توفي اللاجئ الفلسطيني، يوسف حسين شاهين، ابن مخيم نهر البارد، مساء أمس الأربعاء، عقب رفض مستشفيات المنطقة إدخاله لعدم امتلاكه تغطية صحية شاملة.
شاهين، وهو مريض سرطان، توفي داخل سيارة الإسعاف منهكًا متعبًا، بعد أن اشتدّ به المرض، ومع محاولة عائلة شاهين نقله من مشفى إلى آخر، كان الجواب يأتي بالامتناع عن استقباله تحت ذريعة عدم امتلاكه التغطية الصحية الكاملة على الرغم من أنّ من يتحمل تكاليف علاجه هي وكالة "أونروا"، ما أدى إلى وفاته لاحقًا لعدم تمكنه من الحصول على العلاج اللازم.
ابن اللاجئ المُتوفى، ظهر -قبل وفاة أبيه- في فيديو محزن ومؤلم للغاية، تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدًا القوى والمرجعيات الفلسطينية أن تساهم بإدخال أبيه إلى المستشفى، في حين كان والده نائمًا خلفه داخل سيارة الإسعاف، وقال: "لا المستشفى الإسلامي أو حتى الحكومي، أو غيرها من المستشفيات الخاصة التي قصدناها، رضيت بدخولنا".
وتابع باكيًا: "أين المرجعية، أين الأونروا، لا أحد يقبل باستقبالنا".
وكالة أونروا، من جهتها أكدت على لسان مسؤول ملف الصحة، عبد الحكيم شناعة، أنها تدفع للمستشفيات مستحقاتها كاملةً وفق لوائح الدفع المعتمدة لدى وزارة الصحة، وعلى تسعيرة 1500 ليرة مقابل الدولار.
ونفى شناعة، في تصريح إعلامي، أيّ تقصير فيما يخصّ الملف الصحي، موضحًا أنّ أونروا تدفع جميع مستحقاتها للمستشفيات، وتغطي 85% على الليرة اللبنانية و15% بالدولار الأميركي.
وفيما يتعلّق بحالة المتوفى شاهين، قال شناعة: "إنّ أونروا حاولت إدخاله المستشفى، لكن تأخير عملية الإدخال وادعاءات المستشفيات، حالت دون ذلك".
أما في المخيم، فأجواء من الغضب تسوده، يؤكد ذلك الناشط محمد أبو قاسم، الذي قال في حديثه مع "قدس برس": إنّ "المخيم على شفير الانفجار، وحالة الاستياء والغضب في ازدياد، فالاستخفاف والاستهتار بلغ أشده".
أضاف أبو قاسم: "كنّا قد حذرنا مرارًا من التخوفات من أن يصل باللاجئ الفلسطيني الحال أن يتوفى على أبواب المستشفيات، وها هو الأمر قد حصل اليوم".
وتابع: "حالة الظلم والمعاناة والجوع في ارتفاع مطّرد، والمخيم متروك لمصيره، لا كهرباء ولا إغاثات ولا إعانة.. أنا مسؤول عن كلامي، المخيم سينفجر في وجه الجميع في القريب العاجل".
وحمّل أبو قاسم مسؤولية وفاة شاهين "لوكالة أونروا ومستشفيات الشمال اللبناني، التي رفضت استقباله وتقديم العلاج اللازم له".