تعقد قيادة حركة «حماس» في الداخل والخارج اجتماعات مع المسؤولين المصريين، بعد أيام من لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، وبحث الطرفان في خلاله عدّة قضايا، من بينها غزة وسُبل المحافظة على الهدوء في القطاع.
وتستعدّ الحركة في هذا الوقت، إلى عقْد الاجتماع الأوّل للمكتب السياسي بكامل هيئاته في الداخل والخارج في العاصمة المصرية، فيما علمت صحيفة «الأخبار» اللبنانية من مصادر «حمساوية» أن المصريين دعوا قيادة الحركة، بعد لقاء السيسي - سوليفان، إلى إجراء مباحثات في القاهرة، استناداً إلى الموقف الأميركي بخصوص الوضع في القطاع، وهو ما استغلّته «حماس» للطلب من المصريين استضافة اجتماع مكتبها السياسي.
طلبٌ لاقى ترحيباً من الجانب المصري، كون الاجتماع الذي سيُعقد هو الأوّل الذي يشارك فيه أغلب أعضاء المكتب السياسي، وسيترأسه رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وقائد الحركة في غزة يحيى السنوار، وقائدها في الضفة المحتلّة صالح العاروري، وفي الخارج خالد مشعل، بالإضافة إلى 19 عضواً.
وبحسب المصدر، ثمّة توقّعات بأن تُقدِّم السلطات المصرية مبادرة سياسية لحركة «حماس» للتهدئة مع الاحتلال، تستند إلى رغبة الإدارة الأميركية في عدم تصعيد الأحداث في الأراضي الفلسطينية، أو حدوث مواجهات عسكرية، إذ يتطلّع البيت الأبيض إلى تهدئة الأوضاع وإعادة إعمار غزة وضمان حالة من الهدوء على حدود القطاع.
ولفت المصدر إلى أن الحركة ستتعاطى بإيجابية مع هذا الطرح، وستدرس ما يقدّمه المصريون وتتباحث في شأن ما سيقدَّم لها من جانبهم خلال اجتماع المكتب السياسي.
وستُجري قيادة «حماس» محادثات مع المسؤولين المصريين حول عدد من الملفات المتعلّقة بالوضع السياسي للقضيّة الفلسطينية والمصالحة والانتهاكات في القدس والضفة المحتلّة، بالإضافة إلى ملفّات قطاع غزة، وتحديداً إعادة الإعمار والتحسينات الاقتصادية للقطاع والتهدئة مع الاحتلال، فضلاً عن ملفّ الجنود الأسرى لدى المقاومة.
وفي هذا الإطار، قال الناطق باسم «حماس» في غزة، حازم قاسم، إن «مباحثات وفد حماس في القاهرة تتركّز على العلاقات الثنائية مع الأشقاء في مصر، وتطويرها بما يخدم مصالح شعبنا الفلسطيني، وتتضمّن ملفّات تتعلّق بتحسين الأوضاع الإنسانية، وتخفيف الحصار الإسرائيلي على القطاع وإعادة الإعمار». وكان السيسي قد اتفق مع سوليفان، الأسبوع الماضي، على استمرار التشاور والتنسيق لضمان مواصلة تثبيت وقف إطلاق النار واستمرار التهدئة الحالية في قطاع غزة، كشرط لتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين.
من جهتها، كشفت مصادر في «الجهاد الإسلامي» أن الحركة تلقّت دعوة رسميّة من الجانب المصري لزيارة القاهرة من أجل التباحث في عدد من الملفّات المهمّة، مشيرةً إلى أن الدعوة ستُلبّى بعد إحياء «الجهاد» الذكرى الـ34 لانطلاقتها، والتي توافق السادس من الشهر الجاري.
وبالتزامن مع زيارة وفد «حماس» الذي جاء جزء كبير منه من قطاع غزة، يزور القاهرة وفد من رجال الأعمال الفلسطينيين في القطاع، في إطار زيارة كان مخطّطاً لها مسبقاً، وتم إرجاؤها بسبب انتخابات «اتحاد المقاولين الفلسطينيين». ويضمّ الوفد 15 شخصية من قطاعات مختلفة، سيلتقي بالمسؤولين عن ملفّ إعادة الإعمار، وممثّلين عن الملفّ الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة. وسيبحث بعض الشخصيات ضمن الوفد في القضايا المتعلّقة بالبضائع التي يُسمح بدخولها إلى غزة، وتعزيز التبادل التجاري بما يشمل التصدير من القطاع إلى مصر، إلى جانب ملفّات اقتصادية تهدف إلى تحسين الوضع الحياتي للغزيّين.
وتوازياً، كشفت مصادر عبرية أن الاتحاد الأوروبي سيقدِّم دعماً بقيمة ستة ملايين يورو لتطوير معبر كرم أبو سالم التجاري لتلبية احتياجات الاستيراد والتصدير في القطاع، إذ سيؤدي المشروع الجديد إلى توسيع ممرّ الشاحنات وتجديد البنية التحتية. وتفيد المصادر بأن بروكسل تتوقّع أن يُجهَّز المعبر بأنظمة مسح إلكترونية متطوّرة من أجل حفظ تفريغ محتويات الشاحنات، بما يتوافق مع شروط الجانب الإسرائيلي، وذلك بعد إزالة نظام سابق تبرّعت به هولندا بسبب تشكيك جيش الاحتلال في قدرته على الكشف.