قال الجنزال المسؤول عن الملف الايراني في الجيش الاسرائيلي، طال كلمان، في مقابلة مع صحيفة "معاريف" الاسرائيلية إن "كل شيئ يجري تقريبا في الشرق الاوسط يرتبط مع ايران"مشددا على أنه "بالنسبة لاسرائيل ليس ايران فقط المشكلة انما ايضا سوريا، العراق، اليمن، لبنان وايضا غزة، يجب النظر الى الصورة الشاملة والدوافع، نقاط الارتباط"، مشيرا إلى أهمية تأثير "اتفاقيات ابراهيم" في هذا الصراع.
وكجزء من الاهمية التي توليها اسرائيل الى الملف الايراني واذرعة في الشرق الاوسط قامت في حزيران/يونيو 2020 بتشكيل قسم جديد بالجيش الاسرائيلي -الاستراتيجية والدائرة الثالثة والذي يرأسه كلمان، الدائرة الاولى تشمل الدول والمناطق التي تحيط باسرائيل (سوريا، لبنان و قطاع غزة) الدائرة الثانية تضم دولا مثل (العراق واليمن) والدائرة الثالثة تشمل بشكل اساسي ايران.
وقال كلمان إن "لدى ايران طموحات بان تتحول الى دولة عظمى اقليمية وتمتلك القدرات لذلك، لكن لديها طموح منذ عقود بتدمير اسرائيل، هي تطمح ان تتحول الى دولة عظمى، بدون وجود لدولة اسرائيل".
وشدد كلمان على انه رغم "العقوبات والمشاكل الاقتصادية التي تواجهها ايران، لكنها تستمر بتحقيق استراتيجيتها في المنطقة". وتمتلك القدرة على اصدار اوامر مباشرة من خلال فيلق "قدس" وبصورة غير مباشرة من خلال قوات موالية لها، المحور الشيعي اخذ بالاتساع.ويشدد على ان امتلاك ايران سلاح النووي لن يشكل خطرا على اسرائيل فحسب ووجودها وانما على استقرار جميع منطقة الشرق الاوسط.
ولفت كلمان في المقابلة الى اهمية توقيع اسرائيل "اتفاقيات ابراهيم" مع دول الخليج ودول عربية اخرى وتأثيرها الاستراتيجي في هذا الصراع، قائلا :"بدأت العام الماضي عملية لها تأثير على تصميم الشرق الاوسط عشرات السنوات الى الامام" وشدد :"خلقت هنا قوة حقيقية لتشكيل محور معتدل في مواجهة المحور الشيعي -الايراني، هذا معناه ان على خامنئي ان يكون قلقا من هذه العملية، والتي تخترق رؤيته وتمتلك القدرة على كبح طموحاته الاقليمية".
واشار في حديثه الى "البحرين، السودان والمغرب والامارات" لكنه لفت ايضا الى دول لم توقع على اتفاق مع اسرائيل لكن من الممكن ان تعقد معها اتفاق سلام خلال عامين او ثلاثة والتقدم معها من علاقات غير مباشرة الى مباشرة وهي (السعودية، سلطنة عمان والكويت).ولفت الى ان انتقال اسرائيل الى القيادة المركزية الامريكية (سينتكوم) التي تعمل بالشرق الاوسط يجعلها تنتمي الى نفس القيادة مع هذه الدول، لذلك "يوجد هنا مدخل للتعاون آخذ بالاتساع، نحن الان بعملية اقامة مجموعات عمل مع الامريكيين وشركائنا الاخرين".
وأشار الى ان هذا التعاون يمنح اسرائيل عمقا استراتيجيا ويمنحها القدرة على الجهوزية على مواجهة التهديدات الايرانية، كما لفت الى امكانية مستقبلية بالتنسيق مع الامريكيين ان تبيع اسرائيل لهذه الدول انظمة دفاعية اسرائيلية.
المسؤول الاسرائيلي شدد على ان "اسرائيل لا تسعى الى حرب مع ايران بسبب برنامجها النووي، وهي تفضل ابرام اتفاق دولي ممتاز معها يبعدها من الحصول على قنبلة نووية"، وشدد على "وجود توافق مشترك مع الامريكيين بشأن البرنامج النووي الايراني"، ووصف زيارة رئيس الحكومة نفتالي بينيت الاخيرة الى واشنطن بانها "كانت ناجحة جدا وهناك تنسيق بشأن الاهداف وهناك بداية تنسيق لخطوات يجب القيام بها خلال الاشهر القادمة، ان لم يتم التوصل الى اتفاق نووي"، كما اشار في المقابلة الى "التهديدات بسبب الصواريخ الدقيقة التي تمتلكها ايران"، وقال "انها موجودة بكل ساحة حرب وهي تشكل تهديدا استراتيجيا خطيرا".