نواب التشريعي يدعون لتوحيد الطاقات لنصرة الأقصى والمقدسات

الإثنين 23 أغسطس 2021 04:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
نواب التشريعي يدعون لتوحيد الطاقات لنصرة الأقصى والمقدسات



غزة / سما /

أكد د. أحمــد بـحـــر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، أن الاحتلال حاول بكل إمكانياته ومقدراته خنق المدينة المقدسة وفرض واقع جديد عليها، وتزييف تاريخها، وقلب موازينها الديمغرافية، وطمس هويتها، وتهجير أهلها واستصدار قوانين وتشريعات متعاقبة لتنفيذ مخططاته العنصرية بحق القدس وأهلها، وأمعن في إجراءاته القمعية بحق المسجد الأقصى بهدف تقسيمه زمانيا ومكانيا، وصولا إلى لحظة هدمه وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه حسب مخططهم المعروف.

وبين د. بحر خلال كلمته في جلسة المجلس التشريعي في الذكرى السنوية الثانية والخمسين لإحراق منبر المسجد الأقصى المبارك، أن شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة عبر معركة "سيف القدس" التي تمكنت من صياغة معادلات وقواعد اشتباك جديدة، ومنحتنا البشارة في اقتراب النصر والتحرير، وأعادت الأقصى والقدس إلى الصدارة، وكبحت مخططات أنظمة التطبيع، وتوافد الجماهير الفلسطينية الحاشدة في مهرجان "سيف القدس لن يغمد" في مخيم ملكة، أكدوا على وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وأراضي 48 وفي الشتات أن القدس بوصلتنا.

ودعا بحر السلطة الفلسطينية في رام الله إلى الالتحام مع شعبها، وبناء استراتيجية وطنية مُوحَدَّة تجمع الصف الفلسطيني بدلاً من الإصرار على التنسيق الأمني مع الاحتلال الآثم، وحصار غزة الظالم، وملاحقة الشرفاء من أبناء شعبنا، وقمع المظاهرات السلمية، كما هو الحاصل في رام الله بملاحقة الأجهزة الأمنية للنشطاء وأصحاب الرأي خاصة الرافضين والمحتجين على جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات.

وأدان الاعتقال السياسي التعسفي وممارسة التعذيب بحقهم النشطاء السياسيين، والذي يُعد جريمة قانونية وأخلاقية ووطنية وإنسانية، مؤكداً أن الاستمرار في هذا النهج ينبئ بفشل السلطة وإنهاء دورها المنوط بها.

وأكد د. بحر أن الشعب الفلسطيني الذي انتفض في كل مكان لنصرة المسجد الأقصى في معركة "سيف القدس" الأخيرة لن يتأخر عن فداء أولى القبلتين وثالث الحرمين بالمهج والأرواح والدماء، وأن المقاومة الفلسطينية التي كسرت العنجهية الصهيونية على جهوزية تامة للدفاع عن القدس وأهلها ومقدساتها، فالبوصلة لن تنحرف أبدا عن القدس، وأيدي المجاهدين لا زالت على الزناد حتى النصر والتحرير.

تقرير لجنة القدس

قال النائب د. أحمد أبو حلبية رئيس لجنة القدس والأقصى، "تمر علينا ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك، التي وقعت في 21 أغسطس 1969م بتخطيط ودعم مسبقين من الاحتلال الصهيوني وتحت سمعها وبصرها، على يد المغتصب الصهيوني من أصل أسترالي دينس روهان، الذي أقدم على إحراق الجزء الجنوبي من المسجد القِبْلِيِّ في المسجد الأقصى؛ والذي ألحق ضرراً بمنبر القائد محمود زنكي والذي أحضره القائد صلاح الدين الأيوبي للمسجد الأقصى بعد تحرير القدس على إثر معركة حطين المجيدة".

وأضاف النائب أبو حلبية خلال عرضه تقرير لجنة القدس بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لإحراق المسجد الأقصى المبارك، أن جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك مثلت حلقة من سلسلة الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق المسجد الأقصى وحاضنته مدينة القدس، والتي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا، وكذلك محاولات إحراقه ما زالت مستمرة بوتيرة أسرع وأكثر حدة مما سبق.

وبين أن هذه الجرائم هي مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيتي لاهاي لعامي 1907و1954، واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وميثاق روما لمحكمة الجنايات الدولية، وغيرها من المواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية التي نصت على ضرورة حماية المقدسات ودور العبادة، وعدم الاعتداء عليها، وعدم منع ممارسة العبادة فيها، والحفاظ على العقيدة الدينية والموروث الحضاري والتاريخي والثقافي لأيِّ شعبٍ يقع تحت الاحتلال.

