بدأت ظهر اليوم الأربعاء الجلسة الطارئة للبرلمان العربي، برئاسة رئيس البرلمان عادل العسومي، في العاصمة المصرية القاهرة، لمناقشة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
أبو الغيط يدعو للعمل الحثيث لفضح فظائع الاحتلال
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية في جلسة طارئة للبرلمان العربي لمناقشة الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني: إن جهودنا من أجل كسب معركة الرأي العام قد تفوق في أهميتها معركة السلاح، وهي أقل ما نقدمه لإخوتنا الصامدين في فلسطين.
وأضاف في كلمته أمام جلسة البرلمان: من واجبنا جميعاً أن نوصل الصوت الفلسطيني للعالم في هذه اللحظة النادرة التي تهيأت فيها الآذان لسماع صوت الحق، ومن واجبنا أن نذكر بأن هذه الأحداث الدامية قد بدأت في شهر رمضان المبارك.. أقدس الشهور لدى المسلمين.. عندما سعت سلطات الاحتلال –في استفزاز متعمد- إلى التضييق على المقدسيين في ممارستهم لشعائرهم، ولحقهم في التجمع حول البلدة القديمة، والدخول إلى المسجد الأقصى الذي تهفو إليها قلوب المسلمين جميعا، لا الفلسطينيين وحدهم.
وذكر أبو الغيط أن “نصف الشهداء في غزة هم من النساء والأطفال، بما يكشف عن نوعية المعايير الأخلاقية والقانونية التي يتبناها الجيش الإسرائيلي الذي طالما أشاع في العالم أنه من أكثر جيوش العالم التزاما بالقانون الإنساني وأخلاقيات الحرب”.
وأعرب عن فخره بأبناء الشعب الفلسطيني، الذين أظهروا للعالم، بالعمل لا بالكلام وبالنضال لا بالهتاف، أن صمودهم على أرضه وتشبثه بتراب الوطن أغلى عندهم من الحياة نفسها.
وقال: من واجبنا أن نذكر أصحاب الضمائر بأن هذه الأحداث التي تتصاعد اليوم في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة، قد بدأت في القدس، لأن القدس تحت الاحتلال، ومن الخطأ أن نقول إن الاحتلال يُمارس الجرائم.. لأن الاحتلال في حد ذاته هو أبشع جريمة.
وأضاف: إن ما حدث في الشيخ جراح يحدث في أحياء أخرى في القدس منذ سنوات بل وعقود، وهو ليس نهجاً عشوائياً، بل خطة متواصلة لعزل المقدسيين عن القدس، وإحاطة البلدة القديمة بحزام متصل من الوجود اليهودي، إرضاء لنزعات يمينية متطرفة ونبوءات دينية قوامها الكراهية والشعور بالاستعلاء، وللأسف فإن هذه النزعات اليمينية لم تعد على الهامش، بل صارت جزءاً أصيلاً من الحكم القائم في إسرائيل، وأجندة الحكم الحالي هي ذاتها أجندة أقصى اليمين المتطرف مهما تظاهر بغير ذلك.
وشدد على ضرورة العمل بشكل حثيث من أجل التواصل مع كافة الفعاليات الدولية، بما فيها المجالس المنتخبة في كافة الدول، بهدف كشف فظائع الاحتلال ومخططاته، ودعوة العالم للتضامن مع الحق الفلسطيني.
العسومي يطالب بتشكيل لجنة تقصي حقوقية وبرلمانية
وقال رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي: إن مدينة القدس المحتلة شهدت في الفترة الماضية تطورات بالغة الخطورة، تمثلت في تصاعد وتيرة الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واقتحامها المستمر لباحات المسجد الأقصى واعتداءاتها الجبانة على المصلين والمقدسيين المرابطين على أرضهم، فضلاً عن جريمة التطهير العرقي التي تقوم بها في الشيخ جراح وغيره من الأحياء المقدسية، تمهيداً لإقامة وحدات استيطانية جديدة وطرد أصحاب الأرض منها.
وأضاف في كلمته أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربي: إن سلطات الاحتلال تمادت في عدوانها الغاشم ضد الشعب الفلسطيني من خلال القصف الهمجي المتواصل الذي استهدف المدنيين في قطاع غزة، وأسفر عن سقوط المئات من الشهداء وآلاف الجرحى بينهم عدد كبير من النساء والشيوخ والأطفال الأبرياء.
وأكد أن هذه الجرائم والسياسيات العدوانية تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، وتؤكد استخفاف سلطات الاحتلال بجميع قواعد القانون الدولي، وتعكس تحديا سافرا لكافة قرارات الشرعية الدولية، كما تمثل استفزازاً لمشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم، وتكشف عن الخطر الكبير الذي ينطوي عليه المساس بالمقدسات، وما يمكن من أن يؤدي إليه ذلك من انفجار للأوضاع على نحو يصعب السيطرة عليه، أو الإحاطة بتداعياته.
