أطلقت جمعية التنمية الزراعية – الإغاثة الزراعية- حملة تطوعية لمساندة المزارعين الذين استهدفت أراضيهم الزراعية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع الذي استمر على مدار 11عشر يوما.
وانطلقت هذه الحملة التى جاءت بعنوان "ايد بايد بندعم صمودنا وبنعزز وجودنا" من المناطق الشرقية للقطاع بدءا من حي الشجاعية.
يشار الى ان المناطق التي تستهدفها الحملة تعد بمثابة السلة الغذائية للقطاع وهى ضمن نطاق اهتمامات الإغاثة الزراعية في تقديم كافة المستلزمات الزراعية للمزارعين من شبكات للري واشتال زراعية وقبوها ت ودفيئات زراعية وغيرها الكثير لاسيما وانها متاخمة للأراضي ال48 ودائما ما تكون في مرمى الاستهداف الإسرائيلي.
وشارك في الحملة التي تهدف الى مساندة المزارعين في التخلص من مخلفات العدوان الإسرائيلي في أراضيهم الزراعية العشرات من المتطوعين والمهندسين الزراعيين ومزارعين وطاقم الإغاثة الزراعية.
وتهدف هذه الحملة التي تعد الأولى التي تنفيذها عقب انتهاء العدوان على القطاع الى مساعدة المزارعين في تنظيف أراضيهم الزراعية من مخلفات العدوان الإسرائيلي وإعادة حرثها ومد شبكات مياه والعمل على زراعتها مرة اخرى، وتقديم الاشاردات للمزارعين بهدف تعزيز صمودهم وتمسكهم بأراضيهم وتعويضهم جزء من خسائرهم.
وقالت منسقة الاعلام والمناصرة في الإغاثة الزراعية نهى الشريف، ان هذه الحملة جاءت بناء على طلب المزارعين الذين توجهوا للإغاثة عقب العدوان الإسرائيلي لتقديم يد العون لهم، مشيرة الى ان الإغاثة ستواصل حملتها في كافة انحاء القطاع.
ولفتت الى ان العشرات من المتطوعين والمهندسين الزراعيين أعربوا عن رغبتهم في المشاركة بهذه الحملة ومساعدة المزارعين لإعادة زراعتها من جديد في مواجهة سياسة الاحتلال الرامية الى دفع المزارعين لترك أراضيهم مشيرة الى ان هذه الأراضي تتعرض لجملة من الاعتداءات الإسرائيلية منها غمرها بالمياه خلال فصل الشتاء ورش المزروعات بالمبيدات الضارة اكثر من مرة في العام الواحد لقتل المحصول من ناحية وتدمير التربة من ناحية اخرى وصولا الى تجريفها والاعتداء عليها بحرقها عبر استهدافها بالقذائف المدفعية والصواريخ المحملة بمواد سامة.
وأشارت الى ان المزارعين تكبدوا خسائر فادحة لا تقتصر على خسائر الموسم الزراعي الحالي بسبب العدوان فحسب وانما عمل الاختلال على قتل الأشجار منها شجر الزيتون الذي يستغرق من 5-7سنوات لتكون مثمرة إضافة الى تدمير التربة والتي من شانها ان تكون غير صالحة للزراعة وتحتاج الى سنوات لإعادة فلاحتها مرة أخرى.
وأضافت الشريف ان الإغاثة تعمل جنبا الى جنب مع المزارعين وتقديم الاحتياجات العاجلة من اجل البدء في إعادة دورة الحياة الزراعية للأراضي المحروقة والمدمرة.
ولفتت الى ان الحملة ستجوب العديد من الأراضي الزراعية المدمرة وستعمل الفريق على تهيئتها من اجل إعادة إدخالها من جديد في العملية الزراعية موضحة ان هذه المبادرة جاءت كذلك انطلاقا تبنى الإغاثة لقضايا المزارعين والعمل على تقديم يد العون لهم.
بدوره قال صاحب احدى الأراضي الزراعية شرق القطاع ما ان انتهى العدوان على غزة توجهنا الى عدد من المؤسسات الزراعية لمساعدتنا في إعادة العملية الزراعية من خلال تقديم المستلزمات الضرورية وكان الاستجابة العاجلة من قبل الإغاثة التي تمثلت اليوم في وجود العشرات من الشبان والشابات الذين عملوا على مدار الساعة على تنظيف الأرض وتقليبها ومد شبكة مياه من اجل البدء في عملية الزراعة.
ولفت الى ان خسائره كبيرة لان ما تم تدميره لا يتوقف على الموسم الزراعي الحالي وانما عمل على قتل الأشجار المثمرة التي تحتاج لسنوات عديدة حتى تثمر.
وقال وهو يمسك بشبكة الري برفقة المتطوعين لن اترك أرضي وسأعمل على زراعتها من جديد ومهما دمروا فيها سأعيد زراعتها لأنها تعادل روحي.
فيما اجمع المتطوعون انهم سيشاركون في هذه الحملة التي ستستمر وتتواصل في غزة مؤكدين انهم سيكونون عونا دائما للمزارعين وسيساهمون في إعادة احياء الأراضي الزراعية.
وأكدوا على ان المزارع في القطاع لن يكون لوحده في مواجهة الدمار الذي لحق بأراضيه الزراعية وانما سيعملون على مساعدته فيما يحتاج اليه، موضحين انهم غالبا ما يشاركون في حملات تهدف الى تعزيز وجود المزارع في ارضه.
يشار الى ان الإغاثة الزراعية اطلقت حملة اغيثوا غزة في مستهل العدوان على القطاع وعملت على توزيع وجبات الطعام على النازحين في أماكن تواجدهم ومن ثم اطلقت هذه الحملة التي ستستمر طالما كان هناك احتاج المزارعين لذلك.