ماذا بعد الاغتيال الوحشي الاجرامي للشهيد نزار بنات؟ ..عبد الباري عطوان

الجمعة 25 يونيو 2021 07:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا بعد الاغتيال الوحشي الاجرامي للشهيد نزار بنات؟ ..عبد الباري عطوان



المناضل الوطني الشهيد نزار بنات اغتيل عمدا، وقوات الامن التي اقتحمت منزله الساعة الثالثة فجرا، واعتدت عليه امام زوجته واطفاله بالضرب باسياخ حديدية هي المسؤولية عن تنفيذ عملية الاغتيال هذه، اما المسؤول الأكبر فهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيا، لان عملية إجرامية إرهابية كهذه لا يمكن ان تم الا بعلمه، واذنه، وتحريضه، ولهذا من حق المشاركين في عملية تشييعه اليوم بعد صلاة الجمعة في مسقط رأسه جنوب الخليل ان يطالبوا برحيل الرئيس عباس، واسقاط السلطة التي يتزعمها لأنها لا تمثلهم.
تشريح جثمان الشهيد اكد انه تعرض للضرب وانه انتقل الى رحمة الله تعالى بسبب هذا الضرب على رأسه، وبهدف اغتياله، الامر الذي يؤكد ان التعليمات التي أعطيت الى جزاريه هي بالقتل العمد، ولذلك فان أي مطالبة بالتحقيق، بلجان مستقلة او غير مستقلة، هو مضيعة للوقت، ورهان على عنصر النسيان، وابعاد المسؤولية عن المجرم الحقيقي.
***
قوات الامن التي هاجم اكثر من 25 من عناصرها منزل الشهيد الأعزل الذي لا يملك الا قلمه وحنجرته، هذه اخطر من قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي تعمل عنده وتأتمر بأوامره، وتنفذ تعليماته، ولهذا يجب ان يتعاطى معها الشعب الفلسطيني بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع قوات الاحتلال، وهذا اضعف الايمان.
عملية الاغتيال الاستفزازية المعيبة هذه جاءت في الوقت الذي يحتفل فيه الشعب الفلسطيني في الوطن والجوار والمنافي بالانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الباسلة على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لحرمان هذا الشعب من فرحته، وهذا ليس مستغربا على قوات الامن التي تتباهى بمنع العمليات الفدائية ضد الاحتلال في الضفة الغربية، وتتجسس على كل الشرفاء وتقدم معلوماتها الى أجهزة الامن الإسرائيلية، لاعتقالهم او قتلهم.
هذه السلطة اختارت الوقوف في خندق الاحتلال في مواجهة الشعب الفلسطيني، ولم تتورع عن قمع أي صوت حر ينتقد تواطؤها ودورها الوظيفي القذر في خدمة الاحتلال، ولهذا يجب اسقاطها وفي اسرع وقت ممكن، بعد ان سقطت شرعيتها، وباتت تمثل الاحتلال ومخططاته وليس الشعب الفلسطيني.
الشهيد نزار بنات كان رجلا بكل معنى الكلمة، وتحدى السلطة وكلاب حراسه الاحتلال بكل شجاعة، وجرأة، ولم يعرف الخوف مطلقا، وسخر قلمه وحنجرته، لنصرة قيمه ووطنه وعقيدته مثل آلاف الشهداء والاسرى من أبناء شعبه.
***
يجب التصدي لكلاب حراسة العدو الإسرائيلي، وكل من يدعمهم لوضع حد لإرهابهم للشعب الفلسطيني بأسرع وقت ممكن، ففي هذه المرة هاجم هؤلاء الجبناء منزل نزار بنات بالقضبان الحديدية تحت جنح الظلام، وفي المرة المقبلة بالمناشير الكهربائية.
عار على هذه السلطة وقواتها التي تذرف دموع التماسيح على مصادرة العدو المحتل حريات التعبير، وممارسة كل أنواع القمع والقتل والاعتقال، وتبادر في في الوقت نفسه بتكرار الممارسات والجرائم نفسها، وبطريقة اكثر دموية وشراسة.
الرحمة للشهيد نزار بنات العار كل العار لقتلته، وقيادتهم، والقصاص العادل سيصل اليهم حتما، والشعب الفلسطيني لن يغفر ولن ينسى.