المخاض اللبناني العسير
عيون تكحلت بالأسى
وقلوب أثخنتها الجراح
ووجع ينوء منه حمله الجبال ، أراوح بريئة أُزهقت ، وصوت الرصاص الكثيف انطلق من كل حدب وصوب ، في (منطقة الطيونة ) تمخض عن ذلك ، ستة شهداء وأكثر من ستين جريحاً
الجيش اللبناني تدّخل بسرعة وعمل على تطويق إلاشتباكات وإعادة الهدوء إلى المنطقة
وعلى الرغم من الجهود المكثفة لا تزال منطقة الطيونة تشهد توترات متفرقة، فيما يعمل الجيش على تطويق المنطقة ونشر عناصره عند المفارق، ويعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها.
وفي الحقيقة ، كانت بداية الأحداث عندما أعلنا ( حزب الله ) وحركة (أمل ) انهما سينفذان وققة احتجاجية على أداء القاضي البيطار، ومنذ اللحظات الأولى لإنطلاق الوقفة، انطلقت الإشتباكات وظهر الخطر الأمني الى واجهة الاشكاليات اللبنانية.
رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي دعا الجميع الى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان.بحث تعقيدات التصعيد مع قائد الجيش( العماد جوزيف عون) الإجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الوضع في منطقة الطيونة وتوقيف المتسببين بالإعتداء الذي أدى الى وقوع إصابات.كما تواصل مع رئيس مجلس النواب( نبيه بري) للغاية ذاتها وتابع مع وزيري الداخلية( بسام مولوي) والدفاع( موريس سليم ) الوضع وطلب عقد اجتماع عاجل لبحث تداعيات الأزمة
ويبقى السؤال ما سبب الاحتقان بين القوى السياسية اللبنانية ؟
الإجابة أن هناك تيارات تطمح إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها في ( ربيع 2022.) وتوقيع مرسومها من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليصبح نافذاً.
وفي الواقع تتجه الامور باجراء الانتخابات وعدم التأجيل عبر افتعال مشكلة حول القانون الانتخابي لأي سبب كان.
وتشدد على إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على إجراء الٱنتخابات في وقتها، وعدم القبول بتأجيلها يوماً واحداً. وهذا بشكل مبدئي وثابت وليس للاستهلاك الاعلامي والسياسي، ومتجذر على أرض الواقع
أما حزب الله والقوة الإنتخابية الكبيرة الفاعلة والمقررة سياسياً ووازنة شعبياً اي( التيار الوطني) الحر فالتسريبات عن إستبعاد مرشحين وتثبيت ٱخرين وإمكانية خروج أسماء لامعة وقديمة في تكتل (لبنان القوي) من عباءته، كثيرة ويشوبها الكثير من الغموض والتساؤلات، إلا أن جبران باسيل يضغط، في اتجاه افتعال مشكلة كبيرة عبر المطالبة بتطبيق بعض المواد من قانون الإنتخابات
وينفي بشدة كل ما يقال عن توجه لتطيير الانتخابات او الدفع الى مشكل ويقول ان التسريبات والاخبار المغلوطة كثيرة جداً. والمؤكد ان "التيار" ورئيسه مع اجراء الانتخابات في موعدها ومع تثبيت حق المغتربين
الكثير من تعقيدات المشهد اللبناني تطفو على السطح إلا أن
المرارة تملأ النفوس ...، والألم والحزن خيم على النفوس وهنا نتساءل :
من ينقذ لبنان من وحل الأزمات المتلاحقة ؟
لقد تنفسنا الصعداء ، عندما أعلن رئيس الوزراء الجديد ( ميقاتي) ، تشكيل حكومته ، واستبشرنا خيراً ، لكن ماحدث اليوم ، أوجعنا وجعلنا مختبئ الأنفاس ، متى تعود الحياة إلى قبلة السائحين ( سويسرا الشرق ) ؟
يحاول لبنان النهوض من انفجار المرفأ الذي فاق فى هوله كل تصور حتى بدا الإنفجار من قوته كقنبلة هيروشيما قبل خمسة وسبعين عاما
اسئلة كثيرة تراود اللبنانيين ليلاً ونهاراً ولسان حالهم يقول :
كيف نخرج من هذا. الجحيم ؟
وماذا بعد؟وكيف يمكن ترميم ماتم تدميره ؟
وهل سيبقى الحال على ماهو عليه ،وتراوح الأمور مكانها وكل فريق يفاوض الفريق الٱخر وإضاعة الوقت والتمترس خلف اجندة حزبية وعلى قاعدة المحاصصة وعودة حكومة الظل؟!!!!...
لقد حاول المجتمع الدولي أن يستنهض لبنان من وحل الأزمات ، لكن الحضور الإقليمي ظل حاضراً ويمسك بخيوط كثيرة ومنها عربية وإقليمية و وجاء ماكرو ن بمبادرة فرنسية خبيثة كان هدفها صياغة لبنان من جديد حيث ازاح اللثام عن خطته وهى :
بيروت منزوعة السلاح
تفكيك جميع مخازن السلاح
استقالة مجلس النواب وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية
قوات من النانو سترابط فى العاصمة اللبنانية بيروت
رزمة من الأفكار الفرنسية القاها على مكتب الرئيس عون وعلى القادة السياسيين اللبنانيين،
حطت طائرة ماكرو ن مدرج مطار بيروت الدولى لمتابعة ذلك وبدأ أول لقاءاته غير الرسمية بالفنانة العملاقة فيروز لما تمثله من قيمة رمزية وحضور فى لبنان والعالم كله ....لاستمالة الشعب اللبناني ، حيث تتمتع الفنانة فيروز بحضور جماهيري هائل ،
كانت جماهير الأمة كلها تامل بوصول الزعماء العرب لمؤازرة لبنان إلا انهم اكتفوا بالتصريحات الفارغة التى لا تغنى ولا تسمن من جوع ،الأمر الذى سبب الألم للبنانيين جميعا ،حتى أن بعضهم طالب بعودة الإنتداب الفرنسى ...
أزمة اليوم أزمة خطيرة ونحن في فلسطين نبتهل إلى الله العلي القدير أن يستعيد لبنان الحبيب عافيته وأن يعم الاستقرار وأن يكون هذا الحادث ، حادث فردي ، ولا يوجد له ارتدادات أخري
لبنان يستحق حياة كريمة ، ومجتمع ديمقراطي قائم على التعددية ، يؤمن كل فريق بالٱخر لفكفكة الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة بعد أعلنت البنوك إفلاسها وفقد اللبنانيون الصورة التى تميز بها لبنان ،بلد الجمال والابداع والفن والسياحة
من كان يتخيل ان لبنان يستجدى صندوق النقد الدولى لتمويل خزينتة وانهيار الليرة اللبنانية ؟!!!!
لبنان يشهد نكبة كبيرة أطاحت به وكسرت ظهره ،مما جعل رئيس الوزراء السابق (حسان ذياب المستقيل)الإعلان عن بيروت مدينة منكوبة
أزمات إقتصادية مستفحلة ، وانهيار في كل مناحي الحياة ، فلا. وقود والماء والدواء
كل المؤشرات تدل على أن بعض القوى اللبنانية هي من تحكم قبضتها على كافة الأمور ، والشارع اللبناني يغلي ، والحياة تزداد انهياراً يوماً ، بعد يوم ، ويظل السؤال الأكثر إلحاحاً من ينقذ لبنان الجريح ؟
الأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير وان غدا لناظره قريب