أكد حسام بدران عضو المكتب السياسي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن ملف الأسرى يأتي في قمة أولويات الشعب الفلسطيني، لا سيما وأن الأسرى من أكثر فئات الشعب تضحية في سبيل القضية الفلسطينية.
وقال في حديث لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر إن الحركة تحدثت مع الجانب المصري بخصوص ملف الأسرى ضمن شقين، الأول حياة الأسرى وكرامتهم وأوضاعهم داخل سجون الاحتلال، في ظل ما تعرض له الأسرى من معاملة وحشية عقب فرار بعضهم من سجن جلبوع شديد الحراسة.
وكانت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي قد اتخذت سلسلسة إجراءات عقابية جماعية بحق أسرى جلبوع المعاد اعتقالهم، ما دفع حماس إلى إيصال رسالة للمحتل عبر الوسيط المصري مختصرها أن الضغط على الأسرى بهذه الطريقة “لن يمر بسلام، وسيواجَه برد واضح من قيادة المقاومة والشعب الفلسطيني بأكمله”.
وأكد مسؤول الحركة التزام حماس بما تعهّدت به كتائب القسام -الجناح العسكري للحركة- فيما يتعلق بتحرير “أسرى جلبوع” في أول صفقة تبادل مع الاحتلال الإسرائيلي، نافيًا التراجع عن هذه الخطوة تحت أي مسمى.
وتابع “هذا جزء من الوفاء لهذه الثلة المباركة من الإخوة الذين بادروا وضحوا ومرّغوا أنف المحتل وحطموا منظومته الأمنية وأفشلوا جبروته”، على حد تعبيره.
وواصل “سيكون هؤلاء الشباب على رأس قائمة الأسرى المُحررين في صفقة التبادل المقبلة”.
وبشأن الأسرى الإداريين، قال بدران إن ملف هؤلاء الأسرى “لم يغب عن أجندة اللقاء مع الجانب المصري، خصوصًا أن 5 من الأسرى الإداريين قد أضربوا عن الطعام لمدة طويلة بلغت عند بعضهم 80 يومًا”، وذلك في إشارة إلى الأسير الإداري مقداد القواسمي.
والأسرى الإداريون هم الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقرار إداري من دون مسوغات قانونية ولا يُعرضون على المحكمة، وقد يظل الأسير منهم خلف قضبان المحتل سنوات طويلة.
وأكد بدران رفض حماس انفراد المحتل الإسرائيلي بملف الأسرى الفلسطينيين.
ووجهت حماس التحية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة حرصها على إتمام صفقة تبادل أسرى تتضمن استجابة “العدو” لمتطلبات تحرير الأسرى، وفق بيان الحركة.
ولفت بدران إلى ملف تبادل الأسرى، وهو موضع اهتمام الشارع الفلسطيني، ولم يقدم تفاصيل أوسع في هذا الشأن متعللًا بأن “الإعلام ليس المكان الصحيح للتحدث عن ملف تبادل الأسرى بشكل مباشر وتفصيلي”.
واستطرد “يأتي ذلك من منطلق أن الملف بالغ الحساسية، وكل كلمة قد يكون لها تأثير ما على متابعة الملف”، مستدركًا في الوقت نفسه “يمكن أن أؤكد فقط أن قضية الأسرى وحريتهم تبقى على رأس أولوياتنا -في حماس- ولا يمكن ربط ملف الأسرى بأي قضية أخرى”.
وأشار بدران إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حاول مرارًا أن يربط ملف الأسرى بملفات مثل حصار غزة وإعادة الإعمار وغيرها من الملفات، وهذا ما لم ولن تقبل به حماس، إذ إن “الأسرى مقابل الأسرى، ولن تربط الساحة الفلسطينية هذا الملف بغيره على الإطلاق”.
وفي معرض رده على سؤال حول دور القاهرة في المفاوضات الجارية، رفض بدران التحدث عن التفاصيل التنفيذية للمفاوضات وصفقة تبادل الأسرى، مشيرًا إلى أن الطرف المصري كان الأكثر وزنًا في صفقة “وفاء الأحرار”، خلال مرحلتي التفاوض والتنفيذ، مضيفًا “كان المصريون عمليًا هم الأمناء على التنفيذ”.
وفيما يتعلق بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، قال بدران إن المحادثات في القاهرة تطرقت إلى هذا الموضوع، وإلى أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الحصري في اختيار قياداته السياسية والبرنامج الذي تتنهجه هذه القيادة، فضلًا عن آلية التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأمس الجمعة، أعلنت حماس اختتام اجتماعات مكتبها السياسي بقيادة رئيسه إسماعيل هنية، المنعقدة بالعاصمة المصرية القاهرة، منذ الأحد الماضي.
وأعربت الحركة عن استعدادها لـ”الانخراط في عملية جادة لإعادة ترتيب القيادة الفلسطينية عبر بوابة الانتخابات أو التوافق على تشكيل قيادة مؤقتة لفترة زمنية محددة ومتفق عليها تمهيدا للوصول للانتخابات”.