الشرنقة... ماركة غزية نجحت شام في تسويقها للعالم الخارجي افتراضيا

الثلاثاء 20 أبريل 2021 10:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الشرنقة... ماركة غزية نجحت شام في تسويقها للعالم الخارجي افتراضيا



غزة / سما / غادة عبد النبي

على الرغم من الحصار المطبق على قطاع غزة، إلا أن شبابها يحاولون الخروج من الواقع المرير بإنجاز مشاريع لتحقيق ذاتهم, فقد يكون إنتاج ماركة ملابس تصنع في غزة فكرة مستحيلة للتطبيق في قطاع غزة المحاصر، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الذي يزداد صعوبة كل عام، ولكن رغم كل ذلك نجحت شام البطنيجي والتي تقيم في قطاع غزة بتحقيق ذلك. 
 

شام، طالبة في كلية الأسنان في جامعة الأزهر، تبلغ من العمر 20 عاما، على الرغم من صغر سنها وانشغالها بتعليمها إلا أن ذلك لم يمنعها من دخول عالم الأزياء والتصميم و إنتاج ماركة خاصة بها تحت اسم كوكن، حيث لاقى مشروعها نجاحا و رواجا كبيرا منذ أشهره الأولى. 
 
شغف الأزياء والتصميم كان ملازم لشام منذ الصغر، وكانت تنجذب دائما له، حتى كبر معها هذا الشغف وتحول إلى مشروع على أرض الواقع يجوب جميع أرجاء العالم افتراضيا، ليتحقق حلمها ويصل اسم فلسطين للعالم كله.  
 

استوحت شام اسم علامتها التجارية "Cocon" وهي تعني بالعربية "الشرنقة" من الواقع الغزي الذي يعيشه شباب قطاع غزة، حيث أنه الشرنقة هي مرحلة من مراحل نمو الفراشة وتسبق مرحلة خروج الفراشة من الغلاف لتنطلق بحرية نحو العالم الخارجي. 
 

شام ترى أن هذه الشرنقة تمثل حال أحلام الشباب في القطاع والتي تعتبر حبيسة الزمان والمكان، وأن هذه الأحلام تنتظر المرحلة القادمة وهي أن تخرج من القطاع المحاصر وتنال حريتها وتنطلق للعالم الخارجي لتحقيق ذاتهم. 
 
وأضافت شام أن قيام المشروع لم يكن بالأمر السهل، حيث أنها بدأت مشروعها برأس مال رمزي تبلغ قيمته 200 شيكل، وما ساعدها على إنجازه هو دعم التجار والمصانع في غزة لها ولفكرتها. 
 
كما أنها وجدت صعوبة في إيجاد قماش ذو جودة عالية وكمية كافية لإنتاج تصميمها، مضيفة أنها كانت تختبر قطع القماش قبل البدء في تصميها عن طريق غسلها وكيها وذلك للتأكد من جودته ونوعيته.  
  

"أفكار التصاميم والتطريزات الموجودة على الملابس التي  أنتجها ليست عبثية وإنما هي مستوحاة من المواقف والحياة التي يعيشها الإنسان الغزي" هذا ما قالته شام عن تصاميمها وتطريزاتها، مشيرة إلى أن أول تصاميم لها كانت تعبر عن الحرية لأن الحرية بالنسبة للفلسطينيين هي حلم، فكل تصميم من تصاميمها مستوحى من أحلام شباب القطاع. 
 

ونجحت شام للتسويق لنفسها ومنتجاتها إلكترونيا من خلال إنشاء صفحة على تطبيق الإنستجرام، وهذا ما ساعد تصميماتها أن تجوب العالم افتراضيا مما مكنها ذلك من بيع وتوصيل منتجاتها للكثير من الدول العربية.   
 
 
ترى شام بأن تخصصها الصعب لا يشكل عائقا من اكمال مشروعها، وإنما يساعد بشكل كبير في سد جانب من رسوم وتكاليف جامعتها، مضيفة أنها تعمل دائما لتوازن ما بين دراستها ومشروعها بتنظيم الوقت وإنجاز المهام أولا بأول. 
 
 

شغفها تجاه الأزياء والوصول لما تريد هو دافعها الكبير للاستمرار في ابتكار الجديد من التصاميم و إنتاج الملابس، مضيفة أن عائلتها وأصدقائها وأصدقاء كوكن دائما ما يشجعونها على الاستمرار. 
 

تصاميم شام وصلت للكثير من المناطق في العالم، مثل تركيا والسعودية والإمارات ومصر و وجميع مدن الضفة والقدس المحتلة، مع ذلك النجاح الكبير الذي حققته إلا أنها تسعى وتحلم دائما بأن تصل علامتها التجارية لكل فلسطيني بالعالم وأن يكبر مشروعها ويصبح شركة كبيرة وعلامة معترف فيها. 

 

 


4

2

5

6

3

1