إسرائيل اليوم - بقلم: نداف شرغاي "حتى المجتهد سيستصعب تجاهل التصريحات القاسية والعنف اللفظي بل ودعوات العنف والمس الجسدي التي انطلقت في الأسبوع الأخير، وهي ترافق في الشبكات الاجتماعية عملية تشكيل “حكومة التغيير” الآخذة في التكون.
الثلاثاء الماضي، في مقال بعنوان “بينيت وشكيد خائنان؟! نزلتما عن الخطوط”، حذرنا وبحدة مما يجري وكتبنا: “لكل طرف في الجدال الوجداني والأيديولوجي مبررات جيدة إلى هذا الحد أو ذاك. ولكن يحظر أن يكون خلاف على العنف والتهديد بالقتل واستخدام تعابير الخيانة، وهذه هي خارج اللعبة.
في الأيام الخمسة التي انقضت منذئذ، وصلت إلى المخابرات معلومات زادت التخوف من خروج العنف من طابعه النظري، فينتقل من الشبكات إلى الشارع. وعززوا الحراسة على قادة حكومة التغيير، خصوصاً رئيسَي “يمينا” و”يوجد مستقبل”.
مس من هذا القبيل، إذا ما حصل لا سمح الله، مرفوض أخلاقياً وقيمياً، وسيحطم قواعد اللعب السياسية والديمقراطية. إن الإشارة شبه الغريزية “لليمين” إلى رئيس الوزراء نتنياهو كمن كان موضع الكراهية، والتهديد والهجمات المشابهة على مدى أشهر طويلة – دون أن يثير الأمر جلبة وصدمة مشابهتين – تبقى أمراً مفهوماً تماماً.
غير أن الكراهية والعنف والتهديد بالقتل مرفوضة من كل طرف، والتهديد لا يبرر تهديداً آخر. كل من يصيب الخصم السياسي بأذى جسدي، من أي طرف كان، لن يضر فقط بالأخلاق اليهودية والديمقراطية، بل وسيلحق ضرراً جسيماً أيضاً بالمعسكر الذي يدعي تمثيله، ويدعي الحديث باسمه.
تصرف رئيس الشاباك أرغمان بشكل جدير إذ نشر، أمس، بيان التحذير الحاد والاستثنائي، مثابة “لا تلعبوا بالنار. علينا جميعاً أن نصلي كي ينجح “الشاباك” في اجتثاث كل محاولة من هذا النوع وهي في مهدها.
ثمة “مصدر توتر” آخر اعتبره أحد الطرفين في الخريطة السياسية تهديداً على “العملية الديمقراطية”، وهو مسيرة الأعلام التي ستقام في البلدة القديمة من القدس، والتي من المخطط أن تجرى الخميس المقبل. فقد قطعت المسيرة -كما يذكر- عقب إطلاق صواريخ حماس نحو العاصمة، في ذروة يوم القدس، وهو ما أدى إلى حملة حارس الأسوار.
تهدد حماس الآن مرة أخرى بضرب إسرائيل إذا ما أجريت المسيرة. هذه المعادلة الجديدة بين غزة والقدس، والتي تحاول حماس خلقها منذ شهرين، يجب رفضها رفضاً باتاً الآن أيضاً، في الحرم، وفي “شمعون الصديق” وكذا بالنسبة لمسيرة الأعلام.
المسيرة التي قطعت بسبب نار حماس يجب أن تجرى بالصيغة وبالمسار الدائمين لها، مثلما كانت تجرى في كل سنة، على مدى عشرات السنين. هذا الإصلاح ضروري، خصوصاً من أجل أنفسنا وكذا حيال حماس.
ومع ذلك، لن ينقص شيء، إذا ما جرت المسيرة بعد التصويت على تنصيب الحكومة، يوم الاثنين من الأسبوع القادم. فالأمر سيمنع فتح فم وشبهات من جانب سياسيين مثل رام بن باراك من “يوجد مستقبل”، الذي فسر المسيرة المخطط إجراؤها كـ “محاولة لإشعال الميدان ومنع قيام الحكومة المرتقب يوم الاثنين بعد ذلك”.
يمكن للسائرين رفع أعلام إسرائيل في البلدة القديمة غداة التنصيب أيضاً. ولكن ليس ملزماً أن يكون هذا الأسبوع.