من المسؤول عن الزج بـ"حماس" في الصراع السياسي التونسي؟

الخميس 19 أغسطس 2021 05:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
من المسؤول عن الزج بـ"حماس" في الصراع السياسي التونسي؟



تونس/سما/

مرة أخرى يعود اسم حماس ليتصدر المشهد التونسي، عبر شائعات تتحدث عن “مخطط” للحركة الفلسطينية لإحباط الإجراءات الاستثنائية للرئيس قيس سعيّد، ويتلخص بإرسال الحركة لمقاتلين من كتائب القسام لتنفيذ أعمال العنف بالتعاون مع حركة النهضة.


السيناريو المثير للسخرية جاء من أحد الإعلاميين المؤيدين لقرارات سعيّد، حيث كتب سعيد الخزامي رئيس تحرير الأخبار السابق في التلفزيون الرسمي على موقع فيسبوك “تصلنا معلومات من فلسطين مفادها أنّ مقاتلين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” يتسربون إلى تونس للدعم في تنفيذ أعمال عنف. مصادرنا تقول إن معلوماتها مؤكدة، وتنصح بالانتباه والحذر لوجود مخطط خارجي يهدف إلى إرباك الوضع في تونس وإفشال قرارات الرئيس قيس سعيّد تمهيدا لانقضاض حركة النهضة على الحكم”.


وأضاف “النهضة لها سوابق في اللجوء إلى العنف، تماما مثل ما لها من الخبرة في العمل السرّي والتزوير والتسفير. وإذ نرى كثرة ما يصدر عن قياداتها ومجلس شوراها من أحاديث مهادنات ومراجعات، فإن تحضيرها لمخطط بديل يفكّ السلطة بالدم يبدو منسجما مع حبها المعروف لمكاسب الحكم، ومع غيض أطراف خارجية لفقدانها موقع نفوذ بسقوط النهضة”.


الشائعات التي تتهم حماس بمحاولة ضرب استقرار تونس ليست جديدة، فقبل سنوات زعمت إحدى وسائل الإعلام أن عناصر من الحركة “متورطون” في حفر أنفاق في جبل الشعانبي القريب من الحدود التونسية – الجزائرية لتهريب أسلحة بهدف ضرب استقرار تونس والجزائر، وهو ما فندته الحركة، مطالبة الجهات التي تروج لهذه الشائعات بتقديم أدلة على ذلك، وهو ما لم يحدث طبعا.
وقبل سنوات ادعى الصديق الصور رئيس قسم التحقيقات في مكتب النائب العام في ليبيا وجود “خلية تابعة لحركة حماس تتكون من أربعة أشخاص كانوا في بنغازي ثم استقروا في إحدى ضواحي العاصمة طرابلس، وخلال التحقيق معهم وتفريغ أجهزة الكمبيوتر التي بحوزتهم، اكتشفنا أنهم أفشوا أسرارا (معلومات أمنية وعسكرية) تتعلق بأمن الدولة، فضلا عن انتهاكهم للسيادة الليبية وقيامهم بتهريب الأسلحة إلى الدول المجاورة وخاصة مصر”.
إلا أن فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس، فند ما قاله الصور، مستغربا الزج باسم الحركة في المعترك الليبي بهدف “ضرب مصداقيتها وتشكيك شعوب المنطقة المتعاطفة مع المقاومة وعمق فلسطين الاستراتيجي فيها”.


هذه الشائعات المفبركة دفعت عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس للقول “يُخيّل لقارئ هذه الأخبار أنَّ حركة حماس أصبحت قوّة عابرة للقارات بأسطول جيشها الضارب في كل شبر من الكرة الأرضية”، قبل أن يضيف  “لم يعد غريبا أنْ نسمع ونقرأ أنَّ للحركة يدا في ساحات كييف وجزيرة القرم أو دورا في أحداث مالي وإفريقيا الوسطى”.