قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اليوم الأحد، إن "عمليات الجيش الإسرائيلي في أنحاء الشرق الأوسط ليست خفية عن أنظار الأعداء. إنهم يشاهدون قدراتنا ويدرسون خطواتهم بحذر". وتأتي أقوال كوخافي في أعقاب إعلان إيران عن تعرض شبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز النووية إلى "حادث"، الليلة الماضية، ووسط تقديرات بأنه ناجم عن هجوم سيبراني إسرائيلي. كذلك تسود تقديرات في إسرائيل بأن إيران سترد على تفجير السفينة "سافيز" العسكرية، الأسبوع الماضي.
وأضاف كوخافي، الذي كان يتحدث في مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذي قُتلوا في الحروب، "أننا نقف متأهبين مع قدرة هجومية مُحسّنة وجاهزة في أي وقت كي تتحول من تدريب إلى عملية عسكرية حقيقية".
وأعلن كوخافي أنه "بعد شهر سنجري تدريبا بحجم لم يجرِ مثله حتى اليوم – ’شهر من الحرب’، وسنتدرب خلاله على الخطط، أساليب القتال ومجمل القدرات العسكرية التي طُوّرت".
وتابع أنه "بفضل عمليات عسكرية أخرى، معقدة وذكية، وبفضل جنود وضباط الجيش الإسرائيلي، كان العام الفائت أحد أكثر الأعوام الآمنة التي شهدتها دولة إسرائيل ومواطنيها. وسنواصل العمل بقوة بالغة ومن خلال ترجيح الرأي، وبحزم ومسؤولية، من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل".
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في أعقاب لقائه مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الذي وصل إلى إسرائيل اليوم، إن "إسرائيل تنظر إلى الولايات المتحدة كشريكة لكافة التهديدات ضدها، وبضمنها إيران. وفي طهران الحالية يوجد تهديد إستراتيجي للشرق الأوسط كله ولإسرائيل. وسنعمل معا كي يضمن أي اتفاق جديد مع إيران أمن العالم ودولة إسرائيل".
وقال أوستن إن "التزامنا لإسرائيل، الحليفة الهامة للولايات المتحدة، لن يتغير. وسنضمن التفوق العسكري الإسرائيلي. واتفقنا على العمل من أجل توسيع التعاون بين الدولتين في مجال الدفاع". ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن أوستن لم يذكر إيران خلال تصريحاته.
وحسب المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، فإنه ليس واضحا حاليا إذا كانت هناك علاقة بين إسرائيل وانقطاع الكهرباء في منشأة نطنز، "لكن واضح أن انقطاع الكهرباء يعرقل تشغيل أجهزة الطرد المركزي الحديثة التي وضعتها إيران في هذا المكان، وكذلك الأجهزة القديمة التي تخصب كميات كبيرة من اليورانيوم. وليس واضحا بعد إذا نجح الإيرانيون من إصلاح انقطاع الكهرباء في نطنز، وما إذا تسبب الخلل بضرر لأجهزة الطرد المركزي الجديدة".
ورجح بن يشاي أن يكون الإعلان الإيراني عن الخلل في المنشأة نابع من سببين. الأول، هو أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتواجدون في المنشأة وليس بالإمكان إخفاء انقطاع التيار الكهربائي عنهم لفترة طويلة؛ والسبب الثاني، هو أن الإعلان على لسان متحدث رسمي غايته إثارة رد فعل من جانب إسرائيل، "وفحص ما إذا كان هذا حادث أو أن لإسرائيل علاقة بما حدث".
ورأى بن يشاي أن "الإيرانيين لاحظوا أن الثرثرة الإسرائيلية وميل مسؤولين رسميين إسرائيليين إلى التباهي بعمليات سرية ازداد مؤخرا، ولذلك فإنهم سيفحصون الآن ما يقال في إسرائيل كي يفهموا ماذا يحدث في أراضيهم".
وأضاف بن يشاي أن تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن إيران تجرب ثلاثة أنواع من أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيون بسرعة أكبر بكثير من الأجهزة الحالية، "تدل على أن إيران تسعى إلى الوصول إلى وضع ’دولة عتبة نووية’".
وبحسبه، فإنه "في إسرائيل يخشون من أن يحقق الإيرانيون هدفهم وعندها سيكون الوقت متأخرا. وباتفاق نووي جديد أو بدونه، ستكون بحوزة إيران قدرة نووية بكل ما يعني ذلك حيال الشرق الأوسط والعالم كله. وبكلمات بسيطة، إسرائيل تخشى أن تسير إيران على درب كوريا الشمالية، التي أصبح العالم يخاف التعامل معها بعدما أصبحت تمتلك سلاحا نوويا. ولذلك فإنه على الأرجح أن خلل شبكة الكهرباء في نطنز ربما لم تنتج عن حادث، وإنما بسبب استهداف تخريبي هدفه عرقلة السباق النووي الذي تسارع إثر المفاوضات مع الولايات المتحدة حول رفع العقوبات".
كذلك رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن أحداثا وقعت في منشآة نطنز في الماضي، بينها إدخال الفيروس الإلكتروني "ستوكسنت" إلى أجهزة حاسوب المنشأة، قبل عشر سنوات تقريبا، والتفجير في المنشأة نفسها، في تموز/يوليو الماضي، تدل على أن هجوما سيبرانيا إسرائيليا تسبب بالخلل فيها الليلة الماضية.