إسرائيل اليوم - بقلم: يوآف ليمور "بخلاف أحداث السبت الماضي، مرت المظاهرة أمس على حدود القطاع بهدوء نسبي. وكان واضحاً أن ثمة دروساً استخلصت على جانبي الحدود، في محاولة للامتناع عن تدهور غير مرغوب فيه.
أوفت حماس بتعهدها للمصريين العمل على لجم المتظاهرين، فقد أبدت قوات التدخل تشدداً أكبر مما في الماضي، بما في ذلك قرار مرابطة قوات خفية عملت من داخل الجمهور في محاولة للسيطرة عليه. لكن هذا لم ينجح في وقف عموم المتظاهرين من الوصول إلى الجدار، ولكنه قلص عددهم وحماستهم.
بالتوازي، استخلص الجيش الإسرائيلي دروساً من أدائه التكتيكي الفاشل، الذي سمح لمتظاهرين كثيرين بالوصول إلى الجدار وإلى إصابة خطيرة للجندي شموئيلي. وعززت الحدود بقوات ووسائل عديدة مع التشديد على القناصة. كما حضرت إلى الميدان قيادة المنطقة الجنوبية التي أشرفت على ما يجري عن كثب.
والأهم من هذا، استخدمت قوة، وإن كانت ملجومة ولكنها استهدفت كبح العناصر العنيفة قبل وصولهم إلى الجدار.
استخدام بندقية “روجر” والغاز المسيل للدموع، وإن كان أوقع إصابات في الجانب الفلسطيني، ولكن البديل كان استخدام الرصاص الحي بعدد مصابين أكبر بكثير.
حماس، كما يبدو، مصممة على مواصلة استخدام سلاح المظاهرات، مع العلم بأنها تجتذب اهتماماً دولياً وإعلامياً، وأنها تتحدى إسرائيل. في الماضي، رتبت هذه الأداة موضوع حقائب المال القطري برعاية إسرائيل، وربما تحاول حماس اليوم ترجمة المظاهرات إلى إنجاز مشابه – مباشر (بالمال أو بالبضائع) أو غير مباشر (بتسهيلات أخرى للقطاع).
وهذا سيتطلب من إسرائيل بلورة استراتيجية وخطوط حمراء واضحة. حتى الآن، أوضحت صراحة: لا لأي تقدم بدون حل موضوع الأسرى والمفقودين.
بفرض أن هذا الموضوع لن يحل بسرعة على خلفية الفجوات الواسعة بين الطرفين، ستكون إسرائيل مطالبة بالقول “نعم”، وإلا ستجد نفسها تجر إلى مناوشات يومية على جدار قطاع غزة، وربما إلى استئناف نار الصواريخ إلى الأراضي الإسرائيلية وإطلاق البالونات الحارقة.
كل هذه، أو بعضها، كفيل بأن يحصل في الأيام القريبة القادمة، في محاولة لإلقاء الظلال على زيارة رئيس الوزراء بينيت في واشنطن. وهنا بالذات، خيراً تفعل إسرائيل إذا ما تنفست عميقاً وعدت للمئة.
لقمة بينيت أهمية هائلة، تتجاوز بكثير ما يجري في غزة. حتى لو حاولت حماس جذب الرأي العام نحوها، فعلى إسرائيل أن تبقى مركزة على الأساس – إيران، إيران وإيران، وبعض القليل الإضافي من إيران.
ولكن من اللحظة التي تنتهي فيها هذه الزيارة، على إسرائيل أن تفعل ما كان عليها أن تفعله فور حملة “حارس الأسوار”: أن تقرر ما تنوي فعله مع غزة. لا للتصريحات الفارغة بأن كل بالون وكل صاروخ سيستجاب بخطورة، بل بالأفعال.
إذا اعتقدت إسرائيل أن المشكلة في يحيى السنوار (مثلما فهم أمس من أقوال وزير الدفاع بيني غانتس)، فلنوضح له ولمحيطه بأن أيامه معدودة إذا لم يغير طريقه. بكلمات أخرى، على إسرائيل قلب المعادلة؛ فبدلاً من أن تتقرر القواعد في قطاع غزة، يجب أن تتقرر في القدس.
في المكان الذي ستفعل فيه إسرائيل كل شيء لمنع استئناف القتال، فعلى حماس أن تخشى هي ذلك. ومع أن هذا سيكلف تصعيداً موضعياً أو واسعاً، ولكن تعلم حماس والسنوار أن هناك ما يخسرونه أكثر.
وإذا لم يفهموا هذا بالكلام، يخيل أن ليس لإسرائيل مفر غير للحديث معهم بالصواريخ.