في الليلة الظلماء يفتقد الشمع ؛ حكي لي صاحبي وكنت اقصده من وقت لأخر للائتناس برأيه.قال: لاحظت بعد محرقة غزة الاخيره ،اثار الضربات والابخرة والغازات الكيماوية واثار الاشعاعات بعد العدوان الوحشي؟ قلت: وهل يمكن لشعب أن يصاب بالسرطان والأمراض الخطيرة على هذا النحو المخيف، حتي صار اقرب الى مرض وبائي؟ هل لاحظت تلوث الهواء بعد كل محرقة، وتلوث مياه الشرب والتربة؟ هل لاحظت اعداد مرضي الفشل الكلوي؟
وهل لاحظت موت الاجنة في بطون امهاتهم؟ هل لاحظت امراض الاطفال بعد كل محرقة صهيونية؟ هذه كلها امراض الحروب الشرسة والقصف الوحشي.. وهذا نتاج الضربات والانفجارات الكبيرة التى تعرضت لها غزة على يد اعداء البشرية والحضارة. أنه استعمالا جديدا لجرائم الإبادة والاستباحة والتخويف الصهيونية، من أجل دفع الفلسطينيين للخروج من بلدهم إلي المنافي والشتات تماما كما فعلت عصابات الغزو والإبادة الصهيونية في الأربعينيات من القرن الماضي؟
قال: الحقيقة أحسست أننا أكثر شعوب العالم معاناة، جثث الضحايا الابرياء من النساء والاطفال كانت فى كل مكان، فالحرب المجنونة التي يشنُّها علينا مجرمي الحرب،ممن يقومون بكل هذه المهام القذرة من بين الوحوش البشرية معدومة الضمير.. وبحرالدماء والجثث والانفجارات والتدمير والقتل، أنها معاناة مفروضة علينا فرضًا. وأن أمريكا وإسرائيل أحالتا حياتنا إلى جحيم. وهؤلاء الوحوش الادمية معدومة الضمير الذين يقومون بحرق الاطفال الرضع بين احضان امهاتهم ، ودهس القانون الانساني بأوسخ حذاء.
قلت: انتم تستريحون الى التفسيرات الجاهزة التى تتفق مع حالة الكسل العقلي التى تأنسوا اليها .واظنكم تعتقدون ان قادة جيش الاحتلال ينتهكون القانون الانساني و يسفكون دماء الضحايا الابرياء ويقتلون الاطفال والنساء .. تظنونهم وحوش ادمية فقدت الانسانية والشرف والضمير وتتصورون ان من يفعل هذا لابد وان يكون مؤمن بالعقاب الدموي للأطفال والنساء؟
هؤلاء الناس ليسوا كما تعتقدون هم ليسوا وحوشا .. هم فقط مختلفون والحكاية ان هناك اشخاص من الناس تطلقون عليهم اسم الشواذ ، اى انهم استثناء في الخروج على الطبيعة الانسانية والفطرة والتعامل الانساني، يعنى بلغة السياسيين قلة عالمية منحرفة او شرذمة اقليمية ضالة قويت شوكتهم واكتسبوا شرعية المجتمع الدولي( اللي هو مع الرصين) وجلبوا معهم عاداتهم وطقوس القتل الخاصة بهم الي كل المنطقة وكانوا السبب فى الوحشية الشديدة وعدد الضحايا من الاطفال والنساء.. الذين صرعهم الوحش النازى واسكن الحسرة والالم في قلوب اهاليهم؛ ومن ثم تركهم المجتمع الدولي، ينزفون حتى الموت.
قال:برغم من ذلك..مازال .العرب حائرون يفكرون يتساءلون في جنون: مصالح التطبيع لمن تكون؟انها عقول ضحك عليها من ضحك
وبكى عليها من بكى ، انهم يفوقون كثيرا ممن يملؤون الدنيا صراخ ويطرطشون كلماتهم في وجوهنا..مع الضجة الشديدة التي لا ترى لها طحنًا وإنما هى طحن لعظام الاطفال والنساء تحت الركام ، وللآدمية وللإنسان.
قلت:هؤلاء اليوم يشار اليهم بالبنان " الوسطي" من شعوبهم ؛ وتأكدت ان مدعين العقلانية والرصانة يصلحون ان يكونوا مع المجتمع الدولي، اي.. مع الرصين – والرزين ؛وتبين لي ذلك بعد ان وقفوا المجرمين، بقلب عواصم عربية، والدم الفلسطيني يقطر من بين أيديهم - مخالب - وأسنانهم- انياب ، انه الحيوان المفترس الذي كان يعطي التعليمات ويسجل المحرقة والمأساة الانسانية وهو فى قمة السعادة بدليل ضحكاته هو و بقية فريق القتلة المنحرفين؛ و يوزعوا ابتسامات التعالي والازدراء ، لمن كان مع العقلاء او مع الرصين المرتبكين بخجلهم وخوفهم وذلهم الواضح.
قال: سنفترض أن العرب مع المجتمع الدولي (اللي هما مع الرصين) يريدون حلا للقضية الفلسطينية ، ومناشدة ضمير فخامة الوحش!هل يمكن الكلام عن أي حل سياسي دائم، بعيد عن أوهام التطبيع والأسئلة المطروحة. هل تفضل أحد الذين اختلوا بالمُفاخِرين بالمحرقة وقتل الفلسطينيين واستباحة أرضهم وسرقة ممتلكاتهم، او تجرأ أحد ممن صافح يد من يأمر يوميا بقتل نساء واطفال و شباب فلسطين ،وهدم بيوتهم وتدمير الاحياء السكانية بالقصف الوحشي. و سؤالهم:هل سيعيد الكيان ممتلكات وحقوق الفلسطينيين التي اغتصبت عبر السبعين سنة الماضية؟
قلت: النصيحة هنا.. تبرؤي من العقلاء الذين كانوا وسيظلون دائما "مع الرصين " فالمجتمع الدولي، مع العقلاء و مع الرصين؟ في الحقيقة عادة "مع الرصين" فهؤلاء اشباه حكام.. والحكام على دين ابوهم.
قال صاحبي: اه والله .. على دين ابوهم كلهم..لا تبشر بطول سلامة يا مربع؟