طرحت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الجمعة، سؤالاً حول السبب غير المعلن وراء نشر صورة لمسؤول بحريني خلال لقائه بضابط في الجيش الإسرائيلي بربتة لواء.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن الجيش تعمد نشر صورة “لم يسبق لها مثيل”، حيث شوهد تل كالمان، وهو ضابط برتبة لواء، وهو يصافح ضيفاً أجنبياً يرتدي ملابس غريبة، في إِشارة لعبد الله بن أحمد آل خليفة، نائب وزير الخارجية البحريني، والذي أكدت “معاريف” أنه الرجل المسؤول عن إدارة المفاوضات البحرينية مع إسرائيل.
وأشارت إلى أن قبول الرجل البحريني نشر صورته خلال لقائه كالمان، الذي يرأس استراتيجية الجيش الإسرائيلي وفرقة الدائرة الثالثة، المعروفة عسكرياً باسم”قيادة إيران” (هيئة تأسست قبل عام للتخطيط للحرب العسكرية ضد إيران)، يعني أن المنامة تهمس في أذن إسرائيل لتشكيل تحالف معها لمحاربة إيران، متولياً نائب وزير الخارجية بن آل خليفة مهمة إدارة التحالف بينهما.
وأضافت: “إعطاء الشيخ البحريني الضوء الأخضر لنشر صورته أثناء استضافة ضابط إسرائيلي يقود الحملة العسكرية ضد إيران، في اليوم ذاته الذي تستخدم فيه سفينة إيرانية لأغراض تخريبية، فإن الأمر يحمل رسائل يجب أن تقرأ”، متطرقةً للأنباء التي تم تداولها، الأربعاء، عن الانفجار الذي ضرب السفينة التي كانت ترسو في ميناء اللاذقية السوري، والتي توقعت التقارير غير الرسمية بأنها “إيرانية”.
الحديث عن نشر صور المسؤول البحريني مع الضابط الإسرائيلي، فتح المجال أمام طرح عديد من التساؤلات حول التغلغل الإسرائيلي في العمق العربي، إذ تشير الصحيفة إلى أن إسرائيل احتفلت بالصورة بشكل غير مسبوق، ليس لكونها تمثل احتضاناً لمسؤول عربي ولمرة واحدة في مقر هيئة الأركان العامة، بل لأن الأمر بات اليوم على “العلن”.
الصحيفة كذلك تناولت الحديث عن رحلة الغطس التي قام بها نائب وزير الخارجية البحريني، برفقة مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية آلون أوشبيز، عند أحد شواطئ البحر المتوسط، الإثنين الماضي، وربطت بينها وبين نشر صورته مع الضابط الإسرائيلي وما تبعها من احتفالات إسرائيلية قائلة: “هذا الاحتفال ليس الأول، فالصديق الوفي لإسرائيل، اتضح أنه يأتي في أوقات فراغة للغوص والاستجمام”.
وتابعت: “الاثنان قررا الذهاب هذه المرة للغوص في رأس الناقورة، الفيديو حقاً يثلج الصدور، الرجلان يعطيان زعنفة وكأنهما صديقات قديمان”.
تناول زيارة الرجل البحريني، فتح المجال أمام الصحيفة الإسرائيلية للحديث عن الزيارات السرية التي يجريها مسؤولون عرب من حين لآخر لإسرائيل، قائلة: “لعقود وبشكل سري زارنا الملوك والرؤساء ورؤساء المخابرات والضباط وغيرهم الكثير من الشخصيات المهمة، جاؤوا وذهبوا لإسرائيل، بشكل سري ولا أحد يعلم أنهم أتوا إلينا”.
وأكدت أنهم جميعاً حلوا ضيوفاً على الموساد ومكتب رئيس الوزراء دون رؤيتهم، مضيفةً: “هذا هو المألوف في إسرائيل، لكن زيارة الضيف البحريني، وقبوله النشر على الملأ هذا هو غير المألوف”.
كما وصفت “معاريف” قبوله نشر الصور بأنه يساوي عشرات آلالاف من الكلمات التي يمكن أن تصف عمق العلاقة بين الجانبين، لافتةً إلى أن عبد الله بن أحمد أراد أن يظهر للإيرانيين أن عمق علاقات بلاده مع إسرائيل هو بمثابة “تحالف عسكري وليس مجرد تحالف ضدهم”.
