نظمت الهيئة العامة للشباب والثقافة، مخيم شبابي تعايشي تحت شعار "القدس توحدنا"، وهو الأول من نوعه على مستوى فلسطين بمشاركة (55) شابًا يمثلون فصائل العمل الوطني كافة، واستمر على مدار يوم كامل في منتجع النور السياحي وسط قطاع غزة وتخلله محاضرات تدريبية، وفقرات رياضية وفنية وتراثية وترفيهية وسط أجواء وطنية وحدوية ونشاط وهمة عالية من جانب المشاركين.
وشهد المخيم عقد لقاءات حوارية مفتوحة بين الشباب وقادة فصائل العمل الوطني وقيادة العمل الحكومي في غزة؛ لمناقشة واقع الشباب الفلسطيني وآمالهم وتطلعاتهم، أكد خلالها الشباب على ضرورة زيادة فرص العمل المتاحة للشباب وتمكينهم اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيا، والعمل على تخفيض أسعار الساعات الدراسية في كافة الجامعات والكليات، ومطالبة الحكومة بإعادة الاعتبار للجسم الحكومي الرسمي الخاص بالشباب والمتمثل بوزارة الشباب والرياضة.
من جهته أوضح رئيس الهيئة العامة للشباب والثقافة الأستاذ احمد محيسن أن المخيم يأتي ضمن جهود الهيئة للارتقاء بالعمل الشبابي في قطاع غزة، ومعالجة المشكلات التي يعاني منها الشباب الفلسطيني، لافتًا إلى أن الشباب تُعد الشريحة الأكثر تضررًا؛ بسبب الاحتلال والحصار والانقسام.
وقال محيسن: "نسعى من خلال هذا المخيم إلى جمع نخبة من القيادات الشابة في فصائل العمل الوطني، في أجواء وطنية خالصة بعيدة عن التجاذبات السياسية والمناكفات الحزبية، والتأكيد على أن القواسم المشتركة التي تجمع الفلسطينيين أكثر بكثير من نقاط الخلاف والاختلاف، ومناقشة واقع ومشكلات الشباب الفلسطيني بطريقة حضارية وإيجابية، وطرح الحلول الممكنة بمشاركة وتعاون المؤسسات والجهات والهيئات الحكومية والغير حكومية كافة".
وأضاف: "هذا المخيم سيكون له ما بعده، حيث نعمل على تشكيل مجلس استشاري شبابي يتكون من نخبة من المشاركين في المخيم؛ ليكونوا حلقة وصل بين الهيئة وشريحة الشباب؛ لاستثمار قدراتهم وإمكانياتهم ووجهات نظرهم بما يعود بالفائدة على الشباب وقضاياهم ومشكلاتهم وتطلعاتهم".
من جانبه قال مدير عام الشباب في الهيئة الأستاذ جمال العقيلي: "استطعنا من خلال هذا المخيم الشبابي رسم صورة وحدوية وطنية مشرفة، تحت ظل العلم الفلسطيني، والتأكيد على أن الشباب الفلسطيني على درجة عالية من الوعي والإدراك وهم قادرين على تجاوز عقبات الانقسام السياسي ومواصلة طريقهم نحو تحقيق أحلامهم وآمالهم".
وبدأت فقرات المخيم بمحاضرة تدريبية حول فن الحوار الإيجابي وفن الإقناع قدمها الأستاذ يوسف العقيلي تضمنت تعريف المشاركين بأهمية الحوار الايجابي ودوره المؤثر في العلاقات الانسانية وأهم العوامل التي تساعد للحصول على نتائج إيجابية في الحوار ووسائل التأثير على الاخرين، وتخللها تدريبات عملية بين المشاركين.
وتم خلال المخيم عقد لقاء حواري بين المشاركين وعدد من قادة فصائل العمل الوطني وهم الدكتور عبد اللطيف القانوع ممثلًا عن حركة حماس، الأستاذ إياد صافي عن حركة فتح، الأستاذ خضر حبيب عن حركة الجهاد الإسلامي، الأستاذ محمد الغول ممثلًا عن الجبهة الشعبية، الأستاذ محمود خلف عن الجبهة الديمقراطية، والأستاذ سامي البهداري عن المبادرة الوطنية، والأستاذ محمد البريم عن لجان المقاومة الشعبية، والأستاذ مؤمن عزيز عن حركة المجاهدين، والأستاذ رزق عروق ممثلًا عن المقاومة الشعبية، والأستاذ ياسر خلف عن حركة الأحرار، والأستاذ مفيد أبو شمالة مدير تحرير صحيفة فلسطين.
