تسلم صندوق النفقة الفلسطيني جائزة منظمة التعاون الإسلامي لإنجازاته في مجال تمكين المرأة في العالم الإسلامي، والتي أعلن عن فوزه بها في شهر آب/ أغسطس الماضي.
جاء ذلك خلال حفل أقيم في مقر جمعية الهلال الأحمر بمدينة البيرة، والذي نظمه صندوق النفقة بحضور مستشار رئيس الوزراء لشؤون التخطيط استيفان سلامة، ومساعد وزير الخارجية والمغتربين للأمم المتحدة والمنظمات الدولية عمر عوض الله، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية والإسلامية ناصر قطامي، وممثلة عن منظمة التعاون الإسلامية، مسؤولة ملف القدس والمرأة في المنظمة شيرين عويضة، والذين سلموا الجائزة للصندوق.
وحصل الصندوق على الجائزة بعد أن تم ترشيحه لها من قبل وزارة الخارجية والمغتربين، لدوره في تمكين المرأة والطفل وكبار السن، وذوي الإعاقة.
وقالت مدير عام الصندوق فاطمة المؤقت “رغم التحديات التي واجهت عمل الصندوق بعد توقف إيراداته بفعل إغلاق المؤسسات وتعطيل الحياة العامة، إلا أن جهوزيته من حيث توفر قواعد البيانات والأنظمة الداخلية الموائمة وتجهيزات البنية التحتية والقدرات البشرية والمرونة المكتسبة لتفعيل الموارد البشرية والمادية داخل وخارج الصندوق ساهمت في مقاومة تأثيرات جائحة كورونا والاضطلاع بدور ريادي لتعزيز السلم الأهلي والعدالة بشقيها: الحماية والمساءلة”.
وتابعت: “اصطدنا الفرصة بخروجنا عن بعض الإدراكات، وإزاحة النظر إلى القيم المشتركة التي يتحلى بها الطاقم تجاه الفئات المستحقة للنفقة من الصندوق في مختلف محافظات الوطن، أبرزها قيم الانتماء والعطاء والمسؤولية في محاولة منا لرفع المعنويات الجمعية والفردية للطاقم بفعل الظروف العصبية التي مرت بها البلاد وما زالت”.
وأردفت المؤقت: “الجائحة جعلتنا نقوم بمراجعة حثيثة لجميع الأنظمة، السياسات والإجراءات المعمول بها في الصندوق، بحيث تكون أكثر فعالية، وأكثر دقة وأكثر حسما وأكثر مرونة بما ينسجم مع حالة الطوارئ التي سادت البلاد، وأيضا قمنا باستنهاض شركائنا وبناء مزيد من الشراكات المحلية، الإقليمية والدولية بخاصة مع القطاع الخاص والدول المانحة”.
من جانبه، قال سلامة: “نفخر بهذه المؤسسة وحصولها على جائزة التميز من منظمة التعاون الإسلامي لإنجازاتها في مجال تمكين المرأة في العالم الإسلامي، كما نفتخر بتميزها ليس على المستوى المحلي فحسب، إنما على المستويين العربي والإسلامي”.
وتابع: “في عام 2010 كانت المؤسسة تقدم مساعدات لأقل من 100 مستفيد/ة، وتصرف مساعدات بقيمة 80 ألف شيقل سنويا، لكنها الآن بعد 10 سنوات أصبحت تقدم مساعدات لنحو 20 ألف مستفيد/ة، وتصرف 7 ملايين شيقل سنويا كمساعدات”.
ولفت إلى أن المؤسسة تمكنت من الحصول على استدامة مالية بسبب تعاونها المستمر مع مجلس الوزراء ومؤسسات أخرى، وذلك بفضل عملية المأسسة والإدارة، وهذا ما جعل عملية استدامتها المالية أحد أهم المواضيع تميزا في فلسطين.
وأثنى سلامة على جهود الشرطة والقضاء في تنفيذ أحكام النفقة، حيث ارتفعت نسبة التنفيذ من 2% عام 2010، إلى أكثر من 60% في هذه الفترة.
من ناحيته، قال عوض الله إن الوزارة قررت أن تقدم للصندوق كافة أشكال الدعم اللوجستي والسياسي والقانوني والدبلوماسي من خلال السفارات الفلسطينية من أجل تمكينه.
وأضاف: “قمنا بترشيح صندوق النفقة لواحدة من الجوائز التي تقدمها منظمة التعاون الإسلامي، وقبلت ترشيحها وفازت بها للمرة الثانية بهذه الجائزة، ويأتي هذا الفوز عن استحقاق وجدارة، خاصة أن الصندوق يعمل على حماية حقوق المرأة، الأمر الذي يرفع من شأن فلسطين في هذا الجانب”.
وأشار عوض الله، إلى أن شعار المؤسسة: “الحماية، المساءلة، العدالة”، يصلح أن يكون شعارا وطنيا فلسطينيا، الأمر الذي عزز ذلك من الشراكة ما بين الوزارة والمؤسسة نظرا للعمل العام الذي تقوم به.
ويعتبر صندوق النفقة الفلسطيني هيئة عامة سيادية تنفذ أحكام النفقة متعذرة التنفيذ للأطفال، وكبار السن، والنساء، وذوي الإعاقة، وأنشِئ بموجب قانون صندوق النفقة رقم (6) لسنة 2005، ويتبع الصندوق لرئيس مجلس الوزراء ويتمتع بالشخصية الاعتبارية، وله موازنة مستقلة، كما يسعى إلى إلغاء التمييز المبني على النوع الاجتماعي وتمكين الشرائح التي لا ينصفها القانون، من خلال مساندة ودعم الفئات المستفيدة للمطالبة بحقوقها وتأمين الحق في النفقة للفئة المستفيدة واسترداد الأموال المدفوعة من المكلفين قانونيا.