صحيفة عبرية: يجب على إسرائيل أن “تبادر” لبحث الصراع مع الفلسطينيين

الثلاثاء 05 أكتوبر 2021 07:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة عبرية: يجب على إسرائيل أن “تبادر” لبحث الصراع مع الفلسطينيين



القدس المحتلة / سما /

إسرائيل اليوم - بقلم: أيال زيسر                     "في خطاب الأسبوع الماضي أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، اختار رئيس الوزراء نفتالي بينيت أن يتجاهل “الفيل الذي في الغرفة” -الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين– سواء الصراع ضد إرهاب حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، أم الصراع الذي هو أحياناً سياسي ولكنه في أحيان أخرى عسكري أيضاً، مع السلطة الفلسطينية وفروعها في يهودا والسامرة.

رئيس السلطة، أبو مازن، تحدى في خطابه أمام الجمعية العمومية مهدداً بالتوجه إلى المحكمة الدولية في لاهاي، أي يفرض على إسرائيل قبول المواقف الفلسطينية، ولكن بينيت فضل غض النظر والتجاهل، وتحدث عن التصدي لكورونا ولإيران وعن اتفاقات السلام مع دول الخليج. ربما نبع الأمر من حساسيات ائتلافية داخلية، وربما سعى ليضمن استمرار عناق حار من إدارة بايدن ومن الاتحاد الأوروبي. فهؤلاء لا يزالون يأملون في أن تسير حكومة بينيت على الخط معهم في المسائل على جدول الأعمال، مثل الاتفاق المتبلور مع إيران، وربما حتى استئناف الاتصالات مع رام الله.

ولكن إذا اعتقد بينيت بأن تجاهل الفلسطينيين سيخفي مسألة النزاع معهم عن جدول الأعمال العالمي، فقد جاءت كاميلا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، لتوقفه عند خطئه. وبالمناسبة، هي مثل بينيت، اختارت تجاهل الفيل الذي في الغرفة – شيطنة إسرائيل التي تبرر الكفاح ضدها، ولكنها بهذا التجاهل أعطت تشجيعاً، وبالأساس نشراً لمواقف كارهي إسرائيل ممن يرفعون رؤوسهم في الولايات المتحدة أيضاً.

في زيارة إلى جامعة ما، سألت طالبةٌ هاريس: لماذا تدعم الولايات المتحدة إسرائيل “التي ترتكب قتل شعب وتقتلع الناس من بيوتهم”. هزت رأسها في ما فسر كموافقة على ما قيل، وفي ردها أثنت على الطالبة لإسماعها “حقيقتها” بصوت عالٍ.

ألف رجل إطفاء لن يطفئوا الحريق الذي أحدثته هاريس، ولا حتى وفرة الاعتذارات التي صدرت باسمها الآن، وإن لم يكن بصوتها. فقد منحت، حتى لو عن غير قصد، بل لجبنها، شرعية لفرية دم سافلة، كما أعربت عن تأييد لفكرة هاذية في أن هناك أكثر من حقيقة واحدة، وأن ليس صوت الأمريكيين الذين قتلوا في عمليات 11 أيلول فقط جدير بأن يسمع، بل أيضاً حقيقة الإرهابيين الذين نفذوا هذه العمليات.

بينيت نسي، وذكرته “حادثة هاريس” بأن مسألة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني لا تتعلق فقط بمستقبل غزة تحت حكم حماس، ولا حتى مستقبل يهودا والسامرة. المسألة تتعلق بجذور وجود دولة إسرائيل، التي قامت في ظل صراع بين الحاضرة اليهودية في البلاد، وبين السكان العرب. كل محاولة تمت في الماضي للفصل بين الحاضر البعيد، “ملفات 1948″، وبين الحاضر، مسألة المناطق وغزة، “ملفات 1967” فشلت، وكل من اعتقد بأنه يملك حلاً لمشاكل الحاضر، وجد نفسه يواجه مطلب الفلسطينيين لـ “حق العودة” إلى دولة إسرائيل.

على إسرائيل البحث في النزاع مع الفلسطينيين وفي جذوره التاريخية، وعليها ألا تتخلى عن فرصة لعرض مواقفها و”حقيقتها” التي تتمتع بإجماع واسع في الجمهور الإسرائيلي. فبعد كل شيء، إذا لم نستغل هذه الفرص، فسيستغلها الفلسطينيون ومؤيدوهم.