إسرائيل اليوم - بقلم: اللواء احتياط اليعيزر (تشايني) مروم "انتهت حملة حارس الأسوار، ودافع الجيش الإسرائيلي عن القبة الحديدية، لدرجة استنفاد المعطيات القائمة. ومع ذلك، تقاس الإنجازات في التحقيقات والدروس التي ستستخلص، كي نكون جاهزين في الجولة القادمة.
ينبغي القول إن الغارات الجوية وحدها لا يمكنها إيقاف بناء حماس نفسها من جديد، وتعميق نفوذها في الوعي، وقد تجر إسرائيل إلى مواجهة متعددة الجبهات.
في الحرب على الوعي، لم تصل إسرائيل إلى إنجازات ذات مغزى. يبدو أن هذا المجال يعاني من النقص، وليس واضحاً من المسؤول عن تصميم الوعي. لقد أخذت حماس رهاناً كبيراً وفتحت المعركة مع رواية مختلفة عن كل باقي الجولات. ليس “مقاومة” أخرى ودفاع عن غزة وسكانها ضد “الحصار”، بل “سنحمي القدس، وسنمس بكل من يمسها”. اشتعل الشارع الفلسطيني ورأينا أيضاً عرب إسرائيل يخرجون إلى الشوارع.
في نهاية المطاف، صورة النصر في الحرب تكون بالوعي. ، نجحت حماس في نهاية هذه الجولة في تقديم نفسها كدرع القدس من حيث الوعي في نظر جزء من الجمهور الفلسطيني. نجاح الجيش الإسرائيلي الذي استنزف قدرات حماس العسكرية لم يجد تعبيره بما يكفي في الوعي. تحاول حماس خلق معادلة جديدة، سيؤدي فيها كل مس بالقدس (إخلاء سكان الشيخ جراح، أو اقتحام الشرطة للحرم) إلى رد بالصواريخ من جانب حماس على أهداف مدنية وسط البلاد. لا يجب الموافقة على ذلك.
وقف القتال الذي تحقق بين إسرائيل وحماس كان دون تسوية. حتى الآن لم يخرق وقف النار على مدى عشرة أيام. ودخلت إسرائيل وحماس إلى مفاوضات في القاهرة. وستحاول حماس التي تلقت ضربة عسكرية قاسية، المطالبة بوقف نار يترافق وخطة لإعمار القطاع ووقف “الحصار”. ورقة المساومة التي بين يديها هي الوضع الإنساني في غزة، وتهديد على تل أبيب بالصواريخ. بالمقابل، للجانب الإسرائيلي أوراق عديدة: من الناحية العسكرية، فإن استئناف القتال والرد القاسي قد يمسا بالبنى التحتية القتالية المتبقية لحماس، والإحباطات المركزة لكبار مسؤولي حماس تحوم في كل لحظة. وفي الوقت نفسه، إن السيطرة الإسرائيلية على المعابر تساعد في السيطرة. تسير إسرائيل على الجليد الدقيق نتيجة لضغط إدارة بايدن وجارتنا مصر. إسرائيل ملزمة بتوضيح أن كل موافقة تتضمن التفاهمات التالية: كبار حماس ليسوا في قواعد اللعب، بل هم مجرمو حرب مسوا بالمدنيين عن قصد وسيحبطون. فضلاً عن ذلك، فإن ما يجري في المناطق خارج غزة، بما في ذلك القدس عاصمة إسرائيل، لم يكن ولن يكون جزءاً من التسوية.
قد يتجدد القتال
المفاوضات وشروط البدء القاسية قد تؤدي إلى استئناف القتال. والجيش الإسرائيلي ملزم بأن يكون جاهزاً لذلك بعد تطبيق استخلاص سريع للدروس. والكابينت ملزم بالبحث في استئناف القتال لإجمال أهداف قتالية واضحة، ويقر للجيش الإسرائيلي خطط عمل تتناسب والأهداف القتالية. لإسرائيل قوة نفس طويل وقدرة على ضرب حماس بشدة. علينا أن نقف بصلابة أمام جنون حماس كي يعود الهدوء لبلدات الغلاف بعد جولة أخرى إذا ما تطلب الأمر ذلك.