وأشار إلى أن “البرلمان العربي، وانطلاقاً من دوره القومي، قاد منذ اللحظة الأولى لوقوع هذه الانتهاكات والاعتداءات الغاشمة تحركاً دبلوماسيا ًبرلمانياً عربياً على كافة المستويات من أجل حشد الدعمين الإقليمي والدولي لنصرة القضية الفلسيطينية، والوقف الفوري لجرائم سلطات الاحتلال، حيث وجه خطابات عاجلة للأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، نطالب فيها بالتحرك الفوري وتحمل المسؤوليات القانونية والإنسانية والأخلاقية في التصدي للجرائم العنصرية والاعتداءات الغاشمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مدينة القدس وقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأكد البرلمان العربي في هذه الخطابات، حسب العسومي، المواقف الراسخة للبرمان العربي تجاه القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها الدعم التام لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وعلى رأسها حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحق العودة وحل قضية اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من معتقلات وسجون الاحتلال.
كما تم إرسال خطابات مماثلة باسم المرصد العربي لحقوق الإنسان، للتنديد بالتنكيل اليومي الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني، وسيظل المرصد على تواصل دائم مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، لتوثيق الاعتداءات الهمجية التي تقوم بها قوات الاحتلال وفضحها أمام العالم أجمع.
وأعلن رئيس البرلمان العربي أن البرلمان سيظل في حالة انعقاد دائم وتواصل مستمر مع كافة البرلمانات الإقليمية والدولية المؤثرة، لحثها على اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال، كما سيتواصل العمل على حشد المواقف البرلمانية الدولية المؤيدة لإدراج هذه المسألة كبند طارئ على اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري.
وأضاف: إن القضية الفلسطينية تمثل قضية الحق والعدل في مواجهة الطغيان والغطرسة، كما تجسد بحق الأزمة الرئيسية التي تواجه الضمير الإنساني العالمي في العصر الراهن، خاصة في ظل حالة الصمت الدولي المخزي تجاه ما تقوم به سلطات الاحتلال من اعتداءات سافرة على حقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد على أنه ورغم السعي الدؤوب للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والدعوة للتدخل الدولي العاجل من كافة المؤسسات الدولية للتصدي لهذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، فإن مجلس الأمن الدولي أخفق عدة مرات في إصدار بيان يدين فيه جرائم الحرب التي ترتكبها سلطات الاحتلال، ما يعد وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، ويدفع للتساؤل عن دور المؤسسات الدولية والإقليمية خاصة المعنية بحقوق الإنسان والتي تتباهى دوما بنصرة حقوق الإنسان، لكنها تتغافل عن انتهاكات حقوق شعب بأكمله على مرأى ومسمع العالم أجمع.
وأشاد العسومي بتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفتح المشافي المصرية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين لعلاجهم، وإعلانه عن تقديم 500 مليون دولار كمبادرة مصرية لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة.
كما ثمن جهود العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، في تقديم المساعدات الطبية ورعاية المقدسات في مدينة القدس، وقرار ملك المغرب ورئيس لجنة القدس محمد السادس، إرسال مساعدات إنسانية طارئة للفلسطينيين.
وأعرب في السياق ذاته عن تقديره للجهود التي تبذلها الجمهورية التونسية في مجلس الأمن الدولي، دعماً للقضية الفلسطينية، ولكافة الدول العربية على مواقفها الثابتة لنصرة القضية الفلسطينية.
البركاني يدعو لإنشاء هيئة تمويلية لدعم أهالي القدس
وقال رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني: إن إسرائيل بما تمارسه من جرائم بشعة بحق الشعب الأعزل والاعتداء على المصلين ومخططات الاستيلاء على منازل المواطنين في حي الشيخ جراح بهدف طمس هوية أُولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، والعدوان المتواصل الذي تمارسه الآلة العسكرية الإسرائيلية اليوم ضد أهالي قطاع غزة، تشكل مصدر تهديد للعالم العربي.
ودعا المجتمعين إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والعمل على حشد العالم للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد ضد اهلنا في فلسطين.
وطالب بوقف العدوان على قطاع غزة وممارسة الضغط على الولايات المتحدة لسحب اعترافها بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال، مشيرا إلى ان البرلمان العربي في حالة انعقاد دائم، داعيا الى ضرورة العمل على احاطة البرلمانات الدولية بممارسات وانتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
ووجه دعوة لإنشاء هيئة تمويلية لدعم أهالي القدس لتمويل قطاع الإسكان وإنعاش القطاع الاستثماري.
ويشارك في الجلسة عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة “فتح”، نائب رئيس لجنة فلسطين بالبرلمان العربي النائب عزام الأحمد، والنائب في البرلمان العربي صخر بسيسو، وسفير دولة فلسطين في القاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح.
ومن المنتظر أن يصدر البرلمان قراراً يعبر عن نبض الشارع العربي بشأن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني بالقدس واقتحامها المسجد الأقصى واعتداءاتها المتكررة في الشيخ جراح، وقطاع غزة ومدن الضفة الغربية كافة، التي أصبح عنوانها معركة الدفاع عن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.
وستناقش الجلسة الطارئة التهجير القسري لأهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، وكذلك استمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يذكر أن رئيس البرلمان العربي دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات الإقليمية والدولية للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، موضحا أن عقد هذا الاجتماع الطارئ يأتي من منطلق المسؤولية القومية للبرلمان العربي لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.