تطرق شاي ليفي المراسل العسكري لموقع "ماكو" العبري، يوم السبت إلى الأحداث التي شهدتها الساحة البحرية في منطقة الخليج العربي مؤخرا والضربات المتبادلة بين إيران و"إسرائيل" في الساحة البحرية والمعضلة التي تواجه اسرائيل في كيفية التعامل مع المشروع النووي الإيراني في ظل تعقيدات العمل العسكري ومحدودية النتائج.
وتحدث ليفي عن أهم شخصيتين في الجيش الإيراني وهما قائد سلاح الجو عزيز ناصر زاده وقائد منظومة الدفاع الجوي علي رضا صباحي فرد باعتبارهم المسئولين عن صد أي هجوم "إسرائيلي محتمل"، اعتمادا على الإمكانيات المتوفرة لديهم للتعامل مع التهديدات "الإسرائيلية" وذلك على ضوء الأنباء التي تحدثت عن الخطة التي أعدتها "إسرائيل" لتنفيذه هجمات ضد منشآت إيران النووية؛ وما تلاها من تصريحات لـ"زاده" الذي أكد أن مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان تخضع لمراقبة إيرانية على مدار الساعة وان سلاحها الجوي مستعد للدفاع عن جميع المناطق وللحرب التي ستزيل "إسرائيل" عن الخارطة.
كما تزامنت مع تهديد على رضا صباحي والذي نصح أعداء إيران بعدم اختبار قدراتها "لأن ردها سيكون قاسيا ومدمرا".
وبهذا الصدد، أشار الموقع العبري إلى أن التهديدات التي يطلقها زاده وصباحي لم تأتِ من فراغ فهي نتاج لحالة التوتر السائدة بين إيران وإسرائيل والتي أصبحت تتم علنًا خصوصا في الساحة البحرية.
وقال إن "جل الاهتمام الإسرائيلي يتمحور حول الحرس الثوري الذي يسيطر على منظومة الصواريخ الباليستية، عدا عن إمكانيات سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي الإيراني".
ولفت إلى أنه "في حال صدقت المعلومات عن صدور قرار بإعداد خطة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية فمن الضروري أن يتعامل المخططون مع هذه الإمكانيات والمسئولين عن تشغيلها بجدية لاسيما وأن الطائرات الحربية وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات ستشكل عائق رئيس امام سلاح الجو وستشكل تحديا كبيرا أمام طائرات جمع المعلومات التي ستنتشر في سماء إيران".
الجنرال عزيز ناصر زاده
ليفي وصف زاده بأنه من أقدم الشخصيات التي لا تزال تعمل في صفوف سلاح الجو الإيراني وقد اكتست خبرة عملياتية خلال الحرب مع العراق الذي حققه فيه طياري F-14 إنجازات كبيرة وتمكنوا من إسقاط أكثر من مئة طائرة عراقية بما فيها طائرات ميج 25.
كما أشار إلى انه المسئول عن دمج صواريخ جو – جو فكور 90 ذات القدرة على العمل لمسافة 150 كم بتوجيه من الرادار ضمن إمكانيات طائرات F-14 وهو ما يمثل محاكاة لصاروخ فينكس الأمريكي الذي حصلت عليه إيران في نهاية السبعينيات من القرن الماضي.
ولفت إلى أن زاده يواصل جهوده لبناء قوة سلاح الجو رغم النقص في الطائرات الحديثة وقطع الغيار، حيث يسعى لشراء طائرات حربية متطورة من روسيا ومواصلة تطوير القوة الجوية اعتمادا على الصناعة المحلية؛ عدا عن التدريبات المشتركة مع بقية الأذرع في الجيش خصوصا مع منظومة الدفاع الجوي والدمج بين الطائرات المأهولة من نوع فانتوم وسوخوي 24 والطائرات المسيرة كمان والتعاون مع الإمكانيات الجوية للحرس الثوري بالإضافة إلى عمله المتواصل لتطوير وتحديث العقيدة القتالية لسلاح الجو الإيراني بما يتناسب مع الحرب المستقبلية.
وذكر ليفي أن جل القوة الجوية لإيران تعتمد على 30 طائرة F-14 وعشرات الطائرات من الفانتوم بالإضافة إلى 40 طائرة ميج 29 أما القدرة الهجومية فهي تشمل ما يقارب من 25 طائرة ميراج F-1 و 36 طائرة سوخوي 24 ؛ إلا أن احتمالات إيران بتنفيذ هجمات جوية ضد إسرائيل ضعيفة.
