فَصْل القدوة من فتح: رسالة تخويف "للمتمرّدين" وعلى رأسهم البرغوثي

الجمعة 12 مارس 2021 06:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فَصْل القدوة من فتح: رسالة تخويف "للمتمرّدين" وعلى رأسهم البرغوثي



رام الله/سما/

مع وصول المباحثات التي أجراها قادة في «اللجنة المركزية لحركة فتح»، مع زميلهم ناصر القدوة، إلى حائط مسدود، نَفّذ رئيس الحركة، رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تهديداته السابقة بفصل القدوة من «فتح»، بعد رفض الأخير الانصياع وإلغاء قائمته الخاصة لدخول الانتخابات التشريعية، محاوِلاً بذلك ردع قيادات «فتحاوية» أخرى كانت تُفكّر في المشاركة عبر قوائم مستقلّة بعيداً من قائمة الحركة الرسمية، وعلى رأس هؤلاء الأسير مروان البرغوثي.

واستند إعلان «مركزية فتح» فصل القدوة من عضوية اللجنة والحركة، والذي سرى صباح أمس، إلى القرار الصادر في جلسة الثامن من الشهر الجاري، والذي أمهل ابن أخت الرئيس الراحل ياسر عرفات 48 ساعة للتراجع عن مواقفه «المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمسّ بوحدتها، بعد فشل الجهود كافّة التي بُذلت معه».

تقول مصادر في «فتح» "للأخبار"  إن الرئيس  عباس «كان مصرّاً على فصل القدوة وسلبه مؤسسة الشهيد ياسر عرفات والتعامُل معه بقسوة ليردع قيادات أخرى تفكّر في مخالفة قراراته، بِمَن فيهم البرغوثي الذي ردّت عليه اللجنة المركزية أمس عبر رسالة وصلته في السجن». وفي تفاصيل الرسالة، أن الحركة وضعت معايير للترشُّح على قائمتها، وأن قادة الصف الأول لن يكونوا ضمن القائمة الرسمية أو غيرها. كما لم تخلُ الرسالة من تهديد غير مباشر بالفصل والتهميش ضدّ كلّ مَن يخالفون قرارات «المركزية»، ويسعون إلى شقّ صفوف الحركة، لكن لم يُعرَف بعد ردّ فعل البرغوثي على قوائم الترشيح أو التهديد المبطن له.

وما يؤكد حديث المصادر كلامُ عضو «المركزية»، صبري صيدم، عن أن حركته وضعت معايير داخلية للترشُّح على قائمتها «وفق معطيات تنسجم مع رؤى وضعناها في توزيع الكفاءات، مع الأخذ بالاعتبار الشرائح الأخرى كالشباب والمرأة وغيرهما كي تكون عملية تشاركية»، مشيراً إلى أنه خلال اليومين المقبلين سيتمّ «تسلّم الأسماء المرشَّحة من الأقاليم التي ستَعرض قائمة تشمل ثلاثة أضعاف العدد، حتى يكون هناك بنك أسماء في كلّ منطقة، ويجري الاختيار من تلك القوائم عبر المركزية»، في وقت أعلنت فيه عضو «المجلس الثوري لفتح»، رشيدة المغربي، وهي شقيقة الشهيدة دلال المغربي، استقالتها من المجلس.


سريعاً، وعلى أمل استجلاب القدوة إلى صفه، تلقّى القيادي، محمد دحلان، خبر إطاحة الرجل باتهامٍ لرئيس «فتح» بأن نهجه «بات غير مقبول ويُمثّل تهديداً حقيقياً لمصالح الشعب الفلسطيني ووحدته وقضيته وخطراً داهماً على فتح». ووصف دحلان، في منشور على «فايسبوك»، ما حدث بأنه «خطوة جديدة في بعثرة قدرات وقوة فتح التي لم تشهد عبر تاريخها الطويل هذا القدر من الاستبداد والتفرُّد والانحراف عن تقاليد التنوُّع واحتواء كلّ الأفكار والآراء، ومخالفة لكلّ لوائح وأنظمة الحركة وأعراقها العريقة»، ليستغلّ الحادثة في دعوة قيادات الحركة وكوادرها إلى مواجهة «التدمير المنظّم من قِبَل شخص حاقد وفاقد للأهلية ويُشكّل مصدراً لضعف الحركة وتراجع مكانتها وقدراتها».


من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم التيار الاصلاحي ، عماد محسن، أن أربعين ألف جرعة جديدة من لقاح كورونا وصلت إلى قطاع غزة، مشيداً بدور الإمارات التي قال إن لها «بصمة واضحة في كلّ مكان فيه فلسطيني في القدس والضفة وغزة والخارج»، واعداً بدفعات أخرى من اللقاح الذي يأتي ضمن الترويج الانتخابي لدحلان. وفي الوقت نفسه، شكر المسؤول في «حكومة حماس»، غازي حمد، الإمارات وتيار دحلان «على الجهود المتواصلة في دعم غزة».