ناشط بيئي يدعو الحكومة لتحمل مسؤولياتها بحماية أراضي الأغوار الوسطى من المياه العادمة

السبت 02 أكتوبر 2021 04:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
ناشط بيئي يدعو الحكومة لتحمل مسؤولياتها بحماية أراضي الأغوار الوسطى من المياه العادمة



رام الله /سما/

دعا المهندس مقبل أبو جيش، مدير برنامج تطوير الأراضي في الإغاثة الزراعية والناشط في المجال البيئي، الحكومة لتحمل مسؤوليتها بإنقاذ الأغوار الوسطى من المشكلة الكبيرة التي تواجهها والناتجة عن تدفق كميات كبيرة من المياه العادمة القادمة من مدينة نابلس إلى أراضيها.

وأوضح أبو جيش أن تلك المياه العادمة التي تختلط بمياه الينابيع العذبة أدت إلى تدني جودة المنتجات الزراعية وتراجع الزراعة وانتشار الأمراض في الثروة الحيوانية وارتفاع نسبة النفوق بمواليدها، وأصبحت الأودية التي كانت جاذبة للسياحة منذ عشرات السنيين، مرتعا للحشرات والقوارض والخنازير البرية، مما يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض، وكل ذلك أدى إلى تراجع السياحة الداخلية في مناطق الأغوار وبالأخص منطقة الباذان.

وتكمن خطورة “التقصير” في حل المشكلة بتراكم المشاكل الاقتصادية والبيئية والسياحية، مما يؤدي في النهاية إلى تراجع أعداد السكان في الأغوار الوسطى، وبالأخص في تجمعات الجفتلك وفروش بيت دجن، جراء المعاناة من تراجع كميات المياه النظيفة المتوفرة لري الأراضي الزراعية، وبالتالي هجرة المزارعين من الأغوار والبحث عن مصدر دخل جديد، علما أن معظم سكان الأغوار الوسطى يعتمدون على الزراعة.


وأكد “أن خطة العناقيد الزراعية التي أطلقتها الحكومة لم تساهم في حل المشكلة الأساسية، والمتمثلة في تدفق المياه العادمة باتجاه الأغوار الوسطى وتوفير مصادر مياه نظيفة، وسيكون مصيرها الفشل لأن أساس الزراعة في الأغوار هو توفر المياه”.

وأضاف أن قيام الاحتلال بحفر آبار جوفية بأعماق كبيرة، إضافة إلى الحفر العشوائي للآبار الجوفية الذي يقوم به المواطنون الفلسطينيون، والذي أدى إلى جفاف ينبوعي عين شبلي والفارعة، اللذين يعدان المصدر الرئيس لري الأراضي الزراعية في الأغوار الوسطى، سيجعل الخيار المتبقي للمزارعين لري محاصيلهم الزراعية بمخلوط مياه الينابيع النظيفة والمياه العادمة.

ودعا أبو جيش الحكومة إلى ضرورة توفير المياه الكافية لري الأراضي الزراعية لتفادي خسارة أخصب الأراضي الزراعية، وذلك من خلال الاستفادة من وفرة المياه بالآبار الجوفية في مناطق الفارعة والنصارية، إلى جانب الإسراع في إنشاء محطة التنقية المخطط لها شرقي مدينة نابلس، ووضع حد للحفر العشوائي للآبار الجوفية، والذي يؤدي إلى جفاف “عين شبلي” و”الفارعة” وينابيع ثانوية أخرى.


وأكد ان المزارعين لن يبقوا مكتوفي الأيدي عندما يتهدد مصدر دخلهم ولقمة عيشهم، “في ظل التقصير” بحل مشكلة تدفق المياه العادمة من مدينة نابلس إلى الأغوار الوسطى وتراجع كميات المياه اللازمة للري، نتيجة جفاف عين شبلي والفارعة بسبب الحفر العشوائي للآبار الجوفية، وتظهر المشكلة بشكل كبير من خلال تراجع الزراعة في الجفتلك وفروش بيت دجن، داعيا الحكومة إلى الالتزام بقراراتها بتعزيز صمود المزارعين.

كما دعا الحكومة للإسراع بإنشاء محطة معالجة المياه في المنطقة الشرقية بمدينة نابلس، والتي ستعمل على حل مشكلة المياه العادمة من جانب، وتساهم في توفير كميات كبيرة من المياه المعالجة لتعويض نقص المياه الذي تتعرض له العديد من المواقع في الأغوار الوسطى من جانب آخر.


وأكد أن “البطء في تنفيذ مشروع محطة نابلس الشرقية” يعني خسارة المزيد من الأراضي الزراعية في الأغوار، وإنتاج كميات كبيرة من المنتجات الزراعية باستخدام المياه الملوثة، وبالتالي التأثير سلباً على صحة المستهلكين، والأخطر من ذلك تناقص أعداد السكان في الأغوار، في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة لتثبيت وزيادة عدد السكان في الأغوار لمواجهة صفقة القرن.