الجنرال على رضا صباحي
قائد منظومة الدفاع الجوي الجنرال صباحي هو الشخصية الثانية التي سلط ليفي عليها الضوء باعتباره المسئول عن أحد الأذرع القوية لإيران والتي تشمل مئات المنصات من الصواريخ المضادة للطائرات؛ حيث تشير التقديرات الإسرائيلية أن إيران تمتلك ما يقارب من 160 بطارية صواريخ مضادة للطائرات من بينها بطاريات متطورة جدا فهي تمتلك 8 بطاريات صواريخ S-300 والتي حصلت عليها من روسيا بين عامي 2015/2016 و 12 بطارية 373 Bavar وهي منظومة إيرانية تشبه بطارية S-300 الروسية ؛ عدا عن عشرات البطاريات للصواريخ المضادة للطائرات على مديات متوسطة وطويلة التي تم تصنيعها وتطويرها في إيران.
صباحي أشار إلى قوة الدفاع الجوي الإيراني تشهد تطور كبير على مدار الساعة ولديها تكنولوجيا حديثة في كل المجالات سواء منظومات الرادار أو المنظومات الخاصة بالحرب الإلكترونية هكذا ستحاول إيران صد الهجوم الإسرائيلي
ليفي تحدث عن المليارات من الشواكل التي أنفقتها إسرائيل في إطار استعداداتها للهجوم ضد إيران وقد بلغت في مرحلة ما 20 مليار شيكل لتمويل عمليات سرية وشراء صواريخ وقنابل وطائرات F-15 و 16 وطائرات الشبح 35-F, وطائرات نقل وجمع استخباراتي وغيرها.
لكنه حذر بأن العمل ضد المنشآت النووية الإيرانية يختلف تماما عن العمليات التي قامت بها إسرائيل حينما استهدفت المفاعل النووي العراقي والسوري؛ حيث دار الحديث حينها عن هدف واحد لم يتطلب سوى استخدام ثمانية طائرات حربية لتدميره.
ويشير إلى أن إيران تعلمت الدرس ونشرت منشآتها في العديد من المواقع المحصنة وأقامت عدد لا يستهان به تحت الأرض , ما يعني أن أي عمل إسرائيل لن يطال جميع المنشآت وسيقتصر على عشر منشآت رئيسة من بينها منشأة نطنز وأصفهان وبوشهر , وكل هدف سيتطلب استخدام ما بين 6 إلى 8 طائرات هجومية ترافقها طائرات تزويد بالوقود وطائرات جمع استخباراتي وطائرات حربية لحمايتها بالإضافة إلى الطائرات التي ستستخدم لقصف منظومات الرقابة والتحكم وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات
وسيتراوح العدد الأدنى للطائرات التي ستشارك في الهجوم ما بين 100 إلى 150 طائرة.
المشكلة الأخرى التي يجب ان تؤخذ بالحسبان وهي أن الطيارين الإسرائيليين سيكونوا مرهقين بسبب طول المسافة والطيران لساعات طويلة على متن طائرات محملة بالوقود والقنابل , وفي المقابل ستنفذ الطائرات الإيرانية مهامها الدفاعية بنوع من الأريحية ورغم أنها قديمة نسبيا إلا أنها قادرة على إلحاق أضرار للطائرات الإسرائيلية التي ستتعرض أيضا لخطر الصواريخ المضادة للطائرات وآلاف القذائف المدفعية التي ستشكل تهديد على عملها
ليفي اختتم قائلا: لقد أثبت سلاح الجو قدراته الهائلة على مدار عشرات السنين وتمكن من مفاجأة أعداء إسرائيل ؛ لكن حينما يدور الحديث عن سيناريو يتعلق بمهاجمة المنشآت النووية فإن النتائج التي حققها في العراق وسوريا لن تكون مشابهة على الإطلاق لاسيما وان عدد لا يستهان به من المسئولين والخبراء الأمنيين الذين يتابعون التغيرات يعتقدون بان مثل هذا الهجوم لن يكون مجديا وحتى لو نجح فإن الضرر الذي سيلحق بالمشروع النووي الإيراني سيكون محدود , ورغم استثمار المليارات إلا أن سلاح الجو الإيراني ومنظومة الدفاع الجوي حققت هدفها الأول هو ردع إسرائيل من تنفيذ الهجوم.