لم تتوقف وسائل الإعلام العبرية، عن تناول النتائج السلبية لمعركة سيف القدس على "إسرائيل" فما بين انتقادات للمستوى السياسي لعجزه عن إدارة المعركة أو إيجاد حل لمعضلة غزة واكتفائه في إدارة الأزمات والتعامل حسب التطورات بناء على الفعل وردة الفعل على مدار سنوات طوال، وبين الاتهامات للجيش بأنه فقد قدرته على تحقيق الحسم او الانتصار او حتى الحفاظ على قوة الردع.
وما بين هذا وذاك تزداد أهمية الوساطة المصرية والدولية في تهدئة الأوضاع ونزع فتيل الأزمة ما دفع بمراسل صحيفة "معاريف" جاكي خوجي للقول إن "مصير وأمن إسرائيل بات مرتبطا بالوساطة المصرية والمال القطري خصوصا بعد المعركة الأخير التي كشفت عن مدى تورط إسرائيل في وحل غزة".
خوجي تحدث عن الترحاب الذي قوبل به رئيس المخابرات المصرية كامل عباس خلال لقائه مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسئولين آخرين في بداية الأسبوع الماضي وعن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية جابي أشكنازي لمصر لأول مرة منذ 13 عاما وذلك في إطار المحاولات لحل معضلة غزة وتحقيق الهدوء للمستوطنات المتاخمة لها.
ووفق مراسل "معاريف"، فإن الإنجازات العسكرية القليلة والمحدودة التي حققها الجيش "الإسرائيلي" رغم تفوقه العسكري لا تتناسب مع القوة المفرطة والكبيرة التي استخدمتها، كما انها لا ترقى لمستوى التوقعات وهو ما دفع "إسرائيل" السماح لمصر للعب دور الوسيط واستخدام سياسة العصا والجزرة لضبط الأمور وخفض حدة التوتر في المنطقة الجنوبية.
واستدرك: "لكن الأمر لا يقتصر على الدور السياسي لمصر بل إن إسرائيل سمحت لقطر بتحويل ملايين الدولارات إلى غزة وضغطت في هذا الاتجاه لتحقيق الهدوء".
أما عن احتمالات نجاح الوسيط المصري في تحقيق الهدوء لفترة طويلة والتوصل لصفقة تبادل أسرى بين المقاومة وإسرائيل عدا عن المصالحة الفلسطينية، قال خوجي إنها "ضئيلة جدا إن لم نقل شبه مستحيلة".
وفي ذات السياق، اعترفت الباحثة في معهد هرتسيليا كساينا سبتلوف أن تجارب الـ14 سنة أمام غزة والتصريحات والتهديدات بالقضاء على حماس قد ثبت فشلها وتلاشت مع رشقات القذائف الصاروخية والبالونات الحارقة "ما يعنى ان القوة العسكرية فقدت فعاليتها امام غزة".
واعتبرت أنه "لم يعد امام إسرائيل سوى العودة للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية وتعزيز مكانتها وفي المقابل العمل على إضعاف الإسلام السياسي المتمثل بحماس لأن ما نجحت إسرائيل في تحقيقه من إنجازات خلال حرب الأيام الستة لا يمكن ان تحققه أمام غزة أو الضفة".