إسرائيل اليوم - بقلم: أيال زيسر "في كانون الثاني من هذا العام، فاجأ رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بإعلانه إجراء انتخابات للبرلمان الفلسطيني ولمنصب رئيس السلطة الذي يحتله بلا انتخابات منذ نحو عقدين من الزمان. ولم تمر سوى ثلاثة أشهر وإذا بأبو مازن يبحث عن سلم للنزول عن الشجرة العالية التي تسلقها، ويوشك أغلب الظن على إلغائها.
بالنسبة لأبو مازن فإن المهم كان مجرد الإعلان عن إجراء الانتخابات، وربما لم يقصد إجراءها عملياً منذ البداية، بل كل ما سعى إليه هو عرض نفسه أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، إدارة بايدن كديمقراطي، وكذا لحشر إسرائيل في الزاوية وعرضها كرافضة دائمة تخرب مساعي الفلسطينيين لإجراء انتخابات ديمقراطية.
غير أنه لم تمر سوى بضعة أيام وإذا بأبو مازن يكتشف بأنه “فتح” صندوق مفاسد؛ إذ سارع أعداؤه داخل م.ت.ف وخارجها لاستغلال هذه خطوة. وهكذا تحولت هذه الخطوة من تعزيز لأبو مازن والمس بإسرائيل إلى ثقل وقع عليه. فإلى جانب العدو القديم، حركة حماس، سارع خصوم الداخل لعرض ترشيحهم في الانتخابات أيضاً، وعلى رأسهم مروان البرغوثي الذي يمكث في السجن الإسرائيلي، ومحمد دحلان الذي يمكث داخل القفص الذهبي في الإمارات.
لا غرو أن أبو مازن بدأ يبحث عن سلم للنزول عن شجرة الانتخابات التي تسلقها. أما الذنب فسيلقيه كعادته على إسرائيل. وبالفعل، يعلن أبو مازن في الأيام الأخيرة بأنه إذا لم تسمح إسرائيل بإجراء انتخابات في شرقي القدس فسيأمر بإلغائها. وثمة افتراض بأنه إذا ما سمحت إسرائيل لسكان شرقي القدس بالتصويت، فسيجد أبو مازن ذريعة أخرى.
ليس واضحاً ما الذي كسبه أبو مازن من مناورة الانتخابات التي بادر إليها. ولكن بالنسبة للزعيم الفلسطيني ابن الـ 85 الذي يعد مستقبله السياسي بالأشهر وليس بالسنين، فإن ربح بضعة أيام أو أسابيع هو أيضاً هواء للتنفس. والواضح هو أن قصة الانتخابات سجلت الخطوط الأساس لمعركة القيادة التي ستنشب حين تأتي نهاية أبو مازن – معركة جبابرة داخل م.ت.ف، بل ستمزق هذه الحركة “فتح” إرباً، في الوقت تقف فيه حماس عنصراً مشاهداً.