وأكد أن شعبنا الفلسطيني أثبت في جميع مراحل الصراع مع العدو الصهيوني أنه الأقدر على المواجهة لهذا العدو ومخططاته وانتزاع الحق المقدس منه وإن طال الزمان؛ فقد كان الفلسطينيون وما زالوا هم خط الدفاع الأول عن مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية نيابة عن الأمة الإسلامية.

وأوضح أن محاولات النيل من قدسية المسجد الأقصى وحرمته تأتي في ظل تحريض صليبيٍّ ودعمٍ أمريكيٍّ واسع بلا حدود للاحتلال الصهيوني، وهرولة مخزية للتطبيع بجميع أشكاله مع العدو الصهيوني، في ظل تعاون وتنسيق أمنيٍّ مُذِلٍّ من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الفلسطينية والتي جعلت من نفسها شرطةً حاميةً للاحتلال الصهيوني ومغتصبيه، وملاحِقة للمقاومة ورجالاتها، مما كان له الأثرُ السيِّءُ في تسارع وتيرة الاعتداءات والانتهاكات على المسجد الأقصى المبارك.

الاعتداءات على الأقصى

وأشار إلى أن اعتداءات الاحتلال الآثمة والمحاولات الخبيثة للنيل من المسجد الأقصى المبارك ما زالت تتواصل بصورٍ عديدة وخطيرة، منها استمرار جريمة إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين كُلّ صباح، وتفريغ ساحاته من الحراس والمصلين، والسماح للمغتصبين الصهاينة باقتحامه وتدنيسه لأداء طقوس تلمودية، في مخالفة واضحة لقرارات الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو باعتبار الأقصى وما حوله هو حق مقدس خالص للمسلمين وحدهم.

ولفت إلى أن العدو الصهيوني يواصل الحفريات أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه، وخاصة في ساحة البراق، في مسعى صهيوني لخلق واقع جديد وخلق رؤية جديدة وتدعيم رؤية توراتية مزعومة من خلال سلسلة من الأنفاق تمتد من سلوان إلى أبواب المسجد الأقصى وفي محيطه مما أدى وما زال يؤدي إلى حدوث انهيارات وتشققات فيه وحوله.  

وبين أن استمرار الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك بصورة يومية، وخاصة في أيام الأعياد اليهودية، والدعوات المستمرة من الجماعات الصهيونية المختلفة بالتحشيد لاقتحام الأقصى بالجماعات وبأعداد كبيرة، ومحاولاتهم تنظيم مسيرات أعلام ضخمة تقتحم الأقصى وتجوب ساحاته.

وأشار إلى أن استمرار الاحتلال الصهيوني باستخدام سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، سعيًا منه لكسر إرادة المقدسيين الذين يمثلون الخندق الأول في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، موضحاً أن دعوات الصهاينة المستمرة بإقامة الهيكل المزعوم في المنطقة الشرقية والشمالية من ساحات المسجد الأقصى، تأتي في محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك.

وأكد أن استمرار الاحتلال بطمس المعالم والآثار الإسلامية، خاصة في منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى المبارك، وفي ساحة البراق، ومقبرة باب الرحمة الإسلامية؛ تأتي لتنفيذ العديدَ من المشاريع الصهيونية التهويدية في محيط المسجد الأقصى من جميع جهاته؛ كالحدائق التلمودية، ومبانٍ لمطاهر الهيكل المزعوم وكُنُس يهودية وبؤر استيطانية وغير ذلك.

الاعتداءات على القدس

وقال إن "مدينة القدس تتعرض لهجمة صهيونية شرسة، تستهدف أهلها وتراثها وأرضها ومعالمها، وما زال الاحتلال الصهيوني يضيق على المقدسيين في حياتهم ومعيشتهم ومشاريعهم، حيث كثّف عمليات الاعتقال الممنهجة للمقدسيين منذ بداية هذا العام مع التركيز على الأطفال القاصرين".

وأضاف أن العدو الصهيوني أوغل في فرض الضرائب والأتاوات الباهظة بأنواعها المتعددة على المقدسيين، ولم يتوقف العدو عن محاولات تهجير المقدسيين من أحيائهم ومصادرة ممتلكاتهم، وهدم المئات من منازلهم، ويمنع منح تراخيص البناء لهم، إضافة لتغيير معالم الطرقات والشوارع والأزقة، وسحب هويات عشرات آلاف المقدسيين في مخطط تهويدي واضح للمدينة المقدسة لتغيير المعادلة السكانية الديموغرافية فيها، وهذا ما نراه في البلدة القديمة من القدس وبلدة سلوان وحيي الشيخ جراح ووادي الجوز وغيرها من الأحياء.

