الرياض باشرت بالاتصالات مع طهران بـ”أمرٍ” من إدارة الرئيس بايدن

تل ابيب: تقارب طهران والرياض يُشكِّل خرقًا هامًّا في الجبهة المُضادّة لإيران ا

الجمعة 07 مايو 2021 01:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
تل ابيب: تقارب طهران والرياض يُشكِّل خرقًا هامًّا في الجبهة المُضادّة لإيران ا



وكالات - سما-

تناول مركز أبحاث إسرائيلي مسألة التقارب السعوديّ الإيرانيّ، مؤكِّدًا على أنّه يُشكِّل خرقًا هامًّا في الجبهة المُضادّة لإيران التي تسعى إسرائيل لعرضها، وبكلماتٍ أخرى، تُعتبر الدراسة إقرارًا إسرائيليًا بفشل الكيان بمُحاصرة الجمهوريّة الإسلاميّة.
وذكر “مركز أبحاث الأمن القومي” التابع لجامعة تل أبيب العبرية، في تقديره الاستراتيجي أنّ “اللقاءات في الأسابيع الأخيرة بين إيران والسعودية برعاية العراق، هي بمثابة تطوّرٍ جديدٍ منذ قطع العلاقات بين الدولتين في 2016، ويأتي ذلك في سياق تغيير الإدارة في الولايات المتحدة”.
 ونوه المركز في سياق تحليله إلى أنّ إدارة الرئيس جو بايدن “بدأت بالحوار مع طهران للعودة للاتفاق النوويّ، وفي الوقت عينه اتخذّت سياسة النقد الشديد ضدّ السعودية، وشجع التغيير في نهج البيت الأبيض الرياض على إجراء تعديلات في سياستها الخارجية، تضمنّت مصالحة قطر، وعرض وقف النار مع الحوثيين والآن الحوار مع طهران”.
عُلاوةً على ذلك، أكّد مركز الأبحاث الإسرائيليّ أنّ “تقاربًا إيرانيًا سعوديًا حقيقيًا، سيُشكِّل خرقًا هامًّا في الجبهة المُناهِضة لإيران التي سعت إسرائيل لعرضها، والأهّم أنّه سيُزيل عاملاً مركزيًا من جبهة المعارضة للعودة الأمريكية للاتفاق النووي”.
كما شدّدّت الدراسة على أنّ “السعودية قلقة من الزخم الإيرانيّ والقوى المُوالية لها في اليمن، وكذلك من إنجازاتها في سوريّة، العراق ولبنان، في حين أنّ إيران تُواصِل النظر للسعودية كخصمٍ وكجهةٍ مركزيّةٍ في تشجيع السياسة الأمريكيّة ضدّها، كما أنّ طهران ترى في تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل، تطورًا سلبيًا من ناحيتها، وتُقدِّر أنّه رغم عدم وجود تطويرٍ علنيٍّ مُشابهٍ في العلاقات مع السعودية، توجد اتصالات سريّة، وخاصة استخبارية بينها وبين إسرائيل”.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضحت الدراسة، أنّه “ورغم مشتريات السلاح المكثفة على مدى السنين، إلّا أنّ السعودية عديمة القدرة الدفاعية الكافية، ناهيك عن القدرة الهجومية، في حين تحوّلت الحرب في اليمن لمسألة خلاف حاد مع واشنطن”، منوهة إلى أن تصريحات ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان في 28 نيسان (أبريل) الماضي، “تشهد أنّه طرأ تغيير هام في السياسة السعودية، بالنسبة لإيران”.
وفي المرحلة الأولية لهذه الاتصالات، نبّه المركز أنّه “من الصعب تقدير فرص نجاحها، ومثلما في الماضي، الاتصالات كفيلة بألّا تنضج، وحتى لو تحسنّت العلاقات بين البلدين، فهذا لن يكون جوهريًا، فالرواسب السلبية في الطرفين عميقة وأسباب العداء الأساسية لم تختفِ، حتى لو تغيّرت الظروف في المنطقة وشجعت الطرفين على إعادة النظر وتخفيف التوتر، وإنْ كان جزئيًا بينهما”.
وبيّن المركز أنّ “المنافسة على النفوذ الإقليمي، تجد تعبيرها أساسًا في الصراع بساحاتٍ مُختلفةٍ، من خلال حلفاء ومبعوثين من الطرفين”.
وخلصت الدراسة، إلى أن “مجرد وجود الحوار السعودي الإيراني، لا يعني تغييرًا استراتيجيًا في الميل المبدئي لتحسين العلاقات مع إسرائيل، وجزء من دول الخليج تقيم علاقات رسمية وغير رسمية مع إسرائيل بالتوازي مع علاقتها مع إيران”.
ومع ذلك، “حيال الخط الكيدي الذي تبنّته إسرائيل بالنسبة للمفاوضات مع إيران، وكذلك تجّاه نشاطها الإقليميّ، يبرز الخط اللين إنْ لم نقل المُتصالِح الذي تتخذّه دول الخليج العربية تجاهها وتجاه إدارة بايدن، وفضلاً عن ذلك فإنّ تقاربًا إيرانيًا سعوديًا حقيقيًا، سيُشكِّل خرقًا هامًّا في الجبهة المُضادّة لإيران التي تسعى إسرائيل لأنْ تُحافِظ عليها”، كما قال مركز الأبحاث، الذي تُعتبَر دراساته مرجعيّةً لصُنّاع القرار في الكيان.