى، خصوصاً في ظلّ معطيات تُشير إلى إمكانية استشهاد أحدهم.
ونقلت صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم الأربعاء من مصادر في الحركتَين، أن الأخيرتان جددتا ، خلال اتّصالات مع الوسيط المصري في الأيام الماضية، تحذيرهما من أن قضية الأسرى ستَضرب، في حال استمرارها، حالة الهدوء على حدود قطاع غزة. ونبّهتا إلى خطورة استمرار العدو في تجديد الاعتقال الإداري للمعتقَلين، وخصوصاً منهم المضربين عن الطعام، ملوّحة بأن حياة الأسرى خطّ أحمر، سيدفع تجاوزه الفصائل إلى التنصّل من أيّ تفاهمات تمّ التوصل إليها سابقاً مع إسرائيل.
وأشارت المصادر إلى أن القاهرة وعدت ببحث المسألة مع تل أبيب بشكل عاجل، متعهّدةً بالضغط على دولة الاحتلال لدفعها إلى معالجة الموضوع، منعاً لتدهور الأوضاع الأمنية، في ظلّ تحسينات اقتصادية تسعى مصر إلى تثبيتها في القطاع.
وفي الإطار نفسه، حذر القيادي في «الجهاد»، محمد شلح، من أن ارتقاء أيّ شهيد من الأسرى المضربين عن الطعام سيفاقم الأوضاع، مهدّداً بأن المقاومة «ستحرق الأخضر واليابس تحت أقدام الاحتلال في حال استشهاد أيّ أسير في السجون». وأكّد عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، مسؤول ملفّ الأسرى فيها زاهر جبارين، بدوره، أن قيادة المقاومة تتابع ما يتعرّض له الأسرى، وأن أوراقها «متعدّدة وحاضرة على الطاولة»، مخاطباً العدو بأن عليه «توقُّع أيّ شيء أمام تماديه في العدوان والغطرسة ضدّ أسرانا وحقوقهم المشروعة».
تشير التقارير الطبّية إلى احتمال تعرّض الأسير القواسمة للوفاة المفاجئة
ولأكثر من 112 يوماً يواصل الأسير كايد الفسفوس إضرابه عن الطعام لإنهاء اعتقاله الإداري، إلى جانب ستّة أسرى آخرين، وسط مخاوف وقلق على حياتهم. وكان صدر بحقّ الفسفوس، قبل أيام، أمر اعتقال إداري جديد لمدّة ستة أشهر، وذلك بعد تجميد مخابرات الاحتلال اعتقاله الإداري بتاريخ 14 تشرين الأول الماضي، وفق «نادي الأسير الفلسطيني».
وتحتجز سلطات العدو الأسير الفسفوس في مستشفى «برزلاي» في وضع صحّي خطير، حيث بدأ بفقدان الذاكرة فيما يعاني من إرهاق وهزال وآلام في جميع أنحاء جسده، بحسب النادي أيضاً. ويتابع الأسير المقداد القواسمة، بدوره، إضرابه عن الطعام لليوم الـ105 على التوالي، وهو محتجز في العناية المكثّفة في مستشفى «كابلان» في وضع صحّي شديد الخطورة؛ إذ تشير التقارير الطبّية إلى أنه يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، وأن الأعراض الظاهرة عليه تفيد بتراجع في الجهاز العصبي قد يصيب الدماغ بأضرار جسيمة.
أمّا الأسرى علاء الأعرج المضرب لليوم الـ88، وهشام أبو هواش لليوم الـ79، وشادي أبو عكر لليوم الـ71، فيقبعون في سجن عيادة الرملة، حيث تقوم إدارة السجن بنقلهم دورياً إلى المستشفيات وإعادتهم منها، في حين لم يطرأ أيّ تطور إيجابي في ما يتعلّق بقضيتهم. وطبقاً لـ«نادي الأسير»، فإن الأعرج لا يستطيع الوقوف على قدميه منذ أكثر من شهر، وهو فقد نحو 20 كلغ من وزنه ويواجه صعوبة في النّطق، كما يعاني آلاماً في البطن والصدر وعدم وضوح في الرؤية ووجعاً شديداً في منطقة الكلى، بينما يواجه أبو عكر نقصاً حادّاً في الفيتامينات أدّى إلى تدهور وضعه الصحّي وتضرّر شبكيّة العينين لديه، بالإضافة إلى أنه يشكو أوجاعاً في جميع أنحاء جسده وفقداناً للتوازن، ويستخدم الكرسي المتحرّك في التنقّل. وبالنسبة إلى أبو هواش، فهو يعاني من نقص حادّ في البوتاسيوم، وآلام حادّة في الكبد والقلب، ولا يستطيع النوم من شدّة الأوجاع في أنحاء جسده كافّة، ويتنقّل على كرسي متحرّك أيضاً، فضلاً عن معاناته من التقيّؤ بشكل مستمرّ.
كذلك، يواصل المعتقل الإداري، عيّاد الهريمي، إضرابه لليوم الـ40 على التوالي، فيما لا يزال يقبع في سجن «عوفر» من دون أن يطرأ أيّ تطوّر على قضيّته. وعلى المنوال نفسه، يتابع المعتقل لؤي الأشقر (45 عاماً) من بلدة صيدا في طولكرم، إضرابه لليوم الـ21 في سجن «مجدو»، علماً أنه معتقل منذ الخامس من تشرين الأول الماضي، وأصدرت سلطات الاحتلال أمر اعتقال إداري بحقّه لمدّة ستّة أشهر، وكان قد أمضى نحو ثماني سنوات بين اعتقالات إدارية ومحكوميات، كما تعرّض لتحقيق عسكري قاسٍ خلال إحدى فترات اعتقاله عام 2005، ما أدّى إلى إصابته بشلل في ساقه اليسرى.