وأجمع المتحاورون على أن الشباب هم الطاقة الكامنة والدافع القوي للمشروع الوطني الفلسطيني، مؤكدين على ضرورة أن يتحلى الشباب بالمبادرة ووضع الخطط والأفكار التي من شأنها أن تشكل ضغط حقيقي نحو تغيير الواقع ومنح الشباب الفرصة في المجالات كافة، مشددين على ضرورة تكاتف جهود المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص كافة؛ لمعالجة ملف الشباب.
كما شهد المخيم عقد لقاء حواري بين المشاركين ونائب رئيس متابعة العمل الحكومي بغزة الدكتور محمد الفرا، أداره مدير المخيم الأستاذ علاء الباز.
وأكد الفرا على ضرورة الاهتمام بالإنسان الفلسطيني والاعتناء بشريحة الشباب، والوقوف في وجه الاحتلال الذي يسعى بكل الوسائل إلى تدمير الشباب الفلسطيني وتفريغه من مضمونه، مشددًا على أن الحكومة في قطاع غزة تضع قضايا الشباب على رأس أولوياتها، وتدعم الأنشطة والبرامج والمشاريع التي من شأنها تلبية احتياجات الشباب في شتى المجالات.
وأشاد الفرا بدور الهيئة وجهودها في إقامة المخيم، مؤكدًا أنه يُعد تجربة وطنية مميزة؛ لتجسيد الوحدة الوطنية والتعايش بين الشباب الفلسطيني بتوجهاتهم المختلفة وجمع كافة الطاقات الشبابية لخدمة الشباب وقضاياهم.
وتخلل اللقاء عدة مداخلات من جانب الشباب المشاركين عبروا خلالها عن طموحات الشباب الفلسطيني والواقع المرير الذي يعيشونه؛ بسبب الحصار وسياسات الاحتلال والصعوبات التي أفرزها الانقسام، مؤكدين على ضرورة تمكين الشباب في شتى المجالات وتأهيلهم؛ ليكونوا سد منيع في وجه الاحتلال ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
الشاب مؤمن الديراوي، أحد المشاركين في المخيم، أكد أن الشباب المشاركين في المخيم أكدوا على أهمية الخروج برؤية سياسية موحدة لقادة الفصائل، حول إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية.
وقال الديراوي: "جلسنا مع بعضنا البعض خلال المخيم، وكانت لغة الحوار هي السائدة حيث غاب التعصب الحزبي والحدة خلال النقاشات التي جرت بين الشباب من مختلف الفصائل".
وأيضا، أوضح الشاب محمود الشافعي، أن الشباب خلال جلسات النقاش التي دارت توصلوا إلى ضرورة تشكيل جسم ضاغط من فئتهم على القيادة؛ لإنهاء الانقسام وتوحيد الشعب الفلسطيني.
وقال الشافعي: "خلال المخيم الذي شارك به شباب من مختلف المتوجهات، ولكننا لم نشعر أننا أبناء فصائل مختلفة، حيث توحدنا جميعًا ورفعنا علم فلسطين، واتفقنا على ضرورة وجود برنامج سياسي يحافظ على الثوابت الفلسطينية".
وفي ختام المخيم وقع المشاركون في المخيم على وثيقة وطنية تحت شعار "عهد القدس توحدنا" وتنص على: نتعهد نحن شباب فلسطين تحت رعاية الهيئة العامة للشباب والثقافة، وقيادة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وتحت سماء هذا الوطن، وفي ظل علمنا الفلسطيني بما يلي: المحافظة على تراب الوطن وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس هدفنا وبوصلتنا، سنحمي ثوابتنا بكل غالٍ ونفيس، الأخوة والمحبة عنوان علاقاتنا والدم الفلسطيني خط أحمر، سنبقى أوفياء لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى، سنحافظ على هويتنا الوطنية وموروثنا الثقافي وتاريخنا المجيد.