قالت مجلة "إيكونوميست"؛ إن الائتلاف الحكومي الجديد في "إسرائيل"، فرصة للتجديد والتخلص من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، سيساعد على تنظيف السياسات، مشيرة إلى أنه لن يتخلى عن منصبه بسهولة لنفتالي بينيت.
وقالت المجلة في تقرير: لم تبد قبضة نتنياهو على الحكم كما هي الآن، ففي 2 حزيران/يونيو اتفقت المعارضة بقيادة نفتالي بينيت ويائير لابيد على تشكيل حكومة، تستبعد الرجل الذي ظل حاضرا في السياسة الإسرائيلية منذ 12 عاما. وما تبقى هي موافقة الكنيست على عقد جلسة منح الثقة.
وأشارت إلى أن نتنياهو سيحاول جهده لتخريب الحكومة ولو فشل فسينهار حكمه الطويل. واستطاع "الملك بيبي" الإشراف على اقتصاد تكنولوجيا مزدهر، وأشرف على عمليات تلقيح ضد كورونا الأنجح عالميا. كما وعقد اتفاقيات تطبيع مع دول عربية، وحافظ على أمن إسرائيل وآخر المحاولات كانت الحرب مع غزة.
وقالت؛ إن الكثير من سياساته أصبحت مقبولة حتى من السياسيين الذين يريدون الإطاحة به. ورغم كل هذا، فقد زرع الانقسام وجمع ما بين القومية والشوفينية والسخط على النخبة كي يربح الانتخابات، وتمسك بالسلطة حتى بعد توجيه اتهامات له بالفساد، وعندما تعرض للتهديد هاجم أي شخص وقف في طريقه: الصحافة والقضاء والشرطة، وكل هذه المؤسسات اعتبرها جزءا من عملية "التصيد الشرير" الهادف للإطاحة به، كما قال.
ولو بقي نتنياهو في السلطة، فسيجر الناخب الإسرائيلي القلق لجولة أخرى ستكون الخامسة منذ عام 2015، ولو خرج فربما ساعد خروجه على تعافي السياسة الإسرائيلية من أمراضها. صحيح أن كتلة الليكود في الكنيست لا تزال الأكبر ولا تزال القاعدة الانتخابية القومية الدينية له قوية، ولكنه كان ديماغوغيا موهوبا بدرجة استثنائية وفصيحا وشرسا بالدرجة نفسها. ومع أنه سيظل جزءا من المشهد وربما حاول العودة والانتقام، إلا أن عزله من المنصب الأكبر سيجعل السياسة الإسرائيلية خالية من السموم على الأقل.
وأضافت: "وأكثر من هذا، فمحاكمته ومعاقبته سياسيا هي دليل على أن المؤسسات الإسرائيلية صمدت بقوة أمام هجماته. لكن فترة حكم نتنياهو أظهرت مكامن ضعف إسرائيل، وعلى الحكومة المقبلة أن تقوم بإصلاحها، ولن تكون المهمة سهلة؛ لأن الحكومة مكونة من أحزاب لا تتفق على الكثير. وقلل بينيت من التوقعات؛ حيث قال: سنركز على ما يمكن فعله بدلا من الحديث عن المستحيل".
وستكون الميزانية هي الأولوية؛ لأن آخر ميزانية أقرت قبل عامين. لكن يجب على الفريق الجديد التركيز على الحكم وإغلاق المنافذ التي تجعل من شخص تحت التحقيق من العمل كرئيس للوزراء. ومن الخطوات الأخرى، عدم تسييس الشرطة، التي أدت اساليبها القاسية إلى أزمة داخل إسرائيل، انتهت بإطلاق الصواريخ من غزة.