قالت مستشرقة إسرائيلية إن "بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية سيبقى عالقاً كعظمة في حلق الملك الأردني عبد الله الثاني، ما لم يطرأ تحول دراماتيكي، وقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى اعترف نتنياهو بأن إلغاء رحلته إلى أبو ظبي كان بسبب موقف القصر الملكي في عمان، وليس بسبب الجراحة المفاجئة لزوجته سارة".
وأضافت سمدار بيري بمقالها بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه "بعد يوم من الخلاف حول عدد حراس الأمن المسلحين لولي العهد الأردني الأمير حسين خلال زيارته للمسجد الأقصى، شمر الملك عبد الله عن سواعده، وأصدر أمرا قاطعا بمنع مرور طائرة نتنياهو من عمان في طريقه إلى الخليج، حيث دولة الإمارات، وهو ما ألمح إليه وزير خارجيته أيمن الصفدي، وما يعتقده كبار المسؤولين المقربين من نتنياهو".
وأشارت إلى أن "السعودية بعثت برسالة مماثلة، بعدم السماح بمرور طائرة نتنياهو فوق أراضيها، وربما يمكن القول إن الزيارة التي قام بها الملك عبد الله للسعودية، واستقبل هناك بترحيب حار، أكدت أن ولي عهد السعودية، على عكس ما يدعي محيط نتنياهو، ليس لديه أي خطط للسيطرة على المسجد الأقصى، وهكذا، تم تأجيل لقاء نتنياهو مع حاكم أبو ظبي محمد بن زايد لأخذ صورة خاصة بالحملة الانتخابية، على أقل تقدير".
وأكدت أن "الإسرائيليين تركوا مع مذاق مرير، لأن الملك عبد الله لم يعد يحتفظ بأفكاره السلبية حول نتنياهو سرا، فقبل خمس سنوات، في مقابلة مع صحيفة بريطانية، فاجأ الجميع بقوله إن "أصعب الأيام في فترة حكمي كانت، ولا تزال حتى الآن، الأيام التي أواجه فيها نتنياهو"".
وأوضحت أن "إسرائيل فيها مدرستان فكريتان: الأولى تدعو إلى استمرار حكم عبد الله، على افتراض أن الحاكم الأردني أفضل من أي احتمال آخر، أما الأخرى فقد اعتمدت شعار "أن عبد الله سيكون آخر ملك"، وبعده تتحد الضفتان الشرقية والغربية تحت الحكم الفلسطيني، ومنذ حينها حاول نتنياهو تحديد مواعيد للقاء به، لكن الملك كان يرفضها، ثم اتصل هاتفيا، لكن الملك اختار عدم الإجابة".
وكشفت أن "الملك الأردني، وبدلا من لقاء نتنياهو، استدعى بيني غانتس وغابي أشكنازي للاجتماع به، ويستعد الملك لتقديم خريطة العلاقات مع إسرائيل للرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تشمل كل شيء، خاصة التعاون الأمني، باستثناء نتنياهو، في حين أنه في إسرائيل هناك مجموعة من 30-40 من الجنرالات ورجال الدولة والأكاديميين يعملون بهدوء للحفاظ على العلاقات مع الأردن".
وأوضحت أن "قادة المجموعة النخبوية الإسرائيلية يتنقلون بين المكاتب، ولا يبذلون جهدا لشرح أهمية العلاقات مع الأردن، لأنه كان لسنوات عديدة الأخت الصغيرة الفقيرة الحريصة على الحفاظ على الحدود الطويلة مع إسرائيل، خشية أن يتسلل إليها المسلحون ومهربو الأسلحة والمخدرات، وتعلمت إسرائيل أن تثق بالأمن الأردني، وأعينها مغمضة، وحتى يومنا هذا، تجري عمليات تعاون مفاجئة بهدوء على طول الحدود الطويلة".
وأشارت إلى أن "الأفضل لإسرائيل هو الحكم الأردني القائم حاليا بدلا من زعيم فلسطيني في المملكة، أيا كان، وهذا الاحتمال بالتأكيد على الطاولة، وكما أن عبد الله، مثل نتنياهو، يستعدان للقاء بايدن، وفي السفارات الأمريكية في تل أبيب وعمان، يتم جمع كل ذرة من المعلومات، ومن المنطقي أن التوتر بينهما لم يمر دون أن يلاحظه أحد، من الأمريكيين".
