قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنه ومع تفاقم الأزمات بين الرباط والجزائر العاصمة، أعلن وزير الخارجية الجزائري قطع العلاقات الدبلوماسية، حيث تتهم الجزائر المغرب بالتورط مع إسرائيل في حرائق الصيف التي أودت بحياة 90 شخصا على الأقل في شمال البلاد، من خلال دعمها لحركة تقرير المصير في منطقة القبائل (MAK)، ولكن من دون تقديم أي دليل يثبت ذلك.
وأوضحت “لوفيغارو”، أنه في واقع الأمر فإن التوتر يخيم على العلاقات بين الجزائر والمغرب منذ مدة طويلة -الحدود البرية مغلقة منذ عام 1994- وأي مصالحة، في رأي المراقبين السياسيين للبلدين “مستحيلة حتى تتم تسوية قضية الصحراء الغربية” وهي منطقة متنازع عليها يطالب المغرب بسيادته عليها وتطالب الجزائر بتقرير المصير مع دعم حركة الاستقلال، جبهة البوليساريو.
لكن العلاقات تدهورت بشكل كبير في شهر نوفمبر من العام الماضي 2020 ، بعد التدخل العسكري المغربي في النقطة الحدودية للكركرات. وهي منطقة عازلة بين الصحراء الغربية وموريتانيا، وذلك ردًا على “على توغل مليشيات تابعة لجبهة البوليساريو”، وفق الرباط. وهو عمل شبهه الصحراويون والجزائريون بانتهاك وقف إطلاق النار الموقع في سبتمبر 1991 برعاية الأمم المتحدة بعد ستة عشر عاما من الحرب.
منذ هذه العملية، استمرت التوترات في التصاعد، وكان كل حادث بمثابة بؤرة لإحياء التوتر، مع تعزيز كبير للمتصيدين الذين أطلقوا العنان على الشبكات الاجتماعية، والعداوات من كلا الجانبين. في ديسمبر 2020، أثار تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل مقابل اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية سلسلة من ردود الفعل في الجزائر العاصمة، حيث نددت السلطات بـ“وصول الكيان الصهيوني” إلى حدودها.
في أبريل/ نيسان، أمرت تعليمات رئاسية العديد من الشركات الجزائرية بإنهاء عقودها مع الشركات الأجنبية، ولا سيما المغربية. في يوليو، تولى رمطان لعمامرة، من منظور الدبلوماسية الجزائرية، إدارة الشؤون الخارجية ضد نظيره المغربي ناصر بوريطة.
ومع وصوله، استؤنفت “الأعمال العدائية”. حيث اتهم الممثل الدبلوماسي المغربي في نيويورك -حيث يجري جزء مهم من الحرب حول الصحراء الغربية- بتوزيع مذكرة رسمية تعبر عن “الدعم العلني والصريح لحق مزعوم في تقرير المصير لشعب القبائل. وتم استدعاء السفير الجزائري في الرباط للتشاور. ولم يعد هذا الأخير قط إلى المغرب.
وقال وزير الخارجية الجزائري إن المغرب “أصبح القاعدة الخلفية للتخطيط لسلسلة من الهجمات الخطيرة على الجزائر، وآخرها الاتهامات الباطلة التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي ضد الجزائر بحضور نظيره المغربي، الذي هو في الواقع المحرض على هذه التصريحات”.
فقد أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته المغرب يومي 11 و12 آب/ أغسطس الجاري عن “قلقه إزاء الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة وتقاربها مع إيران والحملة التي تشنها ضد قبول إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي”.
في هذا السياق، فإن الكشف عن برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” الذي اتُهم المغرب باستخدامه، يؤيد الجزائر في قناعاتها.