وأردف أن العدو الصهيوني يصعد ويواصل حملاته المسعورة للسيطرة على المدينة المقدسة من خلال نشر سرطان الاستيطان في جميع أحيائها وبلداتها، إضافة لمحاولاته السيطرة على عقارات ومنازل مقدسية من خلال جمعيات استيطانية صهيونية.

ووجه أبو حلبية التحية لأهلنا المقدسيين الثابتين والمرابطين على ثرى القدس والأقصى لأنهم يسطرون بهذا الصمود والتحدي والمقاومة أروع قصص البطولة والملاحم في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحاضنته مدينة القدس.

التوصيات:

أولاً: ندعو أهلنا المقدسيين وفي الضفة الفلسطينية والأراضي المحتلة عام 1948، للاستمرار في ثباتهم ورباطهم في ساحات الأقصى، ومواجهتهم لمخططات تهويد القدس والاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك، حتى لا يستفرد العدو الصهيوني بهذه الأرض المباركة المقدسة درتها المسجد الأقصى المبارك.

ثانيًا: ندعو المقاومة الفلسطينية لتأكيد توجيه بوصلتها نحو تحرير القدس، والعمل الجاد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك من مخططات السيطرة والهيمنة الصهيونية عليه ونصرة أهلنا المقدسيين بكل الوسائل والطرق حتى تعيد الحق لأصحابه كما فعلت في معركة سيف القدس.

ثالثًا: ندعو البرلمانات العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة برلمانيون لأجل القدس والبرلمان العربي واتحاد البرلمانات العربية للقيام بخطوات عملية واضحة وقوية لدعم المسجد الأقصى المبارك وحاضنته مدينة القدس، وتثبيت صمود أهلها، وحمايتهم وممتلكاتهم وأراضيهم وتقديم الدعم بجميع أشكاله لهم.

رابعًا: نطالب السلطة الفلسطينية بضرورة وقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال عمليًا، ورفع يدها عن المقاومة الفلسطينية الباسلة في الضفة الفلسطينية؛ لتقوم بواجبها في مواجهة المحتل الصهيوني الغاصب ومخططاته.

خامسًا: ندعو أحرار العالم لتحشيد كل الطاقات من الحقوقيين والقانونيين والمحامين؛ لتفعيل البعد القانوني في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة ومقاضاتهم في المحاكم والمحافل الدولية والوطنية على جرائمهم بحق الأقصى والقدس وأهلها ومقدساتها ومعانيها وآثارها ومعالمها.

سادسًا: ندعو علماء الأمة الإسلامية لبيان مكانة المسجد الأقصى المبارك وحاضنته مدينة القدس وبيان الواجب الشرعي نحو تحريرهما وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتأكيد على أن المسجد الأقصى والقدس مرتبطان بالعقيدة ارتباطاً وثيقاً، فالكتب السماوية والنصوص القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد على قدسية هذه الأرض المباركة، وأنها حق ووقف إسلامي أبدي لا يقبل التفريط ولا التنازل من أحد، وكل تفريط به مساس بهذه العقيدة.

سابعًا: نحمّل الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم أمانة حشد الطاقات، وتوحيد الجهود لنصرة المسجد الأقصى المبارك والمقدسات والقدس وفلسطين، وتقديم العون والدعم بجميع أنواعه وخاصة الدعم المالي لأهلها الثابتين والمرابطين على ثراها والمقاومين للاحتلال الصهيوني.

ثامنًا: نطالب وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والإسلامية للقيام بدورهم المنوط بهم تجاه القدس والأقصى، ونشر الثقافة المقدسية لتكون هذه القضية على سلم أولويات الإعلام بجميع أشكاله بصورة مستمرة وفضح الانتهاكات وجرائم الحرب الصهيونية.

تاسعًا: ندعو المجتمع الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة بمؤسساتها المختلفة، ومنظمات حقوق الإنسان للقيام بالدور المنوط بهم في حماية الشعب الفلسطيني في مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وحقوقه التراثية والتاريخية والثقافية التي نصت عليها القوانين والمواثيق والاتفاقات والإعلانات الدولية.

عاشرًا: نحمِّل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة وجميع النتائج المترتبة على غطرسته المستمرة باستهدافه المسجد الأقصى المبارك وحراسه والمرابطين والمرابطات فيه.