ولفتت إلى أن نشر الصور حمل رسالة، يمكن النظر إليها بطريقة غير عادية، وبشكل خاص في ضوء السلوك المعاكس لجارة البحرين، الإمارات، التي هي أغنى منها بعشرات المرات ولها تأثير كبير عليها، لكنها تخشى بشدة الانتقام من إيران”، على حد وصف الصحيفة التي أوضحت أن الإمارات طالبت لمرات عديدة العام الماضي بعدم تأكيد إسرائيل على هوية المصالح المشتركة بينهما، والتوقف عن التلميح إلى تحالف مشترك معها ضد إيران.
وقالت: “قضاء وقت في الغابة مع مدير عام وزارة الخارجية هو أيضاً رسالة للآخرين، وتحديداً للمقاطعة العربية التي تدعي أنها ضد التطبيع مع إسرائيل، رغم أن غالبيتهم قد يأتي للتحالف العسكري أو التجاري مع إسرائيل”، في إشارة لمن وصفته الصحيفة بـ”المطبعيين السريين”، والذين لن يتكلفوا عناء الدفع ولو بفلس واحد للقضية الفلسطينية، وربما السبب بحسبها، يكمن في خوفهم من التهديد الإيراني.
ونوهت بأن البحرين ليست الوحيدة التي على اتصال بالنخبة الإسرائيلية بل “هي جزء من هيئة سياسية تسمى مجلس التعاون الخليجي، شيء ما يشبه “الجامعة العربية المصغرة”، بل هي أقوى بكثير وأكثر نفوذاً من الجامعة الأم، التي توحد الإمارات الخليجية الست، بقيادة السعودية والإمارات، والتي تضم فيما بينها اتفاقاً للدفاع المشترك، ولتجنيب أيا منها التعرض لأي هجوم من قبل أي قوة أجنبية”، وفق قولها.
وتابعت: “صمد هذا الاتفاق أمام اختبار عقد من الزمن، عندما توافدت القوات السعودية إلى المنامة لقمع انتفاضة شيعية هددت القصر الملكي”.
وتحدثت عما أسمته مساعدة الأصدقاء، لافتةً إلى أن الجيش البحريني نفسه ورغم أنه يشكل قوة صغيرة نسبياً، إلا أنه متقدم في مجالات عسكرية عدة، وتحديداً المجال الجوي، إذ يعتمد على أسلحة وتقنيات حديثة معظمها أمريكية، كما تمتلك البحرية البريطانية قاعدة عسكرية في البحرين، ويتواجد الأسطول الخامس للجيش الأمريكي هناك بشكل منتظم تقريباً.
الصحيفة لم تكتفِ بذكر تفاصيل الزيارة التي أجراها المسؤول البحريني للقاعدة العسكرية الإسرائيلية، ولا رحلة الغوص وجولته في الغابات، والاعتماد على القوة العسكرية الإسرائيلية والتحالفات المشتركة بينهما ضد إيران، وسرية العلاقات العربية التي يجريها رؤساء وملوك ومسؤولين للموساد، بل نشرت تفاصيل أخرى حول حضوره توقيع اتفاقيات بين معاهد أبحاث إسرائيلية وبحرينية، من أجل التعاون مع مجالات بحثية عدة.
وقالت: “في صباح يوم الثلاثاء، بعد الانتهاء من زيارة رئيس بلدية تل أبيب رون هولداي، توجه الضيف والوفد المرافق له إلى هرتسليا وتم استضافتهم في IDC، من أجل توقيع اتفاق مع معهد أبحاث ودراسات معروف في المنامة، إذ تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع مركز أبا أيفن للدبلوماسية الدولية في المركز متعدد التخصصات، دون الإشارة لاسم المركز البحريني.
كما تطرقت للحديث عن عيد الميلاد الذي أقيم عقب توقيع الاتفاق مع المعهد المذكور، وأوردت أن مدير المعهد سأل المسؤول البحريني ممازحاً “إذا كان قد تم إخبارك قبل بضع سنوات بأنك ستحتفل بعيد ميلادك في إسرائيل، ماذا كنت ستجيب؟.
وفي محادثة سيئة، قال أحد الحاضرين مازحا ، ما الذي كان سيحدث لو تم اجتياح الغواصين شمال رأس الناقورة، وأسرهم حزب الله؟ سيجد نصر الله صعوبة في تحديد أيهما أكثر قيمة بالنسبة له.
وأضافت: “لم يتراجع عبد الله بن أحمد وكرر قصة لقاء رجاله بالصدفة في يافا، وهو إسرائيلي من أصل بحريني”، متسائلةً كيف كان سيبدو كل هذا، إذا لم يكن النظام الإيراني على ما هو عليه”.