ماذا تريد اسرائيل من الفلسطيني؟!.. بقلم: فتحي صبّاح

الأربعاء 12 مايو 2021 04:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا تريد اسرائيل من الفلسطيني؟!.. بقلم: فتحي صبّاح



غزة /سما/

الانسان، أي انسان، بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه وعرقه، يميل بفطرته الى السكينة والاستقرار والسلام، وهناك استثناءات لهذه القاعدة.

ولم يخلق الله الفلسطيني استثناءً من هذه القاعدة، فهو مثله مثل كل انسان في المعمورة يسعى للعيش بسلام واستقرار في وطنه، وكان كذلك الى ان احتلت اسرائيل ارضه وطردته من بيته وهجرّته في أصقاع الارض، ومنها قطاع غزة، والضفة الغربية والقدس عام ١٩٤٨.

فأرض أجدادي على مرمى حجر من غزة حيث أسكن، وتبعد قريتي المدمرة برير عن بيتي الحالي أقل من ٢٠ كيلو مترا، والاف المقدسيين يعيشون على بعد أمتار او بضعة كيلو مترات في القدس الشرقية بعدما تم طردهم من بيوتهم في القدس الغربية، ولا تزال غير مأهولة في انتظار عودتهم.

وفي عام ١٩٦٧ احتلت اسرائيل الضفة والقدس الشرقية وغزة، ولاحقت الفلسطيني وطردته الى خارج فلسطين وقتلته ودمرت بيته، ومارست في حقه أبشع اشكال الكراهية والعنصرية.

ومع ذلك، قبل معظم الفلسطينيين بحل الدولتين، واسرائيل ترفضه، وتسعى الى تهويد القدس وتفريغها من الفلسطينيين، وكذلك الامر في الضفة، وتحاصر غزة، وتشن عليها الحروب.
ماذا تريد اسرائيل من الفلسطيني؟
هل تريد منه مغادرة وطنه واللجوء الى دول اخرى؟ هل تريد منه ان يستسلم ويرفع الراية البيضاء؟ أم أن يقبل بالامر الواقع وبالاحتلال ويتعايش معه ولا يقاومه، وربما أن يضع الزهر على فوهات بنادقهم ومدافعهم؟
هل تريد اسرائيل من الفلسطيني ان يقبل بتهويد القدس وهدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل؟ من دون ان يتحرك ويحتج ويدافع عن ارضه ومقدساته وكرامته وكبريائه!
هل تريد اسرائيل من الفلسطيني أن يرفع القبعة لها ويشكرها على احتلالها أرضه ونفيه وتشريده والسعي الدائم لامتهان كرامته؟!
ماذا تريد اسرائيل من فلسطينيي ٤٨؟! هل تريد منهم ان يعيشوا كمواطنين من الدرجة العاشرة وسط شعور دائم بالكراهية والعنصرية تجاههم؟!
من الواضح ان اسرائيل تريد كل هذا ولا تريد السلام ولا تسعى إلا لتدمير كل فرصة تلوح في الأفق لتحقيقه.
وبعد اكثر من ٧٠ عاما اصبحت اسرائيل متطورة عسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا،
لكنها لا تزال جاهلة سياسيا، ولم تعرف الفلسطيني بعد! لم تعرف ولا تريد ان تعرف ان الفلسطيني لن يرحل ولن يستسلم ولن يشكر اسرائيل على احتلالها "السبع نجوم"، وسيقاومها حتى أخر يهودي او حتى أخر فلسطيني.
متى ستفهم اسرائيل ان استخدام العنصرية والكراهية والقوة وفائض القوة ضد الشعب الفلسطيني لن يُجدي نفعا، وان قوة الارادة والايمان بالحق والاصرار على التحرر والاستقلال والعيش بكرامة سيقهر قوة اسرائيل، فكم امبراطورية زالت؟ فاميركا وفرنسا هُزمتا في فيتنام، والاخيرة هُزمت في الجزائر وحصار اميركا ٥٠ عاما لكوبا انتهى الى الفشل، ونظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا زال الى غير رجعة.
متى ستفهم اسرائيل؟ الى متى ستبقى اسرائيل تعمل من اجل تحويل الفلسطيني الى هتلر القرن الواحد والعشرين وهو يكره هتلر اصلا؟!
أخشى ان تفهم اسرائيل بعد فوات الاوان!!